رموز وتقاليد عيد الفصح في الولايات المتحدة

عيد الفصح هو احتفال ديني مسيحي ويهودي في الأساس، ويتم الاحتفال بع تقريبًا في جميع أنحاء العالم عبر مجموعة مختلفة من الطقوس والتقاليد، ومع ذلك تتضمن تقاليد عطلة عيد الفصح عدد من التقاليد التي ليس لها أي علاقة بأي ممارسات دينية أو عقدية، لكنها ترتبط أكثر بالأمور الترفيهية وأيضًا التجارية، حيث أصبح هذا العيد موسم لبيع كميات كبيرة من المنتجات التي ترتبط بهذا اليوم مثل الحلوى وبيض الشيكولاتة.

تطورت تقاليد ورموز عيد الفصح مع مرور الوقت، وعلى الرغم من وجود بعضها منذ قرون، فإن الكثير من تلك التقاليد ترتبط بالعصور الوثنية أو العصور الحديثة، على الرغم من أن عيد الفصح يعد مناسبة مسيحية تحتفل بقيامة المسيح.

وبحسب ما ورد تم تقديم الرمز العلماني الأبرز للعطلة الشهيرة ، وهو أرنب عيد الفصح ، إلى الولايات المتحدة الأمريكية من قبل المهاجرين الألمان الذين أحضروا قصصهم عن أرنب يبيض معهم من ألمانيا، كما يعتقد أن زخرفة البيض تعود إلى القرن الثالث عشر على الأقل ، في حين أن طقوس موكب عيد الفصح لها جذور أقدم، وهناك العديد من التقاليد الأخرى ، مثل استهلاك حلوى عيد الفصح، هي من بين الإضافات الحديثة للاحتفال بعطلة الربيع المبكرة هذه.

أرنب عيد الفصح

بالطبع، لا علاقة لأرنب عيد الفصح بالديانة المسيحية، ومع ذلك، يعد أرنب عيد الفصح رمزا مهما لهذا العيد، ولم يتضح بالضبط أصل ظهور أرنب عيد الفصح الذي يقدم بيضا مزينا للأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية في يوم الفصح، ومع ذلك، تشير معظم المصادر إلى أن الألمان كانوا أول من نقل تقليد أرنب عيد الفصح إلى الولايات المتحدة في القرن الثامن عشر. وبالتحديد بعض المهاجرين الذين استقروا في ولاية بنسلفانيا وادعوا أن لديهم أرنب يمكنها أن يبيض بيضا يسمى “أوسترهاز”، وقام أبناؤهم بصنع أعشاش للأرنب حتى يضع بيضه الملون فيها، وفي النهاية، انتشرت هذه العادة في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، وتوسع إنتاج الأرانب في عيد الفصح ليشمل الشوكولاتة وأنواعا أخرى من الهدايا والحلوى، وحلت السلال محل الأعشاش، وغالبا ما يترك الأطفال الجزر في السلال حاليا ليتغذى عليها الأرنب إذا شعر بالجوع أثناء جولاته.

بيض عيد الفصح

البيض الملون والمزخرف هو أحد التقاليد الشهيرة لعيد الفصح في الولايات المتحدة الأمريكية ومناطق أخرى في العالم، وهذه التقليد في الواقع هو عادة وثنية قديمة حيث كانت معظم المهرجانات الوثنية تقام في فصل الربيع في بعض الدول الأوروبية قبل تحولها إلى الديانة المسيحية. ويعتقد أن بيض الفصح ارتبط بالألمان المهاجرين أيضا، وعلى الرغم من ذلك، يعتبر بيض الفصح في الولايات المتحدة تقليدا أقدم قليلا من أن تكون الأرنب. يعود تاريخه تقريبا إلى القرن الثالث عشر. وأحد التفسيرات لظهور هذه العادة في الولايات المتحدة هو أن البيض كان طعاما محظورا خلال فترة الصوم، لذلك كان الناس يقومون برسم وتزيين البيض للاحتفال بنهاية فترة الصيام والصوم، ثم يتناولونه في عيد الفصح كاحتفال.

كما هنالك تقليدان شائعان متعلقان بالبيض في الوقت الحالي، وهما صيد بيض عيد الفصح ودحرجة البيض. وفي الولايات المتحدة، يعد سباق بيض عيد الفصح في البيت الأبيض من أبرز الاحتفالات التي تقام في هذا اليوم. يتم في هذا السباق دفع الأطفال بيض مزخرف مسلوق عبر حديقة البيت الأبيض. يعد هذا الحدث سنويا ويقام يوم الاثنين بعد عيد الفصح، وقد تم تنظيم أول سباق بيض رسمي في البيت الأبيض في عام 1878، عندما كان رذرفورد ب. هايز رئيسا للولايات المتحدة. يجب الإشارة إلى أن هذا الحدث ليس له أهمية دينية، على الرغم من أن بعض الأشخاص قد يربطون بين دحرجة البيض والحجر الذي تم تدحرجه عن قبر المسيح، مما يشير إلى قيامته.

حلوى عيد الفصح

عيد الفصح هو ثاني أكثر عطلة تباع فيها الحلوى في أمريكا بعد الهالوين، ومن بين الحلويات الأكثر شعبية المرتبطة بهذا اليوم بيض الشوكولاتة ، الذي يعود تاريخه إلى أوائل القرن التاسع عشر في أوروبا، ولطالما ارتبط البيض بعيد الفصح، وارتبطت حلوى أخرى على شكل بيضة ، وهي حبة الهلام ، بعيد الفصح في ثلاثينيات القرن الماضي .

ووفقًا لجمعية الحلوانيين الوطنية ، يتم صنع أكثر من 16 مليار حبة جيلي في الولايات المتحدة كل عام لعيد الفصح ، وهو ما يكفي لملء بيضة عملاقة يبلغ ارتفاعها 89 قدمًا وعرضها 60 قدمًا، وعلى مدار العقد الماضي كانت حلوى عيد الفصح غير المصنوعة من الشوكولاتة الأكثر مبيعًا هي حلوى المارشميلو ، وهي حلوى سكرية بلون الباستيل.

بدأت شركة تصنيع الحلوى جست بورن التي أسسها المهاجر الروسي سام بورن في عام 1923، في بيت لحم بولاية بنسلفانيا في بيع منتجات Peeps في الخمسينيات من القرن الماضي، وكانت حلوى مارشميللو بيبيس الأصلية مصنوعة يدويًا ، وكانت على شكل كتاكيت صفراء بنكهة أعشاب من الفصيلة الخبازية ، ولكن تم إدخال أشكال ونكهات أخرى لاحقًا ، بما في ذلك أرانب موس الشوكولاتة.

موكب عيد الفصح

يعود تقليد عيد الفصح إلى منتصف القرن التاسع عشر في مدينة نيويورك، عندما حضرت الطبقة العليا من المجتمع خدمات عيد الفصح في العديد من كنائس الجادة الخامسة، ثم قاموا بالتجول في الخارج ليعرضوا ملابسهم وقبعاتهم الجديدة المناسبة للربيع. بدأ الناس العاديون بعدها في التجمع على طول الجادة الخامسة لمشاهدة هذا الحدث. وقد وصل هذا التقليد إلى ذروته في منتصف القرن العشرين عام 1948، عندما تم إصدار الفيلم الشهير “Easter Parade”، والذي قدم فريد أستير وجودي جارلاند وعرض موسيقى إيرفينغ برلي.

زنابق عيد الفصح

الزنابق هي زخارف شائعة في الكنائس والمنازل في الولايات المتحدة في فترة عطلة عيد الفصح، ويعتبر المسيحيين أن نموهم من بصيلات خامدة في الأرض إلى أزهار يرمز إلى ولادة جديدة وأمل قيامة المسي، والزنابق موطنها الأصلي في اليابان وقد تم إحضارها إلى إنجلترا في عام 1777م ، لكنها شقت طريقها إلى الولايات المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وأصبحت الزهرة هي الرمز غير الرسمي لاحتفالات عيد الفصح في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

ملابس عيد الفصح الجديدة

تعتبر الملابس الجديدة لعيد الفصح رمزا للولادة والحياة الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، وفقا لاعتقاد شائع، يعتقد الكثيرون أن ارتداء ملابس جديدة للكنيسة في يوم أحد الفصح يجلب الحظ السعيد للعام المقبل. ومع مرور الوقت، أصبحت أغطية الرأس المزخرفة لعيد الفصح جزءا من التقليد، وهذا أدى تدريجيا إلى تقليد رواد الكنيسة الذين يتجولون في الشوارع بعد الخدمة ليعرضوا جمالهم وليشعروا بأجواء مهرجان عيد الفصح.

المعجنات الناعمة لعيد الفصح

في السابق لم سمح للكاثوليك بتناول البيض أو الدهون أو الحليب خلال فترة صيام الأربعين يومًا، و تقول الأسطورة أن أحد الرهبان الكاثوليك قام بابتكار وصفة المعجنات الناعمة لتناسب شروط الصوم ، وتكون طعام للأكل خلال الصوم الكبير في هذا الوقت، حيث  تتطلب المعجنات المقلية الناعمة الدقيق والملح والماء فقط.