رحلات الحج قبل 90 عامًا

وأمر الله تعالى لسيدنا إبراهيم عليه السلام بأذن للناس بأداء فريضة الحج منذ نحو أربعة آلاف سنة. وقال الله له: `كيف بسماعك؟` فقال سيدنا إبراهيم: `بلغ وعلينا الإخبار`. ووعد الله تعالى بأن يجعل قلوب بعضهم تهوي إلى بيته العتيق. فجاء الناس من كل فج عميق، طائعين وساعين لمغفرة الله تعالى وثوابه في التاسع من ذي الحجة من كل عام.

كانت رحلات الحج في الماضي صعبة وغير ميسرة مقارنة بحالتنا اليوم. كانت وسائل النقل المتاحة تقتصر على الإبل والسفن القديمة ووسائل النقل البطيئة الأخرى. على مر التاريخ، اشتهرت عدة طرق للحج، ولكن أشهرها خمس طرق. الطريق الأول هو طريق الحج الشامي الذي يسلكه حجاج المناطق الشمالية، بدءا من روسيا إلى تركيا وبلاد الشام حتى المدينة المنورة. الطريق الثاني يأتي من اليمن عبر تهامة ويصل إلى مكة المكرمة. الطريق الثالث هو طريق الحج العراقي الذي كان له شهرة كبيرة في العصر العباسي، وخاصة في عهد هارون الرشيد. أما الطريق الرابع، فيبدأ من شرق جزيرة العرب على الخليج العربي ويسير باتجاه الغرب حتى مكة المكرمة. أما الطريق الخامس، فهو طريق الحج المصري الذي ينطلق من المغرب الأقصى ويصل إلى مصر .

كان هناك طريقان بحريان، الأول من السويس عبر البحر الأحمر وكان يخدم سكان أفريقيا ومصر، والثاني من الهند وكان يخدم حجاج تلك البلاد. كانت طرق الحج التقليدية جزءًا من طرق القوافل التجارية القديمة التي أشار إليها القرآن في رحلتي الشتاء والصيف.

كانت رحلات الحج في أواسط آسيا قديمًا تستغرق عامين و أصبح بعد ذلك تتم خلال ثلاث أشهر مع تطور وسائل النقل أما عن وسائل النقل التقليدية فقد ظلت على حالها مئات السنين ، كان الحجاج يسافرون مشيًا على الأقدام مبين حجم المعاناة التي كانوا يعانوها في رحلات الحج متحليين ومكشوفين الرأس تحت أشعة الشمس الحارقة .

أما عن السيارات فبدأت تقطع الصحاري وصولًا إلى الحج في نهاية العقد الثاني من القرن العشرين و دفع ذلك لتحديد الطرق، فشكلت تطور مهم في نقل الحجاج على الرغم من كونها رملية توالت رحلات الحج في التطور حتى وصلت إلى ما نحو عليه في يومنا هذا .. تلك ما تقدمة هذه السلسلة الوثائقية المتميزة ..