ادبروايات

روايات نور عبد المجيد

نور عبد المجيد مؤلفة وروائية مصرية الأصل والمولد، ولكنها سعودية الجنسية. حاصلة على درجة البكالوريوس في الآداب من جامعة أم القرى، وحاصلة أيضا على دبلوم في التربية وعلم النفس من جامعة عين شمس في القاهرة. نجحت هذه الكاتبة المبدعة في شغل العديد من المناصب في مجلات عربية مختلفة، بما في ذلك مجلة المدى السعودية حيث كانت مسؤولة التحرير لمدة عامين، وكانت أيضا مساعدة رئيس التحرير في مجلة روتانا .

رغم ذلك، لا يزال عشق الكاتبة الأول هو كتابة الروايات التي تحولها المخرجون إلى أعمال تلفزيونية. استلهمت معظم قصصها من قصص حقيقية عاشتها وعرفت أبطالها، ولكنها تعمل دائما على تغيير الشخصيات وخصائصهم حتى لا تكشف هويتهم الحقيقية. يقال أن تلك الشخصيات معروفة في الوسط الفني وتحتفظ الكاتبة بصداقة وثيقة معهم. خلال إحدى المقابلات التلفزيونية، صرحت أنها كتبت قصة حياة صديق لها من الوسط الفني وعملت عليها لمدة عامين كاملين. في نهاية العمل، طلب منها المعني بالأمر عدم نشر القصة لأسباب شخصية .

رواية أنت مني لنور عبد المجيد

بعد انقطاعها عن كتابة الروايات لمدة ثلاث سنوات بسبب انشغالها بكتابة سيناريو وحوار مسلسلها التلفزيوني ، كتبت نور عبد المجيد رواية “أنت مني”، وتعتبر هذه الرواية قطعة منها حسبما صرحت الكاتبة في أحد اللقاءات التلفزيونية.

نشرت هذه الرواية ب2019 من طرف دار النشر المصرية اللبنانية للنشر و التوزيع بالقاهرة.يمكن وصف كتابات نور عبد المجيد بالواقعية لأنها تطرح المشاكل التي تعتري العلاقات البشرية ، والتي تتمثل أساسا في الحب والزواج،  الخيانات، و  الحقد و أخيرا الندم،  وهذا ما ساهم في تحويل أعمالها إلى مسلسلات حظيت بنجاح كبير في الوسط الفني و أيضا بالنسبة للجمهور .

رواية `أنت مني` تحكي قصة فتاة مصرية بسيطة من الفيوم لم تنجح في اجتياز شهادة الثانوية العامة رغم المحاولات المتكررة. تنحدر بطلة الرواية، زينب، من أسرة مصرية فقيرة لا يوجد لديها من يعولها سوى ما تجنيه والدتها من بيع الطيور. أثناء مساعدتها في بيع الطيور، لفتت نظر المنتج الكبير ناجي الكبير إلى زينب، حيث رأى فيها بطلة قصة ألفها شاب متحمس، وكانت جميع المواصفات تتناسب مع فتاة القرية البسيطة، زينب .

شعرت زينب في ذلك الوقت أن الفرصة التي كانت تنتظرها منذ فترة طويلة قد حانت، ولكن والدتها المصرية المتشبثة بالتقاليد لم تقبل، بل قامت بطرد المنتج. استمرت زينب في حلمها بعالم جديد ورسم تفاصيله، مما دفعها للتخلي عن والدتها التي تعتبر عائلتها الوحيدة من أجل مستقبل غامض. بعدها، التجأت زينب إلى الكاتب الشاب الذي كان يعيش مع والدته لتطلب مساعدته، وفعلا قام هذا الشاب بإيوائها وتقديم الدعم لها .

وفي لمحة بصر أصبحت بطلة قصة نور عبد المجيد نجمة من نجوم سماء الفن ، وبدأت تداعيات الشهرة بكل مشاكلها تنهال على أكتافها . في هذه الرواية خرجت الكاتبة عن النمطية و التي تتعلق بجب الرجل والمرأة بل قامت بتمثيل علاقة سامية وهي علاقة الأبناء بالآباء،  و ما مدى تضحيات الآباء نحو أولادهم ، رغم كون الأبناء لا يعترفون بذلك و يديرون ظهورهم دائما لمن يمدون لهم أيديهم بسخاء و بدون مقابل و “أنت مني “كلمة مفتوحة ربما تعني العلاقة بين زينب و أمها .

أنا شهيرة أنا الخائن

“أنا شهيرة و أنا الخائن” من روائع نور عبد المجيد ، وهى رواية من فصلين قامت الدار  المصرية اللبنانية للنشر و التوزيع بإصدارها سنة 2013 ، كما أنها مقتبسة من أحداث واقعية قاد عايشتها الكاتبة وقد حولت هذه الرواية إلى عمل درامي تلفزي بفضل المخرج أحمد مدحت ، و المخرج المنفذ محمد سعيد عبد الله ، ولا ننسى بالذكر المخرج المساعد رضا عبد الرزاق ، أما المساعدة في الإخراج فكانت من نصيب كل من أحمد وهدان و على محمد سلام ، و تفرد بالإنتاج كل من هاني أسامة و محمد حفظي .

المسلسل عرض على موسمين، كل موسم يتكون من ثلاثين حلقة، حيث قدم الموسم الأول قصة المسلسل من وجهة نظر شهيرة، بينما قدم الموسم الثاني القصة من وجهة نظر رؤوف. قام أحمد فهمي بدور رؤوف في هذا الفيلم، أما ياسمين رئيس فقد قامت بتجسيد شخصية شهيرة الرائعة. تدور أحداث هذه الرواية حول العلاقات الزوجية وآفة الخيانة التي تدمر حياة الزوجين وتحول تلك العلاقة المليئة بالمودة والحب إلى نار وغيرة ورغبة في الانتقام. قام رؤوف بخيانة شهيرة، ولكن الأخيرة لم تتقبل الأمر واندلعت نارا وقررت أن ترد بالمثل لأن كرامتها أهم من أي شيء. وتحققت ما أرادت، فتحطم ذلك الزواج الناجح وأصبح جحيما حقيقيا لكلاهما.

أريد رجلا لنور عبد المجيد

تعتبر هذه الرواية واحدة من أشهر روايات المؤلفة نور عبد المجيد، والتي تم تحويلها إلى مسلسل في عام 2015 وحققت نجاحا كبيرا. تناقش الكاتبة في هذه الرواية المشاكل التي تواجهها الفتيات في سن الزواج، حيث يتعرض النساء العربيات لضغط المجتمع الذي يعتبرهن ناقصات بغض النظر عن مناصبهن وإنجازاتهن، لأن الزواج والإنجاب هما المعيار الأساسي في نظر المجتمع العربي. للأسف، تستمر الفتاة العربية في مواجهة هذا الصراع منذ زمن طويل وتعيش تحت وطأة هذا الظل .

هذا ما دفع الكاتبة بخط هذه السطور تروي لنا قصصهم و حروبهم، لتصل رسالتها إلى كل بيت عبر شاشة الدراما.تدور أحداث القصة حول قصة حب بين شاب صعيدي يدعى سليم عبد المجيد وهو وكيل نيابة، و أمينة عزت مذيعة في محطة راديو كللت بزواجهما رغم اعتراض والدة سليم عن هذا الزواج بسبب تمسكها بالأعراف و التقاليد الصعيدية.

أنجبت بطلتنا فقط بنات، مما دفع أم سليم للضغط على ابنها للزواج من فتاة من أصول صعيدية وحصلت على مرادها، فقد أتاح لها ذلك وتزوج للمرة الثانية مما أثار غضب أمينة وتحولت القصة إلى قضية عامة. حيث رفعت قضية طلاق بسبب عدم قدرة زوجها على إنجاب ذكور، وانتشرت هذه القصة عبر وسائل الإعلام مما أغضب سليم. وعلى الرغم من جميع هذه الأحداث المثيرة، كان الحب هو الفائز حيث أدرك سليم أنه لا يحب سوى زوجته، وأمينة أيضا لا تستطيع العيش بدونه، لذا طلق زوجته الثانية وعاد إلى عائلته التي تغلبها نون النسو.

نور عبد المجيد كاتبة مبدعة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، فغزوها شاشتنا الصغيرة لم يكن عبثا أو بمحض الصدفة ، كونها حاصلة على دبلوم في علوم التربية وعلم النفس جعلها تقرأ أفكار مجتمعها و تحولها إلى كلمات وشخصيات تبعث من خلالها الرسالة التي تهدف إليها و ذلك بقالب درامي يشد القارئ أو المتفرج .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى