رسائل نابوكوف الى فيرا
نبذة عن الكاتب نابوكوف
يعود “2043” إلى الكاتب الروسي فلاديمير نابوكوف، الذي ولد في مدينة سانت بطرسبرغ عام 1899، وكان ابنا لعائلة روسية أرستقراطية عملت في السياسة والصحافة، وكان والده كاتبا في القانون الجنائي. لكنهم هربوا إلى برلين في ألمانيا عام 1920 بعد ثورة أكتوبر السوفيتية، وتعرض والده للاستهداف في تجمع جماهيري عام 1922، وهذا أحدث معاناة شديدة لأسرته. ومن بين أشهر أعماله رسائل نابوكوف إلى فيرا
كتب الكاتب فلاديمير نابوكوف حوالي سبع عشر رواية وخمسة وستين نصاً أدبياً متنوعاً، حيث تضمنت قصصاً قصيرة وقصائد ومسرحيات ومقالات نقدية، ومن بين أهم أعماله الأدبية:
- رواية لوليتا.
- رواية الهدية.
- رواية الدفاع.
- كتاب سيرة حياة الفارس سباستيان.
- رواية وآدا.
- رواية عقد شؤم.
- كتاب أمور شفافة.
- انظري إلى المهرجين وتكلمي أيتها الذاكرة
نبذة عن كتاب رسائل إلى فيرا
تعرف الكاتب فلاديمير فيرا في مدينة برلين عام 1923، وتزوج كلاهما عام 1925، وظل زواجهما الوثيق قائما لأكثر من نصف قرن، وكان فلاديمير يسافر كثيرا، وتبادل الاثنان العديد من الرسائل، ولذلك صدر كتاب رسائل إلى فيرا الذي يتضمن أكثر من 287 رسالة، وتم كتابة معظم هذه الرسائل من عام 1923 إلى عام 1976
تتضمن رسائل نابوكوف إلى فيرا في هذا الكتاب بترتيب زمني، وسنلاحظ ذلك من خلال تطور أسلوب الكاتب في رسائله وتطور أحداث حياته بين برلين وباريس وبراغ ولندن وصقلية وجنيف وسويسرا ونيويورك وفرجينيا. كان فلاديمير يبلغ من العمر 24 عاما عندما التقى فيرا لأول مرة، وهي المرأة الوحيدة التي أحبها في حياته، ويتجلى ذلك بوضوح في رسائله وأشعاره ورواياته. عاشت فيرا حياة صعبة ومليئة بالتنقل والمعاناة قبل أن يصبح نابوكوف أستاذا في جامعة كورنيل بأمريكا. يقول البعض إن فيرا كانت السبب وراء نجاحات نابوكوف الأدبية، حيث كانت تقوم بمراجعة وتصحيح أعماله وإرسالها إلى الناشرين.
رسائل إلى فيرا” كتاب يصف فيه الكاتب نابوكوف قصة حياته وترحاله ومعاناته مثل نفيه عن روسيا ومقتل والده والظروف المالية الصعبة التي عاشها مع زوجته فيرا، وكيف تحولت حياته للأفضل بعدما أصبح أستاذا في الجامعة
رسالة نابوكوف إلى فيرا
في كتاب رسائل إلى فيرا ذُكِرَت العديد من الرسائل التي أُرسِلَتْ من فلاديمير، ولكن الأشهر منها هي الرسالة التي أثرت على الجميع، والتي شكا فيها فلاديمير من معاناته مع من حوله، وقال: “لست معتادًا على أن يفهمني أحد، لست معتادًا على هذا الدرجة التي أعتقدت في الدقائق الأولى من لقائنا أن الأمر مُزْحَةٌ، ثم هناك أشياء يصعب الحديث عنها، ولكن يُمْكِنُكِ التخلص من طبقات الغبار فوقها بكلمة واحدة.. أنتِ لطيفة.. نعم، أحتاجكِ يا قصّتي الخياليّة، لأنكِ الشخص الوحيد الذي يمكنني التحدث معه عن ظل غيمة، عن أغنية فكرة، عن الوقت الذي ذهبت فيه للعمل ونظرتُ إلى زهرة عبّاد الشمس، ونظرت إليّ وابتسمت كل بذرة فيها. أراكِ قريبًا يا متعتي الغريبة، يا ليلتي الهادئة. كيف بإمكاني أن أفسر لكِ سعادتي، سعادتي الرائعة الذهبيّة، وكيف أنني ملكٌ لكِ بكل ذاكرتي، بكل قصائدي، بكل ثوراتي، وزوابعي الداخليّة؟ كيف بإمكاني أن أشرح لكِ أنني لا أستطيع كتابة كلمة واحدة دون أن أتخيّل طريقة نطقكِ لها – ولا أستطيع تذكر لحظة واحدة تافهة عشتها دون ندم لأننا لم نعشها معًا، سواء كانت أكثر اللحظات خصوصيّة، أو كانت لحظةً لغروب الشمس، أو لحظة يلتوي فيها الطريق – هل تفهمين ما أقصد؟ أعلم أنني لا أستطيع إخباركِ بكل ما أريد في كلمات، وعندما أحاول فعل ذلك على الهاتف، تخرج الكلمات بشكل خاطئ تمامًا. وعلى من يتحدث معكِ، أن يكون بارعًا في حديثه. وأهم من كل هذا، أردتُ لكِ أن تكوني سعيدة، وبدا لي أنني باستطاعتي منحكِ هذه السعادة – سعادة مشرقة، بسيطة، وليست سعادة كليّة أبديّة، إنني على استعداد لإعطائكِ كل دمائي، إن اضطررت لذللفعل ذلك، لأنكِ تستحقين ذلك. أرجو أن تتذكري دائمًا أنني هنا لكِ، لأنني لا أستطيع التفكير في حياتي بدون وجودكِ فيها. أنتِ الشمس التي تضيء طريقي، وأريد أن يكون لنا مستقبل مشرق ومليء بالحب والسعادة. أحبكِ بجنون ولا يمكنني تخيل حياتي بدونكِ
رسائل إلى فيرا اقتباسات
- بالتأكيد، أحتاج إليك يا حكاية الجان الخاصة بي، لأنك الشخص الوحيد الذي يمكنني التحدث معه حول ذلك الظل الذي يحيط بالسحابة، أو أي فكرة أخرى، وكيف يمكن تحقيقها. اليوم، عندما ذهبت إلى العمل، قابلت زهرة عباد الشمس وجهًا لوجه وابتسمت لي بكل حباتها الجميلة.
- «أنا حائر كيف أشرح لك، يا سعادتى، يا فرحى، الذهبى/ الرائعة، كم أنا برمتها أصبحت ملكك. كل أنا، ذكرياتى، قصائد شعرى، انفجاراتى، أعاصيرى الداخلية، كيف أشرح لك أنى ما عدت أكتب كلمة واحدة ما لم أسمع صوتك تنطقين بها، ولا حتى أتذكر أي شىء ولو تافهًا يمر علىَّ هنا ما لم أحس بشدة وألم أننا لم نعشه معًا، سواء أكان الأمر أكثر خصوصية وأكثر علاقة بشخصى وذاتى ولا أستطيع التعبير عنه، أم كان غروب الشمس أو انعطافة شارع، أترين ما أقصد يا سعادتى؟!».
- أنت يا أيتها التي يسودك الصمت، تشبهين كل ما هو جميل في الطبيعة، فالعقل هو الجانب السلبي في العملية الإبداعية، بينما الإلهام هو الجانب الإيجابي منها، وعندما يلتقيان تنشأ الشرارة البيضاء والوميض الكهربائي للخلق المطلق والكامل، واليوم أعمل سبعة عشر ساعة وأكتب ثلاثين سطرا في اليوم دون أن أمسحها لاحقا
- صرح شخص ما قائلاً: `أنا مستعد لمنحك دمي كله إذا اضطررت إلى ذلك`، وعلى الرغم من صعوبة تفسير ذلك البيان، ويبدو سخيفًا ومبتذلاً، إلا أنه يعبر عن حبه الكبير للشخص الآخر. وأضاف: `بحبي له/لها يمكنني ملء عشرة قرون بالضوء والأغاني والشجاعة، عشرة قرون كاملة مليئة بالعجائب والخفة`.