تشتهر تركيا بعدد من السواحل المذهلة للسياحة والاستجمام، بفضل المناظر الطبيعية الفريدة التي تتمتع بها وتطل على البحار والبحيرات والجبال. تميزت تركيا عن باقي أماكن العالم بمناطقها الساحلية المشهورة، ومن بين هذه المناطق، تعتبر منطقة ليكيا (Likya) في الساحل الجنوبي الغربي لتركيا منطقة جغرافية مميزة في شبه الجزيرة الأناضولية. كانت المنطقة مأهولة في العصر البرونزي المتأخر بالإمبراطورية الحثية وكان يتحدث سكانها اللغة اللويه (Luwian). وبعد ذلك، بدأوا في استخدام اللغة الليسية في النقوش، وتأسست إمبراطورية الأخمينيين في العصر الحديدي عام 546 قبل الميلاد .
يعتبر ساحل ليكيا واحدا من أروع الشواطئ على مستوى العالم، حيث يتميز بجماله وفرادته، ويقع في جنوب غرب تركيا عند تقاطع بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط. يتميز الساحل بشدة زرقة المياه وضحالتها، إذ ليست عميقة، ويتميز أيضا بجمال الريف التركي المميز والطقس المتفرد. يحتوي الساحل على شاطئ باتارا، وهو واحد من أجمل الشواطئ المميزة في المنطقة، حيث يتميز بوجود كمية كبيرة من الرمال الناعمة والنظيفة. إنه مكان مناسب للاستجمام وقضاء وقت ممتع للراحة والاسترخاء. بالإضافة إلى جماله المتفرد، يتواجد بالقرب من المناطق الشاطئية عدد من الآثار التراثية القديمة التي يعود تاريخها إلى فترات ما قبل التاريخ للإمبراطورية الأخمينية والأغريق والفرس والرومان، وتحمل نقوشا باللغة الليسية. بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، تم استبدالها بالإمبراطورية البيزنطية .
عبر تلاحق العصور، تكونت الظواهر الجيولوجية الطبيعية في هذه المنطقة على ساحل البحر الأبيض المتوسط في اتجاه الشمال والجنوب. يحدها من الغرب خليج فتحية، وفي الجانب الشرقي للخليج تقع محافظة أنطاليا، والجزء الشرقي ينتمي إلى محافظة موغلا. أما الجزء الجنوبي فينتمي إلى بوردور. في العصور القديمة، كانت هذه المنطقة محط اهتمام جميع الحضارات بسبب موقعها المتميز بين المدن. واليوم، تعتبر معالم سياحية مميزة بسبب وقوعها بين أربع مناطق سياحية هامة يقصدها السياح، حيث يمكن الانتقال بسهولة بين تلك الأماكن. يتحدث سكان المنطقة لهجة الأناضول الخاصة بهم. تتميز المنطقة بأنها مسطحة مع وجود منحدرات صغيرة تنحدر إلى هاوية بها أربع قمم تمتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي. يشكل الطرف الغربي جبال طوروس، ويوجد في الغرب عدد من الأودية المنحدرة بها أربعة سدود قديمة على نهر دالامان. تسمى التلال القادمة من الشرق الجبال البيضاء، وتمتد لمسافة تقدر بحوالي 150 كم (93 ميل)، بالإضافة إلى الكتل الصخرية الممتدة على طول الشاطئ ومنحدرات السهل. هناك أيضا عدد من الجزر. ومن بين المعالم الأثرية الهامة في هذه المنطقة المسرح القديم وبوابة النصر.
تحوي الساحل على العديد من المنتجعات السياحية الفاخرة جدا ذات الذوق الفني الرفيع. يأتي الزوار من جميع أنحاء العالم إلى هذه المنتجعات بسبب المناظر المبهجة والمميزة التي تتميز بشكلها الفريد، وتتألف من الفلل والشاليهات المطلة على البحر. تتوفر مجموعة من الفنادق الصغيرة والمنتجعات السياحية بأسعار متفاوتة، وتوفر جميع الفنادق خدمات فندقية عالية الجودة. تتواجد في المنطقة سلسلة من المطاعم التي تتميز بالنكهة والطابع الشرقي والتركي التقليدي، إلى جانب المطاعم العالمية. ومن أبرز ما يميز المنطقة هي مطاعم الأسماك، ومن أشهر تلك المطاعم مطعم القديس نيكولا الذي يقدم مجموعة من الأطباق التركية ذات الطابع الكلاسيكي، حيث يتم تقديم الطعام في أطباق مصنوعة من الفخار مما يعطي المطعم والمكان والطعام طعما مميزا. ومن أهم الأنشطة المتاحة هناك السباحة والغطس والتزلج على الماء وركوب القوارب والقيام برحلات لاستكشاف المعالم السياحية في المنطقة ..
بجانب الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة تستطيع الذهاب إلى المناطق المجاورة للمنطقة مثل موغلا وانطاليا و منطقة بوردور التاريخية ومشاهدة الآثار التاريخية التي يرجع تاريخها للعصر البرونزي المتأخر ، بجانب الانشطة الترفيهية الممتعه والاستمتاع بالمشاهد الخلابة والاستجمام والتفرد بالساحل..