في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه توسعت رقعة الدولة الإسلامية واحتك المسلمون الأوائل بالشعوب الأخرى والثقافات الأخرى، ومع مرور الوقت دخل أهل هذه البلاد في الإسلام مثل بلاد الفرس وبلاد الشام وأهل مصر، بدء المسلمون يتعرفون على العديد من أنواع العمارة والفنون المختلفة.
الزخارف
أراد المسلمون استخدام هذا الفن في تزيين بناء دور العبادة ليضفي عليها جاذبية مثل المباني الفارسية والرومانية، وكان عبد الملك بن مروان أول من اهتم بهذا المجال واستخدم هذا الفن، ويعتبر المهتمون بهذا المجال، أي مجال الزخرفة الإسلامية.
تعتبر الزخارف واحدة من أهم فنون العلوم التي تدرس فلسفة النسبة والتناسب والكتلة والفراغ والتجريد والتكوينات واللون والخطوط. يمكن أن تتألف الزخارف من وحدات طبيعية مثل الأشكال الآدمية والحيوانية والنباتية، أو من وحدات هندسية تحولها الفنان إلى أشكال تجريدية عن طريق خياله وإبداعه وإحساسه الفني.
تم وضع قواعد وأسس لهذا الفن، وعادة ما يستخدم التزيين بالزخارف في تزيين المباني العامة أو الخاصة ودور العبادة، سواء في العمارة الإسلامية التي تعتمد على نوع معين من الزخارف المستوحاة من الطبيعة والتقاليد الإسلامية، ويمكن أيضا رؤية الزخارف في دور العبادة المسيحية بأشكال وأساليب مختلفة، وكذلك في المقابر وغيرها من المباني الأخرى.
الزخارف الإسلامية
تعد الزخارف الإسلامية هي نوع من أعرق الأنواع في فن الزخارف، ويعد قسم أساسي في الفن الإسلامي، فهي تعد فن إسلامي راقي، حيث يبتعد هذا النوع من الرسم عن أي رسمات لها علاقة بالأشخاص أو الكائنات الحية والت تعتبر محرمة في الدين الإسلامي، يتصف هذا الفن بالجمال الذي يصنعه في المكان.
يهتم الفن الإسلامي بالجذور والأسس التي وضعها الدين الإسلامي والتقاليد التي تم تناقلها بين الأجيال المسلمة من السلف الصالح، وهناكعلاقة بين الدين الإسلامي والتقاليد والأوامر التي وضعها الدين الإسلامي وفن الزخارف والعمارة الذي انتقل إلى المسلمين من باقي الشعوب.
ضبط المسلمون هذا الفن بطريقة تتفق مع عاداتهم وتقاليدهم ودينهم، ليخرجوا لنا هذا الشكل الجميل من الزخارف الإسلامية المتنوعة التي نجدها في المساجد القديمة والمباني القديمة التي بناها المسلمون منذ قرون، والتي يزورها الكثير من الناس من جميع دول العالم للاستمتاع بجمال هذا الفن.
أنواع الزخارف الإسلامية
كما قلنا سابقاً أن الزخارف الإسلامية تختلف عن باقي الزخارف التي تتمتع بها الشعوب الأخرى فلا تدخل الوحدات الادمية أو الحيوانية في زخارفها، بحيث تتناسب مع دور العبادة الاسلامية وحتى يتمتع الشخص الموجود بداخلها بهذا الجمال دون أن يتشتت بالرسومات والمنحوتات وغيرها من الأمور .
اعتمد المسلمون بعض الأنماط الزخرفية الأخرى، مثل الأنماط الهندسية والكتابية والنباتية. في بعض الأحيان، تحتوي بعض الرسومات والزخارف على الكائنات الحية، لكن استخدامها كان أقل من الزخارف التي اشتُهر بها الفن الإسلامي، وهي:
الزخارف الهندسية المفرغة و غير المفرغة
كانت بداية التوجه في استخدام هذا النوع من الزخارف الذي يعتمد على الأشكال الهندسية في العصر الأموي، وأبدع الفنان المسلم في إنشاء الزخارف بشكل لا مثيل له في أي من الحضارات الأخرى، برغم من بساطتها حيث أنها تعتمد في الأساس على أشكال هندسية بسيطة مثل المربعات والدوائر والمثلثات والمستقيمات والتي يقوم الفنان بتشكيلها بطريقة فنية جميلة ويظهرها بشكل مفرغ أو مصمت بالطريقة التي يراها.
الزخارف الكتابية
كان الخط العربي واحدًا من أهم العناصر المستخدمة في الزخارف وخاصة في دور العبادة، حيث ابتكر الفنان المسلم تشكيلات الخط العربي لإبرازه بشكل رائع عند كتابة بعض الآيات القرآنية والعبارات الدينية.
الزخارف النباتية
قام الفنانون المسلمون بتفنيد أشكال النباتات مثل أوراق الأشجار والفروع والزهور والثمار، حيث كان الفنانون يستخدمونها لملء الفراغات وتزيين التحف والسجاد والأدوات الأخرى بشكل رائع.