ادب

رواد الشعر التعليمي في عصر الضعف .. وأسباب ظهورة عند العرب

من الشعراء الذين عرفوا بالشعر التعليمي في عصر الضعف

هناك العديد من شعراء الشعر التعليمي في عصرالضعف مثل الشعراء التاليين:

ابن نباتة المصري

هو شاعر من شعراء العصر المملوكي في مصر والذي كان من شعراء القرن الثامن الهجري والموافق الرابع عشر الميلادي، ولد الشاعر محمد بن محمد بن الحسن الجذامي  المصري والمعروف بإسم ابن نباتة المصري في عام 686 هـ الموافق 1287م في القاهرة وكان والده وجده من الشيوخ وكان من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة وكان من عائلة ثرية وذات نفوذ حيث كان والده صاحب علم ومعرفة وفيرة من الأدب لذلك كان الشاعر ابن نباتة يصف والده كثيراً داخل شعره بالفخر الشديد، وكان أول ظهور موهبة الشاعر ابن نباتة في عمر الثالث عشر.

لذلك حظي بكثير من الشهرة والإقبال بسبب ثقافته الأدبية والدينية. وفي عام 715هـ، انتقل الشاعر ابن نباتة إلى الشام من القاهرة، وكان على اتصال مع الملوك في ذلك الوقت. ثم عاد إلى القاهرة في عام 761هـ، وبعد وفاته تم جمع ديوان له وطبع في القاهرة عام 1901م. ومن بين الدواوين التي جمعت بعد وفاته، ديوان القطر النباتي وديوان جلاسة القطر وديوان سوق الرقيق وديوان ظرائف الزيادة. كانت هذه الدواوين تحتوي على أنواع متعددة من الشعر، مثل المدح والغزل والرثاء والهجاء والوصف والحنين إلى الوطن والشكاوى. ومن بين الأشعار النثرية التي اشتهر بها ابن نباتة، ديوان (سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون) وديوان (سجع المطوق) وديوان (مطلع الفوائد) وديوان (المفاخرة بين السيف والقلم) وديوان (سلوك دول الملوك) وغيرها من الدواوين الأخرى. توفي الشاعر ابن نباتة المصري في القاهرة داخل منزله في عام 768هـ الموافق عام 1366م، وكانت بعض القصائد التي اشتهر بها هي القصائد التالية

  • لَسْتُ أَنْسَى ابْتِسَامَها اللُّؤْلُئِيَّا
  • يَا رَوْضَةَ الْحُسْنِ إِنَّ النَّفْسَ خَضْرَاءُ
  • سُدْ يَا عَلِيُّ فَلَا نُكْرًا وَلَا عَجَبَا
  • بَانَتْ سُعَادُ حَقِيقَةً
  • أَحْبَابَنَا دَارُكُمْ وَالْعَيْشُ نَعْمَانُ
  • قَامَ يَرْنُو بِمُقْلَةٍ كَحْلَاءِ
  • لَيْلُ وَصْلٍ مُعَطَّرُ الْأَرْجَاءِ
  • جِسْمٌ سَقِيمٌ لَا يُرَامُ شِفَاؤُهُ
  • سَهِرَتْ عَلَيْكِ لَوَاحِظُ الرُّقَبَاءِ
  • وَعَدَتْ بِطَيْفِ خَيَالِهَا هَيْفَاءُ
  • مَزَجْتُ بِتَذْكَارِِ الْعَقِيقِ بُكَائِي
  • يَا جَفْنُ أَمْزِجْ أَدْمُعِي بِدِمَائِي
  • قَسَّمْتُ بَيْنَ ظِبَا الْمِلَاحِ تَغَزُّلِي
  • قَسَمًا مَا حُلْتُ عَنْ عَهْدِ الْوَفَاءِ

البوصيري

محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري، الشاعر الذي ولد في قرية صغيرة في مصر في عام 608 هـ. كانت أسرته من قبيلة صنهاجة التي تقع في الصحراء الجنوبية في المغرب. قضى جزءا من طفولته وشبابه في قرية بوصير، وكان يعاني دائما من الفقر. بعد ذلك، انتقل إلى القاهرة ليتعلم الأدب والعلوم العربية. درس البوصيري تحت إشراف علماء مشهورين، وتعلم أيضا قراءة القرآن ودراسة الأديان. كان البوصيري يتميز بأسلوبه المميز في قصائده. توفي البوصيري في سن 87 عاما في عام 695 هـ. من أعماله الشهيرة:

بدم * مزجت دمعا جرى من مقلة تذكر جيران بذى سلم

هبت الريح من تلقاء نفسها في كاظمة، وأضاء البرق الظلمة من حوله

ما فائدة قول “اكففا همتا” لعينيك؟ وما فائدة قول “استفق يهم” لقلبك؟

هل يعتقد الشاب أن الحب مستورٌ * بين منسجم منه ومضطرمٍ؟

لولا الهوى ما رقّ دمعًا على الخد، ولا أرقت لذكر البان والعلم

كيف تنكر الحب بعد أن شهدت * بعينيك تدفق الدمع والحزن

ابن الوردي

هو الشاعر زين الدين أبو حفص عمر بن المظفر بن عمر بن محمد ابن أبي الفوارس المعري والذي يطلق عليه اسم ابن الوردي والذي ولد في عام 691 هـ الموافق 1292م وهو أحد الأدباء والشعراء المشهورة في ذلك العصر ولد في بلاد الشام وتوفى في مدينة حلب، وكان من أحد الأشخاص الذي ينوب في حكم مدينة حلب في الكثير من المعاملات ومات بسبب الطاعون في عام 749 هـ ومن أشهر أعماله الأدبية الأتي:

  • ديوان شعر.
  • تنمية المختصر.
  • تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة.
  • الشهاب الثاقب.
  • اللباب في الإعراب.
  • شرح ألفية ابن مالك.
  • ضوء الدرة شرح ألفية ابن معطي.
  • ألفية في تعبير الأحلام.
  • تذكرة الغريب.
  • مقامات في الأدب.
  • منطق الطير.

ابن العربي

وهو شاعر وفيلسوف ورقي بالصوفية عبر الزمن، حيث كان والده علي بن محمد، أحد أئمة الفقه والحديث، وكان يتميز بالزهد والتقوى المشهودة للناس، وكان جدا قاضيا في الأندلس، وبالتالي نشأ بتربية تقية ونقية بدون شوائب أو أعراض سلبية، وبدأ والده في تعليمه القرآن الكريم عندما كان في سن السابعة، وعندما بلغ العاشرة، أصبح ماهرا في قراءة القرآن وفهم معانيه، وعاش في دمشق طوال حياته حتى توفي عام 1240.

ماهو الشعر التعليمي

الشعر التعليمي هو نوع من أنواع الشعر الذي انتشر بشكل واسع خلال عصر المماليك، والذي تميز بالمعارف المختلفة والمتنوعة، ويتميز بسهولة حفظه وتعلمه. ومن بين أكثر القصائد التي انتشرت في الشعر التعليمي هي القصائد التي كتبها ابن مالك في النحو وابن عاشر في التوحيد والفقه.

أسباب نشأة الشعر التعليمي

ظهر الشعر التعليمي لدى العرب في القرن الثاني الهجري، ولكنه ظهر قبل ذلك في اليونان. وبدأ ظهوره لدى العرب بعد أن تعرفوا على هذا النوع من الشعر. ومن أسباب انتشاره بين العرب هي تنوع الثقافات لتبادل المعرفة ونقلها، واستخدموا هذا النوع من الشعر كأداة لنقل وتوسيع تلك الثقافات. لذلك، يعتبر هذا النوع من الشعر شعرا تعليميا، وهو أول نوع من الشعر التعليمي الذي ظهر باللغة العربية.

خصائص الشعر التعليمي

من الخصائص الشائعة للشعر التعليمي مايلي:

  • الدقة والموضوعية.
  • يعتمد على الحقائق العلمية والحقائق المعرفية.
  • يعتبر غير واقعي ويعتمد على استخدام الأسلوب المباشر.
  • يعتمد على الأوزان الخفيفة.

ولذلك يحافظ الشعر التعليمي على القصائد العربية القديمة التي تتميز بأساليب خاصة وتعبيرات محددة بموضوعات محددة من أجل الاعتماد على المعاني اللغوية القديمة وبالرغم من ذلك فإنها يحاول على خروج القصيدة العربية القديمة من الشكل المألوف وذلك من أجل استخدام مظاهر جديدة وعدم الاستمرار على المواضيع القديمة المعتادة مثل استخدام أغراض شعرية جديدة ومختلفة عن الأغراض المعتادة في الاستخدام مثل الشعر السياسي والشعر الأجتماعي والشعر الملحمي كما يقوم الشعر التعليمي بإظهار النزعة القومية، كما لا يعتمد الشعر التعليمي على الأشكال الطائفية أو الصور التعصبية بل يعتمد على الوحدة العضوية في بناء القصائد في اشكال جديدة بالإضافة إلى إعتماد على الأوزان والقوافي في بناء القصائد من أجل التحرر من القافية المعتادة في القصائد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى