البارانويا هي إحدى الأمراض النفسية والعقلية التي تتميز بعدم وجود خلل عضوي، وتكون الخلل وظيفيا فقط، وذلك يعني أن جسم الإنسان سليم وعقله سليم ولكنه يعمل بطريقة خاطئة. وتعرف البارانويا أيضا بجنون العظمة أو جنون الاضطهاد، ويصاحب هذا المرض مجموعة من الأعراض، مثل أن يهيئ للمريض أنه شخص عظيم أو مضطهد. ويعتبر كتاب البارانويا والصحة النفسية من أهم الكتب التي تناولت هذا المرض، ويقوم مؤلفه الدكتور عبد الرحمن محمد العيسوي بشرح البارانويا بشكل مفصل.
نبذة عن الكاتب عبد الرحمن محمد
هو عبد الرحمن محمد العيسوي، المولود فى عام 1963، و هو مصري الجنسية، و حاصل على درجة الدكتوراه فى علم النفس فى عام 1995 م، و منشور له عدد من الأبحاث العلمية و الدراسات النفسية، و هو أيضا عضو فى هيئة تحرير مجلة الحياة، و أحد أعضاء الجمعية القطرية لتأهيل ذوى الاحتياجات الخاصة، و قد عمل مستشارا نفسيا بوزارة التربية ب دولة قطر فى الفترة بين عامي 1992 م حتى عام 2010 م، و له اهتمامات كبيرة بمجال الخدمة العامة و المجتمعية.
موضوع كتاب البارانويا و الصحة النفسية
يتحدث الكاتب عبد الرحمن محمد العيسوي فى كتابه البارانويا و الصحة النفسية عن التعريف العلمي لهذا المرض، و وصف الفرق بين المشاكل الصحية القائمة على اسباب وظيفية، و المشاكل الصحية القائمة على اسباب عضوية، و كيف أن البارانويا أو جنون العظمة هو عبارة عن خلل وظيفي بالمخ، فالمخ نفسه سليم من تشريحيا و بنائيا، و لا يوجد به أية عيوب سوى أنه يقوم ببعض وظائفه العقلية و النفسية بشكل غير طبيعي.
هل البارانويا خلل وظيفي أم تشريحي أم ماذا؟
ويعمق الكاتب توضيحا حول عدم وجود أي خلل في تركيب جسم الشخص المصاب بمرض البارانويا، حيث لا يوجد أي خلل في تشريح الأعضاء أو وجود نقص في الهرمونات أو مشاكل في خلايا المخ. ولا يعود سبب المرض إلى التعرض لمواد سامة أو وجود أورام أو إصابات في المخ أو الجسم.
أعراض مرض البارنويا
يتحدث الكاتب فيما بعد عن مرض البارانويا والأعراض التي يعاني منها المريض، حيث يرى المرضى في بعض الأحيان أشياء وأفكاراً خاطئة ومضللة، في حين لا يراها المريض نفسه، فهو يعتقد بأن هناك من يحاول التآمر عليه أو قتله، أو أنه شخص هام يجب أن يُحترمه.
كيف يتطور مرض البارانويا
يوضح الدكتور عبد الرحمن العيسوي أن التصورات الضالة و الافكار الكاذبة التى تراود المريض تكون حقيقية جدا بالنسبة له، و يقوم المريض ببناء هذه التصورات فى عقله بشكل لا إرادي، و يقوم ببنائها على أساس مواقف سابقة و تجارب مر بها، و تبدو أفكاره منسقة و منطقية، و لها أساس من الصحة.
يتحدث الكاتب أيضا عن تأثير هذا المرض على حياة الشخص، حيث يؤثر غالبا على عمله وعلاقاته الشخصية والعملية، وحياته الاجتماعية بشكل كبير. كما يناقش أيضا دور الدين الإسلامي في علاج اضطراب العظمة ودوره في علاج اضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب والفصام وغيرها.