رأي العلم في إمكانية إنتاج طاقة حركة أبدية
كانت الطاقة وما زالت تعتبر الهدف الأساسي للحكومات والشعوب على مر العصور. تعتمد الحكومات على الطاقة لتحقيق طموحاتها وتجاوز الحروب والصراعات التي استمرت لسنوات طويلة. الطاقة هي العنصر الأساسي للتقدم والتطور والارتقاء، ولولاها لتكبدت الدول خسائر فادحة في قدرتها على الاستهلاك أو ابتكار بدائل جديدة. ولذا، يتم تكريس العلماء للبحث عن طاقة دائمة وغير مستهلكة كمحور أبحاثهم
الطاقة الحركية الدائمة
الطاقة الحركية الدائمة أو ما يطلق عليه أيضا الحركة الأبدية أو الآلة الأبدية، هو مصطلح يشير إلى طاقة الحركة التي من المفترض لها أن تحدث في جهاز أو نظام معين يسعى العلماء لاختراعه من اجل أن يولد الحركة باستمرار منذ لحظة بدايتها وحتى ما لا نهاية، ورغم أن ذلك يتعارض مع القوانين الطبيعية ومع العلوم وقوانين الديناميكا الحرارية التي لا تعترف بوجود طاقة أبدية دائمة، إلا أن العلماء لطالما سعوا إلى اختراع تلك الآلة الموفرة.
لطالما كانت فكرة الحركة الأبدية محور جذب للعلماء والمفكرين والمبدعين والمخترعين في جميع أنحاء العالم، على الرغم من اتفاقهم على أن هذا الأمر مستحيل، ولكن كانت هناك محاولات مهمة لإنشاء آلة صلبة تتحرك بلا توقف، على الرغم من فقدانها للطاقة بسبب الاحتكاك المستمر، وكانت هناك محاولة أخرى لتوليد الحركة الأبدية عن طريق استخلاص الحرارة من مصدر بارد وتحويلها إلى طاقة ميكانيكية، ولكن هاتين المحاولتين تتعارضان تماما مع قوانين الميكانيكا.
رأي العلم في الحركة الأبدية
اختلف العلماء جدا مع فكرة الحركة والطاقة الابدية، وقالوا بأنها تتعارض كثيرا مع أحد قوانين الميكانيكا التي تدرس تحول الحرارة إلى طاقة، وتلك القوانين تتحدث عن أن الحرارة في حركاتها الطبيعية الغير موجهة بفعل الإنسان، تنتقل من الجسم الساخن إلى الجسم البارد حتى يصلا كلاهما إلى نفس التوازن الحراري.
اقتراحات الحصول على طاقة حركية أبدية
1- المقترح الأول لتوليد حركة أبدية: يقترح المقترح أنه يمكن توليد الطاقة من عدم شيء، وهذا يعني أن المستخدم يمكنه الحصول على طاقة مجانية غير محدودة، ولكن هذا يتعارض بالطبع مع القوانين العامة للديناميكا الحرارية.
2- المقترح الثاني لتوليد حركة أبدية: يتحدث هذا الاقتراح عن إمكانية توليد الطاقة بشكل آلي من الطاقة الحرارية الدائمة، حيث يتم تحويلها إلى طاقة ميكانيكية متحركة دون أن تفقد قوتها. هذا الاقتراح لا يتعارض مع قانون بقاء الطاقة، الذي يشير إلى أن الطاقة لا تفنى ولكنها تتحول من مجال إلى آخر. وطالما أن الطاقة الحرارية موجودة، فمن السهل استنتاج طاقة حركية أخرى منها. ومع ذلك، يختلف هذا الاقتراح عن قانون الديناميكا الحرارية الذي يفسر انتقال الطاقة الحرارية من جسم ذو حرارة عالية إلى جسم ذو حرارة أقل. في جهاز الحركة الدائمة، لا يوجد سوى جسم حراري واحد، ويمكن أن تنتقل الحرارة من أي شيء وإلى أي شيء .
3- المقترح الثالث لتوليد حركة أبدية: يتحدث هذا المقترح بشكل غامض حول إمكانية توليد طاقة حركية دائمة وأبدية عن طريق إلغاء الاحتكاك والمبددات الأخرى للطاقة، وبالرغم من صعوبة أو استحالة إلغاء المؤثرات الخارجية والاحتكاك ووسائل تبديد الطاقة بنسبة 100%، إلا أنه يمكن الوصول إلى نتائج أقرب إلى المثالية والحفاظ على دوام الحركة كما يقول المقترح.
نتيجة لما سبق، يتضح أن العلم لم يتمكن حتى الآن من إنتاج طاقة حركية أبدية بغض النظر عن تعدد الأفكار والمقترحات، ولم يتمكن حتى الآن من اختراع أجهزة تتحرك بدون استخدام طاقة أو باستخدام طاقة أبدية، وذلك لأن الله تعالى هو الوحيد الذي يملك ذلك وليس للإنسان القدرة على تغيير وتخطي نواميس الطبيعة