تتمتع المملكة العربية السعودية بطبيعة صحراوية ساحرة ، وطبيعتها المتنوعة مابين الصحاري والسهول والسواحل تؤهلها لأن تكون مقصدا سياحيا جاذبا من مختلف أنحاء العالم ، ومن ضمن أكثر الوجهات السياحية التي تستقطب عددا كبيرا من السائحين العرب والأجانب ، احتوائها على مجموعة من الكهوف التي تعتبر من أجمل الأماكن الطبيعية السياحية في قلب الصحراء السعودية .
وللكهوف قصصا وروايات تعود منذ نشأة الكون وقد شهدت العديد من الأحداث التي تعد جزءا لا يتجزأ من الحضارة العريقة التي تتمتع بها الجزيرة العربية ، ولعل من أبرز الأحداث التاريخية والإسلامية التي حدثت في الكهوف ، هو نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في غار حراء ، و رحلة رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام إلى غار ثور ، بالإضافة إلى قصة أصحاب الكهف وغيرها الكثير من الأحداث التي شهدتها كهوف الجزيرة العربية .
ومن هنا ، جاء اهتمام هيئةالمساحة الجيولوجية في المملكة للبحث والاستكشاف عن المغارات والكهوف الصحراوية في أنحاء المملكة ، فأصدرت كتابا تفصيليا عن الاستكشافات التي قامت بها الهيئة بالتعاون مع وزارة البترول والثروة المعدنية للمغارات والكهوف الصحراوية المملكة ، وأوثقته بالصور والمعلومات تحت عنوان ” الكهوف الصحراوية في المملكة العربية السعودية ” ، والجدير بالذكر أن المملكة تحتوي على أكثر من ألف كهف وقد تم اكتشاف حوالي 300 كهف فقط منها . وفي مقالنا سنذهب معا في رحلة استكشافية إلى أجمل ” دحول المملكة ” كما تسمى محليا ، ولنتعرف على جمال طبيعتها الخلابة .
اجمل كهوف السعودية :-
1. غار حراء : يتموضع غار حراء في الجهة الشرقية من مكة المكرمة، في أعلى قمة النور وعلى يسار جبل عرفات. يتمتع الغار بارتفاع يبلغ حوالي 634 مترا، ومساحة تقدر بحوالي 5.25 كيلومتر مربع. يقع الغار على بعد حوالي 4 كيلومترات من المسجد الحرام. يتكون الغار من فجوة داخل الجبل، يبلغ طولها حوالي 3 مترات وعرضها 1.75 متر، ويمكن لخمسة أشخاص دخولها. يتألف مدخل الغار من صخور مرصوصة فوق بعضها، ويتوسطها الفجوة. يتمتع الغار بقيمة تاريخية وإسلامية كبيرة، حيث كان رسولنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- يعتكف فيه، ونزل الوحي عليه، ونزل فيه القرآن الكريم. لذلك، يشعر الزائر لغار حراء بمتعة روحانية كبيرة، بالإضافة إلى متعة المغامرة والتحدي التي ستشهدها عند تسلق الطرق الوعرة للوصول إلى الغار .
2. غار ثور : يقع في جبل ثور بمكة المكرمة، ويبعد حوالي 4 كم جنوب مسجد الحرام. يعد تجويفا في صخرة يبلغ ارتفاعها 1.25 متر، ويحتوي على فتحة من الجهة الشرقية وفتحة من الجهة الغربية. هذه الفتحة هي التي دخل منها الرسول عليه الصلاة والسلام وسيدنا أبو بكر الصديق – رضي الله عنهما إلى الغار للاستراحة في طريقهما إلى المدينة المنورة. وقد وضع الله خيوطا عنكبوتية وحمامة على فتحة الغار لمنع قريش من الدخول ورؤيتهم .
3. كهف شعفان : هو أكبر كهوف المملكة، حيث يتمتع بطول يبلغ حوالي 2 كم وارتفاع يبلغ حوالي 8 م. كما يصل عمق الكهف إلى 800 م تحت سطح الأرض. يتميز الكهف بتنوع تضاريسه. عندما تدخل الكهف، ستجد أسقفا منخفضة لدرجة أنك تحتاج إلى الزحف على ركبتيك، وفي أجزاء أخرى من الكهف ستجد أسقفا مرتفعة تمشي تحتها. أثناء استكشافك للكهف، ستجد آثارا لبقايا عظام وجماجم حيوانات، وتجمعات مائية في بعض المناطق. يجب أن تكون مصحوبا بمصباح يدوي أثناء تجوالك في الكهف، حيث ستجد الظلام يسود بداخله حتى تتمكن من الاستمتاع بجماله الطبيعي الساحر ومساحته الشاسعة .
4. كهف درب النجم : يقع الكهف في صحراء المجمعة الشرقية، وهو تضاريس يتكون من تجويف واحد يصل عمقه إلى حوالي 100 متر، ولا يمكن النزول إليه سوى بواسطة حبل. عندما تنحدر في الكهف، ستجد أشعة الشمس تنير ظلامه. واسمه مستمد من اعتقادات سكان المنطقة القديمة بأنه تكون نتيجة اصطدام نجم بسطح الأرض، الأمر الذي أدى إلى تشكل فجوة كبيرة. يعتبر هذا الكهف واحدا من أفضل المغاور المحبوبة لعشاق المغامرة .
5. كهف السحالي : ويطلق عليه أيضا الكهف المضيئ ، يتميز هذا الكهف عن غيره بوجود عددا كبيرا من السحالي التي تتغذى على الذباب الرملي الحامل لبكتيريا مرض اللشمانيا ، وبالتالي فهذه السحالي لها فائدة كبيرة لأهالي هضبة الصمان الذين يعاني الكثير منهم من هذا المرض ، ارتفاع الكهف منخفض ولذلك يتجوب عليك الزحف على يديك وساقيك للتجول في رحاب الكهف والتمتع بطبيعته الرملية .
6. كهف الطحلب : الكهف ذو طبيعة ساحرة وفريدة، حيث يتميز بوجود ممر طويل ومتقطع، ويحتوي على ترسبات متعرجة تشبه الستائر البلورية المتشابكة. وقد سمي بهذا الاسم بسبب وجود طبقة من الطحالب الخضراء، وهو أمر غير متوقع في صحراء قاحلة. والجدير بالذكر أن اكتشاف الكهف كان صدفة، حيث كانت مجموعة من المستكشفين يبحثون عن جهاز استشعار ضوئي، واكتشفوا بالصدفة وجود الطحالب الخضراء على الكهف .
7. دحل المربع : يتميز هذا الكهف بمناخه البارد حيث تصل درجة الحرارة داخل الكهف إلى 16 درجة مئوية طيلة أيام السنة ، وطبيعته المناخية هذه أدت إلى تكون الكثير من العظام التي خلفتها الضباع والحيوانات المفترسة الأخرى التي تعود إلى أكثر من 1000 سنة ، ويتميز الكهف باحتوائه على ترسبات كلسية بلورية رائعة في الشكل كما يتميز بمدخل واسع وغرفة كبيرة حتوي على أرض رملية ، يعتبر الكهف من الأماكن المفضلة للسائحين للقيام برحلات برية .
8. دحل سلطان : تم اكتشافه في بداية الثمانينات من القرن الماضي، عندما قام عدد من المستكشفين بالتجوال في منطقة المعاقلة التي تقع في صحراء الدهناء. لاحظ المستكشفون وجود العديد من الممرات الكهفية التي تم انسدادها بسبب الرمال المتحركة. وبعد ذلك، اكتشفوا حفرة صغيرة تنبعث منها تيارات قوية من الهواء الرطب والدافئ. يتميز الكهف بوجود ممر كبير يمكن للسائح التجول فيه داخل الكهف واستكشاف تشكيلاته ومكوناته. وعند النزول إلى الكهف عبر المدخل الضيق، ستجد مجموعة كبيرة من الهوابط التي تقترب تقريبا من سطح الأرض .
9. كهف جامعة الملك فهد للبترول والمعادن : تم اكتشاف الكهف من قبل فريق عمل خبراء الكهوف في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والأكاديمية النمساوية للعلوم، ويتألف الكهف من ثلاثة ممرات متعددة المستويات، وعند دخولك ستجد قاعة كبيرة أبعادها 45 مترا في 80 مترا وارتفاع 17 مترا، وبالإضافة إلى ذلك، ستجد بحيرة جوفية وتشكيلات صغيرة من رواسب الكهوف مثل الزهور الجبسية وسد الحجر الطوقي وبرك لآلئ الكهوف التي لم يتم العثور عليها في كهوف أخرى في المملكة .
9. كهف ابريق الشاي : تم اكتشافه من قبل مخيم البعثة الاستكشافية ، وكان قد صدر من فتحته التي تتسم بصغر حجمها صوتا قويا وإذ بهم يكتشفون أنه كهفا كبيرا يحمل في طياته زخرفة ومناطرا طبيعية جميلة ، وفتحتة الكهف صغيرة جدا حتى أنها لا يستطيع من يدخله الكهف من ثني ركبته أثناء تسلقه ولكن المستشكفين وجدوا طريقة جديدة بالسحب الالي للدخول إلى الكهف .
11. كهف المفاجأة : يعد واحدًا من أكبر وأجمل الكهوف في المملكة، وهو يتألف من حفرة يصل عمقها إلى 15 مترًا تحت سطح الأرض، وتتألف من طبقة سميكة من الرمال والصخور المتكسرة، ويحتوي أيضًا على هوابط تبدو وكأنها قديمة، ومع ذلك، تحمل في طياتها العديد من الأسرار والخبايا الساحرة والجاذبة .
