رفض طلب انسحاب شركة المواساة من السوق
تقدمت شركة المواساة، التابعة للرعاية الصحية، بطلب لمجلس مفوضي هيئة أسواق المال في الكويت للانسحاب الاختياري من السوق، ويأتي ذلك بسبب التغييرات الجوهرية المتوقعة في وضع الشركة من الناحية الإدارية.
سبب رفض الطلب المقدم من شركة المواساة للأنسحاب من السوق :- قامت هيئة أسواق المال بتبرير رفض طلب الشركة باستنادها إلى البند (3/ج) المنصوص عليه في المادة (11-1)، والذي يتعلق بالطلبات المتعلقة بالإدراج من الفصل الأول للكتاب الثاني عشر والخاص بـ”قواعد الإدراج” التي تم تعديلها من قبل اللائحة التنفيذية المرفقة بالقانون رقم 7 لعام 2010، وبناء عليه، يجوز للهيئة رفض طلب الانسحاب المقدم من الشركة.
وفقا للمصادر، تم الاعتماد على هذا الشرط لرفض طلب سحب شركة المواساة الصحية، على الرغم من أن الشركة حصلت على موافقة غالبية المساهمين على هذا القرار، وهذا الموقف غير مفهوم ويحتاج إلى توضيح من الجهات الرقابية، خصوصا أن العديد من الشركات التي قدمت طلبات السحب تمت الموافقة عليها من قبل مجلس المفوضين.
من الممكن أن يكون هناك نوع من التوجه لدى العديد من الجهات الرقابية بأن تقوم بتفعيل ما تم ذكره من البند السابق عندما يتم المناقشة في طلبات الأنسحاب التي تتبع شركات أو مؤسسات معينة، بتبرير المحافظة على مصالح تلك الشركة، على الناحية الأخرى نجد بعض الحالات التابعة للمؤسسات الحكومية.
أنسحاب الشركات من السوق يشكل قلق كبير :- في هذه الأيام، نرى العديد من الشركات تقدم طلبات الانسحاب، وذلك بسبب التدني الحاصل في القيمة المتداولة والأسعار السوقية للأسهم المدرجة، والتي وصلت إلى مستويات لم يسبق لها مثيل، سواء في السوق الرسمي أو السوق الموازي.
كما أن العديد من الشركات في الوقت الحالي تفتقر إلى آليات تسعير عادلة، حيث أن أكثر من نصف الشركات المدرجة تقوم بالمداولة تحت مستويات القيمة الأسمية، بلإضافة إلى ثلثي الأسهم بدون وجود القيمة الدفترية، و يتم ترجمة هذا الأمر بأنه الحالة السيئة التي تشاهدها الأسواق في خلال الفترة الماضية.
وأشار بعض المراقبين في الأسواق إلى أن الانسحابات التي تقوم بها معظم الشركات المدرجة في تلك الفترة مقلقة للغاية، ويجب معالجتها للحد من تلك الظاهرة، خاصة وأن ستة شركات جديدة قدمت طلبات للخروج الاختياري من السوق، على الرغم من أن رأس المال الإجمالي لهذه الشركات يبلغ حوالي 125 مليون دينار. وأضافوا أن الأزمة المالية العالمية التي وقعت في عام 2008 تعتبر السبب الرئيسي وراء تعثر هذه الشركات، مما دفعها إلى طلب الخروج الاختياري من السوق.
و من المتوقع ،حسب ما قاله المراقبون، بأن وتيرة تلك الأنسحابات التي تحدث في الأيام الحالية سوف تستمر إلى نهاية هذا العام، إذا لم تتوافر أي نوع من الحلول الجذرية و وجود أي نوع من المحفزات التي تحول دون أن تتقرر على أي شركة جديدة، لاسيما الشركات التي تحاول أن تخرج من عثراتها الحالية.
كما صرح الرئيس التنفيذي التابع لشركة ” العربي للوساطة المالية ” بأن ما يحدث من ظاهرة أنسحاب الشركات في الكويت باتت ملفتة للأنظار، كما أشار بأن عدد الشركات المدرجة خلال عام 2008م كانت نحو 224 شركة، إلا أن في الأيام الحالية أصبح عدد الشركات المدرجة 198 شركة الأمر الذي يدل على نتائج تلك الأزمة و أنعكاسها على الشركات. و أكمل الرئيس التنفيذي حديثه قائلاً: بأن العديد من الشركات التي قامت بالأنسحاب تعتبر أسهم صغيرة في القيمة الرأسمالية، و لكن في الأيام الحالية أصبحت تشكل حالة مؤثرة بعد تطبيق قواعد الحكومة، الذي أدى إلى عدم قدرة تلك الشركات على تحمل الأعباء و قررت الخروج أفضل لها مما تواجهه.
أشار إلى أن الشركات التي انسحبت لم تحقق زيادة في رأس المال الخاص بها، بالإضافة إلى زيادة التكاليف المترتبة على عملية الإدراج وتشكيل اللجان لمتابعة الشروط المطلوبة، مما دفع تلك الشركات إلى الانسحاب.