رمي النفايات في الأماكن العامة
مشكلة رمي النفايات في الأماكن العامة
النفايات هي أي نوع من القمامة التي يتم التخلص منها بكميات صغيرة، خاصة في المناطق التي لا تنتمي إليها، ومع الوقت، تتراكم هذه النفايات، وهذه الممارسة غير قانونية لأنها تكلف الدولة ملايين الدولارات عبر تكاليف تنظيفها سنويًا، كما أنها تعطي صورة سيئة عن المنطقة.
تشمل النفايات الأكثر شيوعًا التي يتم رميها في الأماكن العامة، مثل مغلفات الوجبات، وزجاجات المشروبات، وأغلفة العلكة، وبواقي السجائر، وألعاب الأطفال، وبقايا الطعام أو النفايات الخضراء.
تعتبر الممارسات التي تشمل سكب الأشياء بجانب صندوق القمامة، أو رمي الأشياء بشكل متعمد من المركبات، أو وضع الأشياء أو العبوات على جانب الطريق نوعًا من النفايات، وهي أنشطة خطيرة تؤثر على البيئة بطرق عدة، ولا يجب التعامل معها بلا اهتمام لأنها تشكل خطرًا على البيئة.
أسباب رمي النفايات في الأماكن العامة
هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى انتشار وتفاقم مشكلة رمي النفايات في الأماكن العامة دون النظر إلى أضرار النفايات على الصحة والبيئة، ومن هذه الأسباب ما يلي:
مشاريع البناء
تأتي بعض النسبة المئوية للنفايات من مشاريع البناء، وتُعَدُّ نفايات وقت الغداء للعامل، بالإضافة إلى التوليد المستمر لمخلفات البناء، والتي تُعَدُّ السبب في النفايات الناتجة عن مشاريع البناء.
الكسل والإهمال
تسبب الشعور بالكسل والإهمال لدى بعض الناس في انتشار ثقافة إلقاء النفايات بشكل معتاد في المكان العامة أو التخلص منها بحرقها دون الاهتمام ب الآثار البيئية لمشكلة التخلص من النفايات بالحرق، حيث بات الناس كسالى بشكل كبير ولا يرغبون في التخلص من النفايات بالطريقة المناسبة.
يقوم الناس في العادة برمي القمامة من نوافذ المطبخ أو الشرفات، وربما يعود ذلك إلى اهمالهم في إلقائها في الأماكن المخصصة لذلك، وهذا الإهمال أدى إلى تناثر القمامة في كل مكان دون تفكير.
الإيمان بعدم وجود عواقب للنفايات
نظرًا لأن الناس يعلمون جيدًا أنهم لن يعاقبوا على أفعالهم عندما يقومون برمي النفايات بأي شكل وفي أي مكان، فقد أدى ذلك إلى إنشاء موقف “لا أهتم”، إن قيام المشاة برمي أغلفة العلكة وغيرها من القمامة على الطرق والشوارع أو إلقاء سائقي السيارات للقمامة من سياراتهم يكشف بوضوح عن هذا النوع من المواقف، ويرى معظم الناس أنه هناك آخرين سوف ينظفون مخلفاتهم.
عدم وجود أوعية قمامة
ألقى العديد من الركاب وقاطني المناطق الحضرية باللوم في تفشي النفايات على نقص سلات القمامة العامة، وبعض الأماكن بها، لكنها ليست كافية، في حين أن بعض الأماكن الموجودة بها تدار بشكل سيء أحيانًا، مما أسفر عن زيادة الحمل على الحاويات، وإلى جانب ذلك، يمكن للحيوانات والرياح العاصفة طرد العناصر ونشرها حولها.
التربية البيئية غير الملائمة
يعتقد الكثيرون من الناس أن أفعالهم في رمي النفايات في الأماكن غير المخصصة لها لن تؤثر سلبًا على البيئة، ونتيجة لذلك، يستمر الناس في رمي النفايات في أي مكان دون التفكير في آثار أفعالهم على البيئة.
المدخنون، على سبيل المثال،غير مدركين لكيفية تأثير رمي السجائر في أماكن غير مخصصة لها على البيئة، وهذا يشبه الأشخاص الذين يرمون النفايات بلا هدف في مناطق نائية أو عامة.
تأثير رمي النفايات على البيئة
هناك العديد من الآثار السلبية التي تنتج عن رمي النفايات في الأماكن العامة فبجانب تأثيرها على مظهر المنطقة الحضاري والتأثير النفسي على بعض السكان والمواطنين والتي تعتبر من اخطار النفايات الغير مباشرة، إلا أنه هناك أضرار تؤثر بشكل مباشر على المجتمع والبيئة والفرد، ومنها:
يمكن أن تسبب أذى جسدي
يمكن أن تحتوي القمامة على أشياء يمكن أن تضر أو تسبب إصابات جسدية للأشخاص أو الحيوانات، مثل الإبر أو الشفرات أو الزجاج المكسور، ويمكن أن يؤدي إلقاء أعقاب السجائر في الغابة أيضًا إلى إشعال الحرائق وتدمير الممتلكات والمنازل القريبة أو حتى قتل أولئك المحاصرين في الحريق، وهذا يعتبر من مخاطر حرق النفايات أيضًا.
تسهل انتشار المرض
يمكن أن يشجع رمي النفايات انتشار أنواع الآفات والأمراض، ويمكن أن توفر القمامة أرضًا خصبة للأمراض وتمريرها عبر الحيوانات التي تأكلها، بالإضافة إلى أن الانبعاثات الكيميائية السامة والأمراض التي تنتج عن الكائنات الحية الدقيقة في النفايات يمكن أن تلوث أيضًا أنظمة المياه وتنشر الأمراض التي يتم نقلها عبر المياه والتي يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على صحة الحيوان والبشر إذا تم شرب المياه الملوثة أو غير المعالجة.
تلوث البيئة
تؤثر النفايات سلبًا على البيئة، سواء كان ذلك على طول الشارع أو من خلال صناديق القمامة، حيث بمكن نفخ أو غسل المواد السامة أو المواد الكيميائية الموجودة في القمامة في الأنهار والمناطق المشجرة والمحيطات والبحيرات والجداول، وكذلك تلوث الممرات المائية والأراضي والغابات والتربة.
تكاليف تنظيف عالية
تنفق الحكومات مبالغ ضخمة سنويًا على عمليات التنظيف لتقليل النفايات، وهذا يجعل التخلص من النفايات مشكلة كبيرة حيث يتم استخدام الأموال التي كان من الممكن استخدامها في البرامج التي تهدف إلى حل مشاكل النفايات.
بالإضافة إلى أنه يمكن للقمامة أن تسد أنظمة تصريف مياه الأمطار وتتسبب في حدوث فيضانات في المناطق الحضرية، مما يتطلب تدخلاً وإصلاحًا يتطلب توفير المال.
يؤثر على الحياة البرية
غالبًا ما يتم الخلط بين النفايات البلاستيكية والغذاء من قبل كل من الحياة البرية والبحرية، مثل الحيوانات العشبية والطيور المائية والأسماك وغيرها، وعندما تتناول الحيوانات القمامة، فإنها تقلل من سعة المعدة حيث لا يمكن هضمها على المدى الطويل، ويؤثر على عادات أكل الحيوانات، وفي النهاية يقتل الحيوان.
يؤثر على القيمة الجمالية والسياحة المحلية
الأماكن المليئة بالنفايات تبدو بشكل سيء وتخفض من الجمالية للمنطقة، وتؤثر على السياحة المحلية حيثتبدو المناطق الحضرية وجوانب الطريق بشكل غير مرغوب وقد تثير الاشمئزاز.
يميل الناس والسياح إلى الابتعاد عن المناطق المتناثرة بسبب مشكلات النظافة وقلة الجاذبية، ويسبب ذلك تلوثًا بصريًا ويؤثر على نوعية حياة الناس.
تلوث التربة
تعد التلوث الناتج عن النفايات للتربة من الأضرار البيئية الجسيمة، وتتكون القمامة من عدة أنواع من النفايات مثل الزجاج والمعادن والمواد العضوية، ويمكن أن تحتوي أيضًا على نفايات خطرة.
وأحد الأمثلة على ذلك هو البطاريات، ونظرًا لأن البطاريات تحتوي على الكثير من العناصر الضارة، وإذا تم رميها منها بشكل خاطئ في النفايات، فقد تلوث التربة بطريقة شديدة، ومن المحتمل أن تخزن التربة المواد الضارة والتي بدورها تلوث المياه الجوفية حيث يتم غسل المواد الضارة في التربة أثناء هطول الأمطار.
تلوث المياه
يمكن التخلص من النفايات بطرق متعددة ولكن يجب تجنب رميها مباشرة في المياه حيث يؤدي ذلك إلى تلوث الأنهار والبحيرات.
بالإضافة إلى ما سبق ، يمكن أن يتلوث المياه بسبب النفايات الصناعية التي تغسل في المياه الجوفية بسبب الأمطار الطبيعية ، ومن الممكن أن تنتهي هذه النفايات في المحيطات.
تلوث الهواء
غالبًا ما يحرق الناس النفايات للتخلص منها، وعندما يتم حرقها، تختلط الملوثات الموجودة في النفايات مع الهواء وتسبب تلوث الهواء، وتصبح هذه المشكلة أكثر خطورة خاصة عند حرق البلاستيك مما يؤدي إلى انبعاث العديد من الغازات والجسيمات السامة التي يمكن أن تؤثر سلباً على الجهاز التنفسي للإنسان.