زحزحة القارات في القرآن الكريم
تعريف زحزحة القارات
زحزحة القارات هي عملية تحرك الألواح الصخرية الخارجية للأرض التي تنقسم بواسطة أنظمة صدع عميقة، وتطفو هذه الأغطية الخارجية على المنطقة الشبه منصهرة من قشرة الأرض وتتحرك بحرية بعيدا عن الصفائح المجاورة .
عند الحدود البعيدة لكل لوحة، ترتفع الصهارة المنصهرة وتتصلب لتشكل شرائح جديدة من قاع المحيط، وعند الحد المعاكس، تنزلق الصفيحة تحت الصفيحة المجاورة لتتم استهلاكها في الجزء العلوي منمنطقة الوشاح بنفس معدل انتشار قاع البحر .
وبالتالي، اللوح الصخري المثالي سيكون له حافة واحدة تنمو في منطقة صدع في وسط المحيط، وسيتم استهلاك الحافة المقابلة في الغلاف الوهمي للصفيحة العلوية، وتنزلق الحواف الأخرى بعد حواف الصفائح المجاورة على امتداد خطوط التحول العابر أو الانزلاق الحدودي، وبهذه الطريقة، تتحرك صفائح الغلاف الصخري باستمرار حول الأرض، وبما أنها تحمل القارات، فإن قارات العالم تتحرك بشكل دائم أو قد تتحرك باتجاه بعضها البعض .
عند دفع الصفيحة أسفل لوحة أخرى، يحدث تفاعل في الصخور المنصهرة، وتتدفق المزيد من المادة اللزجة بينما تنمو الجزر والقارات، سواء عن طريق التصاقها بالقارات المجاورة أو عن طريق الضغط بين قارتين متصادمتين. وتكمن نشاطات الصفائح الصخرية المتباعدة والمقاربة ليس فقط في المحيطات، بل أيضا داخل قارات العالم السبع وعلى طول حوافها، وقد أشير إلى تحرك القارات أيضا في القرآن الكريم .
تتغير الأرض عبر الوقت الجيولوجي من نهاية العصر الكامبري، أي قبل حوالي 500 مليون سنة، حتى الفترة المعروفة باسم بانجيا بروكيما التي مضت عليها حوالي 250 مليون سنة من الآن. إن الانجراف القاري يشير إلى تحركات واسعة النطاق للقارات بالنسبة لبعضها البعض وبالنسبة لحوض المحيطات خلال فترة زمنية واحدة أو أكثر من فترة في الزمن الجيولوجي .
أدلة من العلم تدعم نظرية زحزحة القارات
هناك أدلة كثيرة تدعم نظرية انزلاق القارات، ومن بينها ما يلي
أكد العالم الألماني في مجال الطبيعة، ألكسندر فون همبولت، التوافق الواضح بين انتفاخ شرق أمريكا الجنوبية وخليج إفريقيا. وقد وضع نظرية حوالي عام 1800 تقريبًا مفادها أن الأراضي المطلة على المحيط الأطلسي تم ضمها مرة واحدة بعد حوالي 50 عامًا .
أفاد العالم الفرنسي أنطونيو سنايدر بيليجريني بأنه تم العثور على نباتات أحفورية متطابقة في رواسب الفحم في أمريكا الشمالية وأوروبا، مما يشير إلى أن القارتين كانتا متصلتين في الماضي .
في عام 1908، استخدم فرانك تايلور من الولايات المتحدة مفهوم الاصطدام القاري لشرح تكوين بعض سلاسل الجبال في العالم .
نظرية ألفريد فينجر كشفت عن الانجراف القاري من خلال الأدلة البيولوجية والجيولوجية والصفائح التكتونية والأدلة الأخرى التي تؤيد الانجراف القاري على سطح الأرض. ولقد قام العديد من الباحثين ببذل العديد من الجهود لدعم هذه النظرية. ويذكر أن القرآن الكريم أشار إلى موضوع انزلاق القارات ونتائجها قبل ظهور هذه النظرية
نظريات حول زحزحة القارات
تم اقتراح أول نظرية مفصلة وشاملة عن الانجراف القاري أو زحزحة القارات في عام 1912 من قبل عالم الأرصاد الألماني ألفريد فيجنر حيث جمع كتلة كبيرة من البيانات الجيولوجية وبيانات الحفريات لأجل تحديد أول نظرية من نظريات نشأة القارات .
فرضت نظرية فيجنر وجود قارة واحدة فقط طوال معظم الوقت الجيولوجي، وأن الأجزاء بدأت بالابتعاد عن بعضها البعض، مما أدى إلى انجراف الغربي للأمريكتين وفتح المحيط الأطلسي، وانجرفت الكتلة الهندية عبر خط الاستواء لتندمج مع آسيا.
في عام 1937، قام العالم الجيولوجي الجنوب إفريقي ألكسندر ل. دو تويت بتعديل النظرية عن طريق اقتراح قارتين بدائيتين: قارة لوراسيا في الشمال وقارة جندوانا في الجنوب، واستخدم خريطة القارات والمحيطات. وذلك بالإضافة إلى ما ذكر في القرآن الكريم حول زحزحة القارات .
زحزحة القارات في القرآن الكريم
قبل حدوث الانجراف القاري، كانت هناك قارات في العالم قبل الانفصال منذ 50 عاما، وكانت الخريطة العالمية صامتة، واليوم يرون العلماء أن نظرية الصفائح التكتونية، التي تشمل انزلاق القارات، مقبولة على نطاق عالمي لأنها صحيحة إلى حد كبير، وهناك تلال من الأدلة على حدوث الصفائح التكتونية في ماضي كوكب الأرض .
يرى الإنسان الجبال في خريطة العالم ثابتة ولكنها في الواقع تتحرك وتبتعد مثل الغيوم، وقد قال الله تعالى ذلك
(وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرّ مَرَّ اَلسَّحَاب ۚ صُنْعَ اَللَّه اَلَّذِي أَتْقَنَ كُلّ شَيْءٍ ۚ إنه خبير بما تفعلون) وهذا دليل على وجود زحزحة القارات في القرآن الكريم، ويقول الإنجيل: (يقول الكتاب المقدس إن الأرض ثابتة فوق الأعمدة الأولى صموئيل 2: 8)
يحتوي القرآن الكريم على معلومات علمية هائلة لم تكن معروفة للإنسان قبل 1400 عام، إذ يتضمن معلومات من علم الحساب الأساسي إلى معلومات من الفيزياء الفلكية .
وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا وجعل فيها زوجين من كل الثمرات، يغشي الليل النهار، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون
لو ركزنا قليلا في الآية القرآنية التي ذكرت بالأعلى من سورة الرعد ، سنرى أن كلمة ممدود تعني أن الأرض تُغَطَّى أو تُمدّد أو تُسحب أو تُوسّع أو تُفتح ، وهذه إشارة إلى تكوين الجبال والأنهار الذي لو ركزنا فيه سنرى إن بالنظر إلى التفسير العلمي سنجد أن الجبال والأنهار تشكلت من خلال تمدد الأرض وتوسعها .
يقول العلم في يومنا هذا أن مظهر الأرض كان مختلفًا جِدًّا في العصور الأولى للبشرية ، فالعالم الألماني الشهير ألفريد لوثار فيجنر أكد أن جميع القارات كانت في الأصل كتلة واحدة ثم أصبحت هذه الكتلة الأرضية العظيمة كل القارات ، والقارات لا تبتعد عن بعضها البعض عن طريق الانزلاق فوق قاع المحيط.
تصريحات يوتاه للأبحاث الجيولوجية التي ذكرت مسبقا في القرآن الكريم
ذكر مركز يوتاه للأبحاث الجيولوجية في تصريحات سابقة بعض النقاط المتعلقة بالقرآن الكريم، حيث تم التطرق إلى محتوياته وبعض النقاط الهامة المذكورة فيه
- وقالت أهم دراسات المركز أن كانت النطاقات والأحواض تتشكل على مدى 10 إلى 20 مليون سنة التي مضت استجابة لتمدد الشرق ، والغرب لقشرة الأرض ، فإن هذا يؤدي التمدد إلى التوتر الناتج عن الحركة البطيئة المستمرة أو الحركة المفاجئة على طول الصدع مما يسبب الزلازل ، وخلاله ترتفع الجبال بينما تنخفض الوديان على طول الصدوع يستمر التمدد .
- ولا يمكن أبدا إثبات الحقائق كتوسع الأرض إلا من خلال البحث ، فمثلا أكدت الصور التي سجلتها الأقمار الصناعية بأن القارات كانت ذات يوم ما مكملة لبعضها البعض ، وأن التمدد في قشرة الأرض مستمر بمعدل بطيء ولكنه محدد، إن وجود مثل هذه المعلومات الفريدة في القرآن الكريم الذي أنزل من أكثر من 1400 عام يعد تأكيدا أن هذا العالم خلق بيد الله الذي لا ملك كل شيء وخلق كل شيء، فالأرض لا محالة من أعظم معجزات الله في الكون .