سائق رافعة الحرم يكشف تفاصيل جديدة حول الحادث
من أصعب الأحداث التي مرت بها المملكة مؤخرا هي حادثة سقوط رافعة الحرم المكي الموافق يوم الجمعة 11/9/2015 حيث سقطت رافعة على حجاج بيت الله الحرام بسبب هبوب الرياح والعواصف الشديدة وسقوط الأمطار وهو اليوم الذي شهدت فيه مكة تقلبات جوية عقب صلاة المغرب وقد سقط جزء من الرافعة على صحن الطواف المؤقت الخارجي وعلى الدور الثالث للمسعى وقد تعالت أصوات الحجاج بالشهادة من هول الموقف فقد سمع صوت مرعب جدا من جراء سقوط الرافعة خاصة وأنها تعد من أكبر الرافعات على مستوى الشرق الأوسط ، وقد بلغ عدد الضحايا 110قتيلا و238 مصابا وقد أعلنت حالة الطوارئ بمكة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المصابين في عدة مستشفيات بمكة.
إجراء التحقيقات على الفور
تم تشكيل لجنة للتحقيق في الحادث الأليم بناء على توجيهات أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل. ومنذ ذلك الحين، تمت متابعة التحقيقات وتحويل القضية إلى المحكمة الجزائية المختصة بعد حوالي 8 أشهر. وتضم ملف القضية عددا من المتهمين من المهندسين والمشرفين على مشروعات التوسع في الحرم. يشمل المتهمون ستة سعوديين، بما في ذلك “ملياردير” غير مذكور اسمه، بالإضافة إلى اثنين من الباكستانيين وفيليبيني وإماراتي وكندي وفلسطيني ومصري وأردني. ووجهت المحكمة الجزائية لهؤلاء التهم بما في ذلك التسبب في وفاة أشخاص، وإلحاق الضرر بالممتلكات العامة والخاصة، وانتهاك أنظمة السلامة المدنية، وانتهاك قواعد السلامة في مواقع البناء. في ذلك الوقت، فرضت السلطات عقوبات قاسية على مجموعة بن لادن. تم عقد الجلسة الأولى لمحاكمة المتهمين في المحكمة الجزائية بمكة المكرمة في أغسطس الماضي، ويتوقع أن يقدم عدد من المتهمين في القضية ردودا على لوائح الاتهام الموجهة إليهم خلال الجلسة القادمة للمحكمة في نهاية الأسبوع المقبل.
سائق الرافعة المتهم يدافع عن نفسه
دافع سائق رافعة الحرم عن نفسه ضد التهمة الموجهة إليه من بعد إيقاف الرافعة وعدم التزامه بإرشادات السلامة، حيث أكد أنه لم يطلع على كتيب التشغيل الخاص بالرافعة “الكتالوج”، بل قام بإيقاف الرافعة وفقا لتعليمات السائق الألماني التابع للشركة المصنعة، وكان غير مدرك لوجود هذا الكتيب في الأصل. وأكد أنه كان يستلم التعليمات من مهندسين اثنين متهمين في القضية بالتقصير، أحدهما متخصص في الأوامر التشغيلية للرافعات وطلب النقل والرفع للمواد والمعدات المستخدمة في المشروع، والآخر مسؤول عن أمن الرافعة وسلامتها وموقعها. ووفقا لتقرير أرامكو، تبين أن الرافعة لم تكن مجهزة بجهاز قياس الرياح، وهناك قراءة على الكمبيوتر توضح سرعة الرياح أثناء العمل، وأنه ترك الرافعة بحيث يكون ذراعها معاكسا للحرم، أي أن اتجاه الرافعة يكون بعيدا عن الحرم.
وأكد السائق أيضا أنه لن يتم ترجمة تعليمات تشغيل الرافعة إلى العربية وتلقيها منه، ولم يتم تزويده بتقارير حول حالة الطقس والتغيرات الجوية أثناء تشغيل الرافعة. وتشير المعلومات المتاحة إلى أنه يجب عدم خفض الذراع الرئيسية للرافعة عند توقف الماكينة للاستخدام إلا بعد انتهاء أعمال الرافعة وانتقالها إلى موقع آخر بعد الانتهاء من المشروع بالكامل. وأشار السائق أيضا إلى أنه قام بتغيير اتجاه الرافعة في اليوم الأخير قبل سقوطها وفقا للتعليمات، ليبعده الذراع عن المسجد، وهو الإجراء الأمني الذي اتبعه منذ بداية عمله على الرافعة. وأظهرت التحقيقات أن الرافعة الأخرى لم تتغير في وضعها، ورد السائق بأن هناك رافعات تعمل في الموقع خلال الصباح، وعندما يحضر في المساء، تنتهي هذه الأعمال ويتم تغيير الرافعة. ولا يوجد وضعية ثابتة عند نقل وتسليم الرافعة بين السائقين خلال فترة العمل .