رواية كالماء للشوكولاتة

رواية ملحمية ومفصلة، رواية تحمل مثل الماء للشوكولاتة وهي من تأليف لورا إسكويفل. تدور الرواية حول فتاة صغيرة تدعى تيتا دو لا غارزا، وهي الابنة الأصغر لعائلة تعيش في المكسيك في بداية القرن العشرين. تتألف الرواية من اثنتا عشرة فصلا، حيث يحمل كل فصل اسم شهر في السنة ويبدأ بوصف لوصفة طعام. من خلال الرواية، يكتشف القارئ رحلة تيتا في البحث عن الحب ومعاناتها معه، وسعيها لاستقلاليتها. تعتمد هيكلية رواية مثل الماء للشوكولاتة بشكل كبير على الوصفات، حيث يتم تضمين استهلاك الأطباق التي يتم إعدادها من هذه الوصفات في كل فصل، وتتواجد تفاصيل الوصفات الإضافية في الرواية بين السرد

قصة رواية كالماء للشوكولاتة

الرواية تتحدث عن فتاة تسمى تيتا دو لا غارزا، وهي الفتاة الأصغر في العائلة لأسرة مكسيكية تعيش في مطلع القرن العشرين، حبيب تيتا يسمى بيدرو موزكيز ويتقدم إلى العائلة لخطبة تيتا، لكن لأن تيتا هي الفتاة الصغرى في العائلة، فإن تقاليد العائلة تمنع زواجها كي تعتني بأمها المتسلطة.

يتزوج بيدرو روزورا، أخت تيتا، ولكنه يعترف لتيتا أنه تزوج أختها فقط ليظل قريبا منها. يعيش بيدرو وروزورا في مزرعة العائلة، وعندما تقوم تيتا بطهي وجبة من بتلات الورود التي قدمها بيدرو لها، تنتقل قوة الحب عبر الطعام. تلد روزورا بعدها ابنا يدعى روبرتو. وتعامل تيتا مع روبرتو كأنه ابنها الوحيد، حتى تقوم بإرضاع ابن أختها بسبب شعورها الشديد بالأمومة، بينما تجف حليب أختها

وعندما تشعر الأم بأن هذا الطفل يقوي العلاقة بين تيتا وبيدرو تقرر انتقال عائلة روزورا إلى سان فرانسيسكو. هذا الانتقال يعذب تيتا كثيرا، وبعد مضي وقت قصير، تصل الاخبار إلى تيتا أن روبرتو وهو ابن روزورا قد توفي، وذلك يكون بسبب ابتعاده عن عناية أمه غير البيولوجية، تيتا. موت ابن اختها يؤدي على انهيارها، فترسلها ماما إلينا إلى مصحة عقلية للتعافي. الطبيب جون بروان، هو طبيب أمريكي يعطف على تيتا كثيرا، وتأخذه الشفقة بها إلى أن يجلبها لتعيش في منزله، يقوم الطبيب بالعناية بتيتا حتى تعود لها صحتها، ويقوم بتوفير العلاجات الجسدية ويساعدها ايض على تخطي أزمتها الروحية.

بعد وقت قصير، تعود تيتا إلى صحتها وتقرر عدم العودة إلى مزرعة والدتها. ومع ذلك، تتعرض ماما إلينا لهجوم من قبل جنود متمردين، مما يجبر تيتا على العودة إلى مزرعة أمها. ومع ذلك، ترفض ماما إلينا حنو ورعاية ابنتها، وترفض حتى تناول طعامها، وتدعي أنه مسموم. وبعد فترة قصيرة، تموت ماما إلينا بسبب تناولها جرعة زائدة من مسهل قوي تناولته خوفا من التسمم

وفاة ماما إلينا

وفاة والدتي إلينا تحرر جدتي تيتا من العادات العائلية التي كانت تقيدها، وقبلت عرض زواج من جون بروان. وقعت في حبه أثناء علاجها. في هذا الوقت، عاد بيدرو وروزورا إلى المزرعة وأنجبت روزورا طفلا ثانيا، إسبرانزا. وجود بيدرو في المزرعة جعل تيتا تشك في مشاعرها تجاهه. في الليلة التي طلب فيها جون بشكل رسمي من بيدرو أن يبارك الزواج، زار بيدرو غرفة تيتا في المساء ومارس الحب معها، فقد فقدت براءتها. بعد وقت قصير، أدركت تيتا أنها حامل وخشية كشف أمرها، لذلك أرادت إلغاء الخطوبة مع جون. العلاقة بين تيتا وبيدرو أدت إلى ظهور روح والدتي إلينا، التي لعنت تيتا وطفلها الذي لم يولد بعد. أصبحت تيتا حزينة في هذا الوقت وليس لديها أحد تثق به

في خضم يأس تيتا، عاد جيرتروديس المفقود منذ فترة طويلة إلى المزرعة كجنرال في الجيش الثوري، على رأس فوج من خمسين رجلاً. تشعر تيتا بسعادة غامرة بعودة جيرتروديس، وهي الرفيق الذي تبحث عنها. يجبر جيرتروديس تيتا على إخبار بيدرو عن الحمل. يشعر بيدرو بالسعادة بسبب هذه الأخبار ويغني لتيتا من أسفل نافذتها وهو ساكر.

تعود روح ماما الشبح لتهددنا، وتهدد تيتا بالعنف وتعلن أنها يجب أن تترك المزرعة. ولأول مرة، تقف تيتا أمام ماما الروح، وبكلمات قوية، تعلن استقلاليتها وتنفي وجود روح والدتها، التي تتلاشى من كيان مخيف إلى شعلة صغيرة. وبينما تطرد الشبح، تشعر تيتا بالارتياح في نفس الوقت الذي تشعر فيه بجميع أعراض الحمل. تنفجر النيران من شبح ماما إيلينا من نافذة تيتا وتشتعل في الفناء أسفله حيث يجلس بيدرو، مما يحرق جسده تماما. بعد إنقاذ بيدرو، تعتني تيتا به وتساعده على التعافي. يعود جون براون من رحلته إلى الولايات المتحدة وتعترف تيتا بعلاقتها مع بيدرو. يقول جون إنه لا يزال يرغب في الزواج منها، ولكن يجب عليها أن تقرر بنفسها مع من ترغب في قضاء حياتها.

الأحداث النهائية

تمر السنين ويحدث الزفاف بين اسبرانزا وأليكس، ابن جون بروان، تموت روزورا، وتحرر ابنتها من التقييد الذي يفرض على الابنة الصغرى بعد الزواج لتعتني بأمها. بعد وفاة روزورا وزفاف أسبرانزا، يصبح تيتا وبيدرو أحرارا أخيرا ليعلنوا حبهم علانية. يكون الاتحاد بين تيتا وبيدرو عميقا جدا حتى ينقلهما إلى الحياة الآخرة، تعود تيتا إلى الحياة الطبيعية ولكنها تدرك أن بيدرو قد ذهب إلى الحياة الأخرى بالفعل، ترغب تيتا بشدة في أن تكون معه بشكل يائس، وتحاول إشعال نيرانها الداخلية من خلال تناول الشموع التي أشعلت الغرفة حتى تنطفئ في لحظة وفاة بيدرو.

عندما تمكنت من إحياء جو الشغف الحقيقي، عادت إلى النفق المضيء والتقت بـ بيدرو في عالم الروح. اندمج جسدهما وروحهما في اتحاد نهائي، مما أشعل النار في المزرعة بأكملها، والشيء الوحيد الذي تركه حبهم هو كتاب الوصفات الذي سجلت فيه الجدة تيتا حكمتها

أفكار رواية كالماء للشكولاتة

العائلة

الأسرة في الرواية كانت مصدرا كبيرا للألم والقمع والظلم. للنجاة، يجب على الشخص إما التخاضع أو المقاومة والتصدي. يمثل هذا إلى حد ما الثورة في المكسيك ويسلط الضوء عليها رمزيا، حيث تصبح المزرعة ساحة معركة لكل فرد في الأسرة ومصدرا كبيرا للدراما. تقص ماما إلينا على ابنتها تيتا لأنها لا ترغب في تكرار الأخطاء التي ارتكبتها هي فيما يتعلق بالعائلة والحب، وتقرر تيتا العودة إلى المزرعة لأنها ببساطة لا تعرف كيفية العيش بدون سلطة أمها وتحت قواعدها

الحب

كل ما يحتاجه الفرد في حياته هو الحب، وأن يحب الشخص ثم يفقد من يحب أفضل من عدم الحب على الإطلاق. يتساءل بعض الناس عند قراءة هذه الرواية، هل الحب مصدر للألم أم للفرح؟ إذ يبدو أن جميع الشخصيات عانت بسبب الشهوة أو الحب الممنوع، وتم تقييدها إما بسبب القواعد العائلية أو بسبب الزمن، أو لأن الحب كان ممنوعا على المرأة ودفعها إلى ارتكاب الكثير من الأخطاء، والنساء في هذه الرواية لا يمتلكن القوة الكافية فيما يتعلق باختيار شريك حياتهن مثل (روزورا، ماما إلينا، وتيتا). السؤال الذي يطرحه الكاتب في الرواية هو هل يستحق الحب العناء؟.