روسيا تتجه نحو مصرفية البنوك الإسلامية
توصلت حكومة جمهورية تتارستان بالنسخة النهائية من دراسة الجدوى الإقتصادية لتأسيس مصرف إسلامي أو شبابيك مصرفية إسلامية في هذه الجمهورية الروسية التي تشتهر بالأغلبية المسلمة. و تم يوم الاثنين 7 ديسمبر القيام بتسليم الوثيقة التي تعد أساس إنطلاق المشروع الرائد في ميدان الصيرفة الإسلامية في دولة روسيا، إلى رئيس وزراء جمهورية تتارستان الروسية “إلدار خاليكوف” في عاصمتها “قازان” التي تعتبر أحد أكبر المدن الروسية.
الدراسة المصرفية
وتتضمن هذه الوثيقة، التي استغرق إعدادها 9 أشهر، المبادئ الأساسية للنظام الاقتصادي الإسلامي، وأمثلة على تنفيذ الصيرفة والتأمين الإسلامي في جميع دول العالم، وإحصاءات توضح اهتمام الدول في المنطقة بمنتجات الصيرفة الإسلامية، وتشمل أيضا كيفية استخدام آليات الصناعة المالية الإسلامية وفقا للقوانين الحالية في المنطقة. وشاركت في إعداد هذه الدراسة جامعة “Unirazak” الماليزية والمعهد الماليزي للدراسات المصرفية والمالية الإسلامية “IBFIM”، بالإضافة إلى الصندوق الإسلامي الروسي للتمويل. ووفقا لخبراء الدراسة، ستكون جمهورية تتارستان، التي يبلغ عدد سكانها حوالي أربعة ملايين نسمة، منصة مثالية لإنشاء ما يعرف بالمصرفية الإسلامية.
نجاح البنوك الإسلامية
تتوقع المراقبون أنه إذا تأسست قطاعات المصارف الإسلامية في روسيا، ستبدأ في تحريك الأموال الإسلامية المجمدة في روسيا، حيث ترفض التعامل مع البنوك الربوية. وبالإضافة إلى ذلك، ستتمكن هذه البنوك من جذب الاستثمارات الإسلامية من خارج روسيا. يجدر بالذكر أن قطاع البنوك الإسلامية في روسيا لم يظهر حتى الآن، ولكن يمكن لحوالي 20 مليون مسلم يعيشون في روسيا أن يعززوا هذا القطاع المصرفي الإسلامي ليحظى بآفاق واسعة ومستقبل واعد.
الصيرفة الإسلامية
هي المصرفية الإسلامية التي تعني النظام أو النشاط الإقتصادي الذي يخضع للقوانين المشروعة إسلاميا. ذلك أن الفائدة التي تقدمها البنوك عن الاموال المخزنة أو الزيادة التي تأخذها على القروض تدخل إسلاميا في حكم الربا، الذي يعتبر من الكبائر. و تم تأسيس أول بنك اسلامي في سنوات السبعينات في مدينة دبي الإماراتية، و بعدها بدأ انشاء العديد من المصارف الإسلامية التي وصلت إلى نحو 100 مصرف في كل أرجاء العالم و من أشهر هذه البنوك بنك فيصل الإسلامي و بنك دبي الإسلامي.
المصارف الإسلامية
المصرف أو البنك هو مؤسسة مالية تهدف إلى تيسير العمليات الاقتصادية وتخزين الأموال وتحريكها في السوق. تأسست المصارف في أوروبا وتطورت على مدى 400 سنة، ولكن عندما بدأت تعمل في المجتمعات الإسلامية، واجهت اعتراضات من بعض المسلمين المتدينين بسبب انتهاكها للشريعة الإسلامية من عدة جوانب، بما في ذلك التعامل بالربا ومواضيع أخرى كثيرة.
ظهور المصارف الإسلامية
الطريقة الأولى: تم تأسيس المصارف التالية على أساس الإسلام: بيت التمويل الكويتي وبنك فيصل الإسلامي والبنك الأردني الإسلامي والبنك الإسلامي الفلسطيني وبنك أبوظبي الإسلامي وبنك دبي الإسلامي.
الطريقة الثانية: يتم استخدام الخدمة المصرفية الإسلامية في المصارف التقليدية لتلبية الطلب المتزايد على المصارف الإسلامية. يمكن فتح بنوك إسلامية تابعة للبنوك التقليدية من حيث الإدارة والملكية، وتكون منفصلة عنها في المعاملات، وغالبا ما تحمل أسماء مختلفة عن البنوك التقليدية، مثل البنك العربي الإسلامي الدولي وبنك القاهرة عمان الإسلامي. أو يمكن للمصارف أن تقدم خدمات إسلامية عبر نفس البنك، وتكون تحت إشراف جهة شرعية مثل رجل دين أو مجمع فقهي، مثلما يتم مراقبة بنك HSBC من قبل هيئة إسلامية وتسوق للأقلية المسلمة.