ادب
ديوان المرقش الأكبر
من هو المرقش الاكبر
- يعد المرقش الأكبر، الذي ولد في (73 ق.هـ و 552 م) واسمه عمرو بن سعد بن مالك من ضبيعة بن قيس، من الشعراء الجاهليين، وهو الشقيق الأكبر للمرقش الأصغر الذي كتب في كتاب الأغاني، ويقول إنه كان لجميع المرقشين موقعمرموق لدى بكر بن وائل، وحروبهم مع تغلب.
- ذكر الأصبهاني في كتاباته أن والده دفعه هو وأخاه للتعلم من نصارى حيرة .
- وكان لمرقش مشاعر في داخله لابنة لعمه. وأثناء غيابه قد تزوجت بأمر من والدها وكان رجل من خارج القبيلة، ولما عاد مرقش عرف بذلك، بعد أن كانوا اخفوا عنه الأمر، وقالوا له بأنها ماتت، ولكنه عزم للبحث عنها، واخذ معه عبدا له مع زوجته، وفي اثناء سفره اصيب بمرض عضال، وطالت الامه ، وادرك العبد أنه سوف يموت ، فقرر أن يصحب زوجته ويعود إلى القبيلة ، لكن المرقشعلى الرغم من وطأة المرض عليه أحس بخيانته، فضحى بنفسه، وقم بالكتابة على لوح مؤخرة الرحل مكونة من ستة أبيات، كتب في البيت الثالث والخامس منها :يا راكبا إما عرضت فبلغن ، أنس بن سعد إن لقيت وحرملا .من مبلغ الأقوام أن مرقشا أضحى على الأصحاب عبئا مثقلا .
- يشتهر المرقش بين أكبر شعراء الجاهلية الذين كتبوا شعرهم كنتاج عفويتهم الفطرية فأثرى التفاعل الخلاق بين شخصيته وواقعه والتي كانت تشبه الاسطورة وبين الموضوع الفني الذي كاد يقوم عليه شعره . فهو لم يترك حدود معاناته الشخصية للوصول الى ذلك الشعر الاجتماعي الذي يمتاز بالمديح والفخر والرثاء . ظهرت نفسه مترفعة عن الصراعات السياسية اليومية التي كانت تعرف بالتبجح والغرور والشتم ، وكان منشغلاً بمسألة الوجود في الحب والحرمان .
قصة حب المرقش الأكبر
- عشق المرقش لابنة عمه ملهمته في كتابة الشعر بكثرة، وكان المرقش ماهرًا في الكتابة. ينتمي شعره إلى الطبقة الأولى، وضاع منه الكثير. وُلد في اليمن، وترعرع في العراق .
- اتصل شخص ما بالحارث أبي شمر الغساني ونادمه وأثنى عليه، وقد اختار الحارث أن يجعله كاتبه. وتزوجت حبيبته أسماء من رجل من قبيلة بني مراد، ثم مرض المرقش لفترة قصيرة، ثم عاد ليزورها وتوفي في حبها. وفي المؤرخين، يُشار إلى عمرو بن سعد وربيعة بن سعد باسم عم المرقش الأصغر، وهما عمّ طرفة بن العبد.
- وبعد رحلة طويلة وشاقة للمرقش عان بها الكثير والكثير ولما اتى العبدان إلى العشيرة قاموا باعلان خبر موت المرقش خلال سفره، إلا أن أخاه حرملة قلق في الأمر، ثم قام بأخذ الرحل فاطلع على الأبيات المكتوبة عليه، فعلم بتفاصيل الأمر، قام العبدان بقول الحقيقة. لكن المرقش المحتضر اخفا إيصال خبره إلى ابنة عمه، لأنه كان قريبا من مكان زوج حبيبته، فاستغاثت من زوجها، وأحضرا المرقش إلى البيت، إلا أنه كان في النفس الأخير، فأدركه الموت بمنزل زوج حبيبته .
- كان الارقش الاكبر من طلائع الفرسان العاشقين للحب العذري . ولقصة عقه مع الحبيبة الضائعة أبعاد التي سوف تحدث مع غيره من شعراء من الجاهلية . من هذه الابعاد الشعور بكره العالم وبخيانة الغير وبالعقبات اللانهائية التي تقوم في وجه تحقيق حب حقيقي . فكأن هذا الحب لا يعيش الا في داخل النفس ولا يتم تحقيقه الا في خيال المعاني . من هنا يضحى هذا الحب شاملاً يرقى فوق العلاقات الثنائية بين الحبيبين . وهنا يلقى هذا الحب سعادة خاصة .
- عندما كتب المرقش الأكبر قصائد عديدة عن الآثار الدوارس، فإنه كان يعبر بالفعل عن عشقه لحبيبته في نفسه وفي أفكاره ومحيطه، وحيثما ذهب وتوجه. ولذلك، كانت قمة ألمه في المواقع الأثرية، وعلى الرغم من أنها كانت تقليدية، إلا أنها كانت لها صلة عضوية بتجربته الشاعرية للجحود والضياع.
ديوان المرقش الأكبر
- قصيدة “فهل يرجعن” للمرقش الاكبر: فهل يرجعن لي لمّتي إن خضبتها إلى عهدها، قبل الممات، خضابها رأت أقحوان الشّيب فوق خطيطة إذا مطرت لم يستكنّ صؤابها فإن يظعن الشّيب الشّباب فقد ترى به لمّتي لم يرم عنها غرابها ويقول أيضًا: ودوّيّة غبراء قد طال عهدها تهالك فيها الورد والمرء ناعس قطعت إلى معروفها منكراتها بعيهمة تنسلّ واللّيل دامس وتسمع تزقاء من البوم حولها كما ضربت بعد الهدوّ النّواقس وأعرض أعلام كأنّ رؤوسها رؤوس رجال فى خليج تغامس ولمّا أضأنا اللّيل عند شوائنا عرانا عليها أطلس اللّون بائس.
- من مبلغ الفتيان أنّ مرقّشا ، أضحى على الأصحاب عبا مثقلا ، ذهب السّباع بأنفه فتركنه … ينهسن منه فى القفار مجدّلا . وكأنما ترد السّباع بشلوه ، إذ غاب جمع بنى ضبيعة، منه.
- أيها الصديق لا تستعجل، فالأرواح مرهونة بعدم الفعل. فقد يكون انتظاركما سيئا جدا، أو قد يسبق الإسراع كارثة مقبلة. أيها المسافر إما أن تعرضت فأبلغني، أنس بن سعد، إن لقيت وحرمت الله دركما ودر أبيكما. فإن أفلت العبدان حتى يقتلا، فمن مبلغ الأقوام أن مرقشا يحمل على الأصحاب عبئا ثقيلا، كأنما تعود الأسود بشعرها إذا غاب جمع بني ضبيعة عن النهر .
ديوان الشعر الجاهلي
- لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلى من طبعه الغضب ومن يكن عبد قوم لا يخالفهم إذا جفوه ويسترضى إذا عتبوا قد كنت فيما مضى أرعى جمالهم واليوم أحمي حماهم كلما نكبوا لله در بني عبس لقد نسلوا من الأكارم ما قد تنسل العرب لئن يعيبوا سوادي فهو لي نسب يوم النزال إذا ما فاتني النسب إن كنت تعلم يا نعمان أن يدي قصيرة عنك فالأيام تنقلب اليوم تعلم يا نعمان أي فتى يلقى أخاك الذي قد غره العصب إن الأفاعي وإن لانت ملامسها عند التقلب في أنيابها العطب فتى يخوض غمار الحرب مبتسما وينثني وسنان الرمح مختضب إن سل صارمه سالت مضاربه وأشرق الجو وانشقت له الحجب والخيل تشهد لي أني أكفكفها والطعن مثل شرار النار يلتهب إذا التقيت الأعادي يوم معركة تركت جمعهم المغرور ينتهب لي النفوس وللطير اللحوم وللوحش العظام وللخيالة السلب لا أبعد الله عن عيني غطارفة إنسا إذا نزلوا جنا إذا ركبوا أسود غاب ولكن لا نيوب لهم إلا الأسنة والهندية القضب تعدو بهم أعوجيات مضمرة مثل السراحين في أعناقها القبب ما زلت ألقى صدور الخيل مندفقا بالطعن حتى يضج السرج واللبب فعمي، لو كانوا ينظرون في أعينهم، والخرس، لو كانوا يخطبون في أفواههم، والنقع يوم طراد الخيل يشهد لي والضرب والطعن والأقلام والكتب.
- كَمْ يُبْعِدُ الدَّهْرُ مَنْ أَرْجُو أُقارِبُهُ عنِّي ويبعثُ شيطاناً أحاربهُ فيالهُ من زمانٍ كلَّما انصرفتْ صروفهُ فتكتْ فينا عواقبهُ دَهْرٌ يرَى الغدْرَ من إحدَى طبَائِعهِ فكيْفَ يَهْنا بهِ حُرٌّ يُصَاحِبُهُ جَرَّبْتُهُ وَأنا غِرٌّ فَهَذَّبَني منْ بَعْدِما شَيَّبَتْ رَأْسي تجَاربُهُ وَكيْفَ أخْشى منَ الأَيَّامِ نائِبة ً وَالدَّهْرُ أهْونُ مَا عِنْدي نَوائبُهُ كم ليلة ٍ سرتُ في البيداءِ منفرداً واللَّيْلُ لِلْغَرْبِ قدْ مالت كوَاكبُهُ سيفي أنيسي ورمحي كلَّما نهمتْ أسدُ الدِّحالِ إليها مالَ جانبهُ وَكمْ غدِيرٍ مَزجْتُ الماءَ فيهِ دماً عندَ الصَّباحِ وراحَ الوحش طالبهُ يا طامعاً في هلاكي عدْ بلا طمعٍ ولا تردْ كأسَ حتفِ أنت شاربهُ.