ريم العيدان تغوص مع « قرش البحر » لمدة 5 ساعات
على الرغم من شهرتها في عالم الأسواق المالية ونجاحها في الدخول إلى مجالات متعددة، إلا أنها عندما قررت تغيير حياتها، اختارت الاستعانة بالبحر الذي اعتبرته ملجأ لها ولأسرارها، وأحبت فيه غموضه وأسراره. إنها بالطبع الغواصة ريم العيدان، التي أصبحت أول امرأة في العالم تغوص بالقرب من أسماك القروش في بحر الباهاماس لمدة خمس ساعات متواصلة.
كيف تجاوزت الصعوبات التي واجهتها؟
ونجحت ريم العيدان في هذا الإنجاز وحققت رقما قياسيا تسعى لدخوله في موسوعة غينيس، ولكنها لا تعتبر هذه التجربة الأخيرة بالنسبة لها، بل تطمح إلى تحطيم مزيد من الأرقام القياسية، بما في ذلك الرقم السابق للغوص لمدة 60 ساعة متواصلة في شهر سبتمبر المقبل. تتميز ريم العيدان بحبها للحياة والمغامرات، وطموحها الذي لا يعرف الحدود، وإيمانها العميق بقدرة المرأة على تحقيق النجاح، ولهذا السبب اختارت تحطيم الحواجز الاجتماعية التي واجهتها في بداية مسيرتها عندما فكرت في دخول عالم الغوص وأن تصبح مدربة محترفة، وذلك من خلال ظهورها المتكرر في وسائل الإعلام وتشجيع النساء لها.
ليس هذا فقط فريم العيدان تمتلك خلفية ثقافية و أكاديمية علمية غنية، لأنها درست الفيزياء و الاقتصاد في جامعة الكويت، و بعد أن تخرجت عملت في سوق الكويت للأوراق المالية حيث كانت أول امرأة كويتية تعمل في منصب للوساطة المالية، عندما تسلمت إدارة المحافظ لفترة محددة، ثم انتقلت للعمل في مجال حماية البيئة و الإشعاع.
ما علاقة ريم العيدان بالبحر ؟
كانت العلاقة بين ريم والبحر مجرد علاقة عادية، حيث كانت تلجأ إليه لتجد الراحة النفسية. لكن قبل ذلك، كانت تعتبره مصدرا للتغيير والتسلية ولمعرفة ما يرتبط بهذا العالم. في البداية، كانت ريم تتعلم الغوص كوسيلة للترفيه وتغيير الروتين اليومي، ولكن سرعان ما تطورت الأمور حتى أصبحت تشتاق للمشاركة في دورات متعددة، ومن هنا قررت أن تصبح مدربة غوص. كانت ريم مستعدة لمواجهة جميع التحديات والصعاب التي قد تواجهها خلال فترة التدريب التي استغرقت ستة أشهر، وكانت تجيب نداء البحر الذي كان يدعوها للبقاء في عناقه واكتشاف مخلوقاته التي وصفتها بالمخلصة.
كيف كسرت الخجل المجتمعي ؟
بعد أن حصلت ريم على شهادة الغوص، بدأت التدريب في العديد من المدارس أو المنظمات البحرية، وتميزت ريم بشجاعتها وظهورها الإعلامي أكثر من غيرها من المدربات. لم تهتم ريم بالتقاليد والعادات الاجتماعية في هذا المجال، ومن هنا أسست ريم ناديا بحريا ب اسم “نادي سيدة الكويت للغوص” حيث يجتمع الغواصات لمناقشة تجاربهن وكسر حواجز الخجل الاجتماعي، وهذا ما تسعى إليه ريم، حيث تهدف إلى دمج الغواصات في المجتمع، فحبها للغوص في البحار ساعدها على أن تكون معروفة عالميا وأثبتت قدرة المرأة العربية على تحقيق أرقام قياسية.
كيف غير البحر من شخصيتها؟
تقول العيدان أن هناك من لم يتمكن من تغيير حياتها وشخصيتها ومعرفتها بطريقة التعامل مع الناس، ولم يعتمد عليهم أو يقدم لهم اهتماما، حتى بعد أن تحملت مسؤولية حياة الأفراد الذين ينزلون إلى أعماق البحر ويثقون بها للحفاظ على حياتهم. وليس هذا فقط، بل زاد البحر من ثقتها بنفسها وسمح لها بالاندماج في المجتمع بشكل أكبر مما كانت عليه في السابق. فقد علمت كيف تكون قوية في لحظات الضعف التي تواجهها وتجد الحل لمشاكلها وتستمد قوتها منه. على الرغم من أن البحر لم يكن لها أهمية كبيرة في الماضي، إلا أنها تعلمت أن البحر هو أعظم مدرسة للإنسان.