رواية رقص للناقد الدكتور معجب زهراني
معجب زهراني هو شاعر وباحث أكاديمي وناقد، دخل عالم الرواية لأول مرة عام 2010 من خلال رواية رقص، واشتهر الزهراني بطروحاته النقدية للأدب المحلي والعالمي سواء في الرواية أو الشعر أو الفن التشكيلي .
رواية رقص
تعتبر رواية `رقص` تجربة فريدة من نوعها للناقد والشاعر الدكتور معجب زهراني، وصدرت عام 2010 عن دار طوى للثقافة والنشر والإعلام، وتحمل الرواية طابعا قديما، حيث تأخذ القارئ في رحلة إلى الروايات التي كتبت في الستينيات والسبعينيات. ونظرا لأن معجب زهراني ليس كاتبا قصصيا بالمعنى الحرفي، فقد كان قلقا عندما كتب الرواية بشأن كيفية سرد القصة، دون أن يقع في الأخطاء التي ارتكبها الكتاب السابقون مثل تركي الحمد في ثلاثيته الشهيرة .
وكانت نيته عدم تكرار فكرة رواية `شقة الحرية` التي تناولت قصة الابتعاث في الستينيات والسبعينيات، وليس فقط ذلك، بل حاول الزهراني التخلص من تأثير الرواية على القارئ، مثلما حدث له شخصيا في رواية `الحزام` التي تسلطت عليه بسبب تماثله مع الشخصية الرئيسية وشغفه. يمكننا القول إن الزهراني نجح بشكل كبير في التغلب على الرواية وتجاوز جميع المشاكل والعراقيل المذكورة سابقا .
معجب زهراني
معجب زهراني هو شاعر وناقد وباحث أكاديمي، وهو رمز من رموز الحداثة في المملكة، حاصل على بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من كلية التربية ب جامعة الملك سعود، وشهادة الدرجة العليا في اللغة الفرنسية من جامعة السوربون الرابعة عام 1982، ودبلوم الدراسات المعمقة في الأدب العربي الحديث ” D.E.A ” من جامعة السوربون الجديدة في باريس عام 1984، حصل بعدها على الدكتوراه في الأدب العام والمقارن من نفس الجامعة في باريس عام 1989م، وذلك عن أطروحة بعنوان ” صورة الغرب في الرواية العربية الحديثة ” .
ويعمل الزهراني كعضو هيئة تدريس في قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود، وهو كذلك عضو تحرير مؤسس في مجلة دراسات شرقية، التي تصدر من باريس باللغة العربية والفرنسية والإنجليزية، وذلك منذ عام 1988، وعضو هيئة تحرير في مجلة قوافل، وهو كتاب دوري يصدر عن النادي الأدبي بالرياض منذ العام 1993، وعضو مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، وعضو اللجنة العلمية لموسوعة الأدب الحديث في المملكة، وعضو مجلس إدارة مركز الترجمة بجامعة الملك سعود، وغيرهم .
مضمون الرواية
تدور أحداث الرواية بين مكانين هم ” جنوب المملكة ” وإحدى المدن الفرنسية، حيث تتناول مرحلة تاريخية تصور فترة الستينيات والسبعينيات في قالب سياسي وديني واجتماعي، وتتناول الرواية حكاية بطلها ” سعيد ” الذي يتنقل هربا من الواقع وبحثا عن مزيد من الحرية بين قرى جنوب المملكة والمدن الفرنسية، يحاول أثناء ذلك إيجاد واقع آخر أكثر قربا للحياة، في محاولة للتخلص من مختلف الظروف التي تتبعه .
ونجد شغف أبطال الرواية بالأمكنة لاسيما الأماكن الباريسية التي لها حضور قوي، وبالتالي فإن اللغة في الرواية جاءت مكتسية بلون الطبيعة ومفردات المطر والغيم والشجر، وهذا لأن سعيد بطل الرواية لديه شغف كبير بجمال الطبيعة، وكذلك تمتزج لغة الرواية ببعض المقولات الشعبية التي تصور البطل كمزيج بين الشخص القروي الحكيم، وبين البطل الممتلئ بالثقافة الفرنسية، والميزة في رواية رقص أن الزهراني لم يسرف في سرد كل مكونات البيئة التي يعيش فيها البطل، ولكنه اكتفى فقط باحتياجات النص، وتقديم مكونات البيئة من عادات وتقاليد وتفاصيل حياتية، ولم يورط نفسه بذكر تفاصيل دقيقة لئلا يرهق القارئ بأشياء لا معنى لها .
اقتباسات من الرواية
– من يتكلم سيغني، ومن يمشي فلا بد أن يرقص” على غرار الأفارقة بدأ بها الروائي .
بعدما قررت التمشية على الشاطئ القريب، عندما نظرت إلى البحر، نسيت كل شيء، لأن أصوات الموج تدور في رأسي، وبفضل هذه الحركة الراقصة التي لا تتوقف، أشعر بالاسترخاء الذي لا ينتهي .
قمت بالوقوف وشرحت لهم كيفية أداء العرضة والمسحباني واللعب في قريتنا، بينما شرحت خطوات عسير وسامري الدواسر وخبيتي الطائف ومزمار الحجاز ودحة الشمال وعزاوي تهامة وزامل نجران، وأنا جالس مكاني .
لم يكن يدرك أن معاناتي في مكان ضيقمظلم لمدة ساعة يمكن أن تكون إدانة لي ولأولئك الذين يتناولون الطعام والشراب ويغنون ويرقصون وينامون براحة في تلك اللحظات .
يعبر الشخص عن رغبته في إدارة بلدية ما في المستقبل، حيث يتخيل إدخال اثني عشر حفلة رقص مختلفة في المدينة، بما في ذلك رقصات هادئة لفصل الصيف وأخرى قوية لفصل الشتاء، ورقصات متزنة لفصل الخريف، ورقصة مثيرة للربيع التي تدفع الناس إلى الشهوة في مدينة الحب وما حولها .
– أبي كان يردد : ترقص الحياة لمن يغني لها .