ساحة الصفاة في الكويت
ساحة الصفاة؛ إذا قمت بزيارة مدينة الكويت من قبل، فمن المؤكد أنك سمعت هذا الاسم كثيرا، فهي واحدة من أهم الساحات التي اكتسبت شهرة كبيرة محليا وعالميا. تقع ساحة الصفاة في قلب مدينة الكويت القديمة، أو بالأحرى، تميل قليلا إلى اليسار عن الوسط. يجدر بالذكر أن هذه الساحة كانت في السابق نقطة اجتماع لجميع مناطق الكويت القديمة، حيث تقع منطقة القبلة في الشمال، وتقع المرقاب في الجنوب الشرقي منها، ومن جهة الغرب من ساحة الصفاة تقع منطقة الصالحية ومن ثم الوطية، ومن الجهة الشرقية للساحة تقع منطقة السوق ومن ثم منطقة الشرق. بفضل موقعها المتميز، استطاعت هذه الساحة أن تكتسب شعبية كبيرة داخل دولة الكويت وخارجها، لذا ليس من المبالغة أن نقول إنها الساحة الأهم على الإطلاق في مدينة الكويت، ويطلق عليها أيضا اسم الساحة العامة.
أهمية ساحة الصفاة في الكويت قديماً : هذه الساحة المميزة التي تحتلها، تتحمل العديد من الأدوار والمسؤوليات الهامة، ومن أبرز هذه الأدوار أنها تعتبر سوقا كبيرة، وقد كانت هذه الساحة في الماضي نقطة تقاء مهمة ومحطة استراحة للقوافل القادمة إلى الكويت أو التي تمر عبر البوابة الشامية، ومن الملحوظ أن هذه الساحة هي المكان الوحيد الذي يتسع لهذه القوافل. ومن بين العوامل التي زادت من أهمية هذه الساحة ومنحتها مكانة خاصة بين العرب، أن الشيخ عبد الله الجابر الصباح الراحل كان يجلس فيها بعد صلاة العصر للتحكيم في النزاعات وخصوصا في شؤون التجارة والأعمال البحرية. كما كانت تستخدم هذه الساحة بشكل رسمي لإقامة المناسبات والاحتفالات التي كانت تنظمها الدولة في ذلك الوقت على مستوى الإمارة. وكانت هذه الساحة أيضا مكانا يجرى فيه القصاص وتنفيذ الحدود الشرعية بوجود الجماهير والعامة. ومن بين السلع الرئيسية التي تباع في سوق ساحة الصفاة في الكويت هي السمن ونبات العرفج والأعشاب والجراد والأقط والإبل والغنم والحليب .
الأحداث الهامة التي شاركت بها ساحة الصفاة في الكويت :
ومهم أن نذكر أن هذه الميدان شاركت في العديد من الأحداث المهمة في دولة الكويت، والتي لا تزال حاضرة في ذهن الكثير من سكان الكويت والدول العربية. ومن أهم هذه الأحداث، كان أول شارع في الكويت الذي تم تجهيزه وتعبيده، حيث بدأ من ميدان الصفاة وانتهى في قصر دسمان. وكان يعرف هذا الشارع بأسم شارع دسمان في عام 1945، ولكنه لم يظل هكذا لفترة طويلة حيث تعرض للتلف وتراكم الغبار عليه. ولكن تم تجديده بعد ذلك وأصبح اليوم معروفا بأسم شارع أحمد الجابر. أيضا، أقيم فيه احتفال كبير بمناسبة تنصيب الشيخ عبد الله السالم الصباح كأمير للبلاد في 25 فبراير 1950. يذكر أن الدكتور ماليري شاهد هذا الميدان الذي يتسع لعدد كبير من القوافل بحجمها الكبير، حتى رأى مرة عددا كبيرا من الجمال يصل عددها إلى نحو ألف إبل بنفسه. (الكويت قبل النفط – مذكرات ماليري)، ويقال إن هذا الميدان كان في الماضي مقبرة ومرت عليه أكثر من مائة عام حتى أصبح بعدها محطة تجارية كما ذكرنا سابقا.