ريتا ليفي مونتا لشيني الحائزة على نوبل لأطول فترة
ريتا ليفي مونتالشيني Rita Levi-Montalcini ولدت في 22 أبريل عام 1909م في ولاية تورينو في إيطاليا، ودرست الطب في ولاية تورنتو وتخصصت في مجال الكيمياء الحيوية وعلم الخلايا، عملت كباحثة في معهد بيولوجيا الخلايا C.N.R في روما-إيطاليا، وحصلت على جائزة نوبل بسبب اكتشافها هي وفريق البحث عوامل النمو في الخلايا العصبية، وتقاسمت الجائزة مع العالم ستانلي كوهين.
حياتها الخاصة
ولدت ريتا ليفي مونتالشيني في تورينو، إيطاليا،خلال الحرب العالمية الثانية وهي تنتمي لعائلة يهودية ثرية، وكان والدها يعمل مهندس كهربائي وعالم رياضيات، وكان ممن يؤمنون بأن المرأة ليست الا زوجة و ام فقط ولكنها اقنعته برغبتها في دراسة الطب، ووالدتها كانت تحب وتعمل في الفن، وكانت ريتا تحب القراءة و تأثرت كثيرًا بـ مؤلفات الكاتب السويدي سلمى لاجرلوف، وقالت انها كانت تعمل كاتبة حتى قررت في نهاية المطاف وافق والدها على دراسة الطب والتحقت بالجامعة في تورنتو، ودرست الخلايا العصبية في مختبر محلي الصنع و في عام 1946 دعيت ريتا ليفي مونتالشيني للعمل في جامعة واشنطن في سانت لويس بالولايات المتحدة الأمريكية، وظلت تعمل هناك حوالي 30 عاما قبل أن تعود أخيرا إلى إيطاليا، حيث عاشت باقي حياتها في روما، وكانت أيضا نشطة سياسيا خلال حياتها، وتوفيت عن عمر يناهز 103 سنة في روما بإيطاليا في 30 ديسمبر 2012، لتصبح بذلك الحائزة على جائزة نوبل لأطول فترة.
حياتها المهنية
تخرجت ليفي مونتالشيني بدرجة بكالوريوس الطب والجراحة في عام 1936 من جامعة تورنتو ثم عملت في الجامعة، وخلال ذلك الوقت تعلمت تقنية صبغ الخلايا العصبية بالفضة تجعل الخلايا واضحة للعيان تحت المجهر، إن الإنسان في بداية خلقه وتكوينه يتطور من خلية واحدة تنقسم لتشكيل خلايا جديدة، هذه الخلايا الجديدة تقوم أيضا بالمزيد من الانقسامات وتتضاعف، و تتشكل شيئا فشيئا، ويوجد أنواع مختلفة من الخلايا مع وظائف مختلفة لكل خلية، وقد ساهمت ريتا ليفي مونتالشيني في معرفة العالم و الطب بكيفية عمل هذه الانقسامات و التشكل في الخلايا.
في عام 1952، تمكنت من عزل مادة مأخوذة من الأورام في الفئران وتم اختبارها على أجنة الدجاج، حيث أدت إلى نمو جهازهم العصبي القوي، ولقد ساهمت هذه الاكتشافات في فهم أعمق للعديد من المشاكل الطبية، مثل التشوهات وتشوهات الأجنة ومرض خرف الشيخوخة وتأخر التئام الجروح والأمراض السرطانية.
قبل و أثناء حرب موسوليني
في عام 1938، وضع بينيتو موسوليني قوانين في إيطاليا بأن الأفراد اليهود، مثل ليفي مونتالشيني لم يعودو قادرين على العمل في الجامعات، أو في معظم المهن بما في ذلك الطب وكانت البداية محبطة لها حيث ليفي كانت قد شرعت في إنشاء مختبر في غرفة نومها، حيث استخدمت الأدوات الجراحية المصنوعة من إبر الخياطة.
تأثرت بشدة بمقالة كتبها العالم الأمريكي فيكتور همبرغر عن تطور الأعصاب في أجنة الدجاج. واستخدمت ليفي مونتالشيني تقنية الصبغ بالفضة لتتبع نمو الأعصاب في تلك الأجنة. عملت طوال فترة الحرب العالمية الثانية، حتى اضطرت ليفي مونتالشيني وعائلتها لمغادرة تورينو إلى الريف بسبب القصف. وعندما انتهت الحرب، عملت كطبيبة في مخيم للاجئين قبل أن تعود إلى جامعة تورينو. لكن حياتها اتجهت نحو اتجاه جديد عندما قدم همبرغر دعوة لها لزيارة جامعة واشنطن في سانت لويس بولاية ميسور بعد أن رأى بعض الأبحاث التي نشرتها ليفي مونتالشيني.
النجاح المهني
وصلت ريتا ليفي مونتالشيني إلى أمريكا في عام 1947، وكانت تخطط البقاء لفترة قصيرة، وانتهى الأمر بها لتصبح أستاذا في جامعة واشنطن وتحمل الجنسية المزدوجة مع الولايات المتحدة وإيطاليا.
في مختبر فيكتور همبرغر، تم استخراج مادة من ورم في الفئران وحقن أجنة الدجاج بها، وبعد الحقن تم حفز نمو الأعصاب،
قامت ليفي مونتالشيني بإعداد التجربة ووضع الورم بحيث يشارك الدم فقط مع جنين الدجاج، ولاحظت زيادة نمو الخلايا العصبية بعد ذلك. وبعد مقارنة النتائج مع الأنسجة العصبية التي زرعت في البرازيل، بدأت ليفي مونتالشيني العمل مع ستانلي كوهين، عالم الكيمياء الحيوية في جامعة واشنطن، وتم عزل البروتين الذي يعزز نمو الأعصاب في الخلايا النامية القريبة، وهو عامل نمو الأعصاب.
جائزة نوبل
على الرغم من أن المجتمع العلمي لم يقدر أهمية عامل نمو الأعصاب في البداية، الا أنهم بعد ذلك قد أدركوا أنه جنبا إلى جنب مع عوامل النمو الأخرى التي تم اكتشافها في وقت لاحق، و بسبب هذا الاكتشاف تم توفير العلاجات الممكنة لحالات مثل مرض الزهايمر، و العقم والسرطان، و قد منحت ريتا ليفي مونتالشيني و ستانلي كوهين جائزة نوبل لعام 1986 من أجل اكتشافهم عامل نمو الأعصاب وكانت الجائزة في علم وظائف الأعضاء أو الطب.
لم تستطع ليفي مونتالشيني أن تقف صامتة على أمجادها بعد فوزها بجائزة نوبل، فقد ساعدت بالفعل على إنشاء معهد بيولوجيا الخلية في روما إيطاليا في عام 1962، وقامت بإنشاء مؤسسة تعليمية في عام 1992 وأنشأت المعهد الأوروبي لأبحاث الدماغ في عام 2002، وحتى في نهاية حياتها استمرت ليفي بإجراء البحوث كل يوم.