تُعتبر المشربيات من أجمل أعمال نجارة الخشب في الفن الإسلامي، وتتميز بالذوق والإحساس العالي لدى الصانع، وتعلو هذه اللوحات الخشبية جدران المباني عادةً، وتكون مصنوعة من الخشب .
كانت النساء يضعن في المشربيات الفخارية الزجاجات لتبريدها، وكانت تلك المشربيات تعد من سمات غرف النساء القديمة وكانت توضع في أعلى النوافذ لكي يطل منها النساء دون أن يراهن أحد، والمعنى اللغوي للمشربية هو الغرفة العالية أو المكان العالي، ويقول البعض أن كلمة `مشربية` تعني التشرف الذي يحظى به النساء من خلالها .
لا شك أن فن المشربية يعتبر واحدًا من أبرز فنون العمارة الإسلامية المتميزة عن باقي الفنون، حيث ساعد ابتكارها على حل بعض المشاكل مثل التهوية والرطوبة، كما أنها تكسر أشعة الضوء الشمسية وتمنع تسربها .
ظهرت الفنون الإسلامية المعمارية في العصر العباسي في القرن السادس الهجري أي الثالث عشر الميلادي واستمرت حتى دخول الاستعمار وانتهائه في القرن العشرين .
استُخدمت المشربيات في السابق لتبريد المنازل، حيث تم صنع أخام الخشب بدقة شديدة لحساب نسبة الهواء المدخلة إلى المنزل، وكانت تحتوي على جزئين؛ الأول للتركيب وهو مخصص لفصل الشتاء، والثاني الأساسي للحفاظ على حرمة المنزل
تستخدم في صناعة المشروبات عدة فنون، أبرزها فن خرط الخشب، حيث يوجد العديد من أشكال الخرط مثل المستطيل والبيضاوي والرأسي والأفقي وفقًا لاحتياجات المنزل .
في الفترة الأخيرة، عاد الاهتمام بالفن الإسلامي المعماري ولكن ليس بنفس الدقة والحرفية التي كانت معروفة في الماضي، ويتم استخدامه الآن لإضفاء الجمالية على المنازل من الخارج أو الداخل، وقد تم تطوير تقنيات جديدة لذلك .
يمكن الحصول الآن على مشربيات مصنوعة من الألمنيوم وتستخدم على النوافذ والحدائق وفقًا للاحتياجات المطلوبة، وتتم صناعتها عن طريق صب قوالب من الألمنيوم بدرجة حرارة تصل إلى حد الانصهار للحصول على الشكل الخزفي المطلوب.
تعتمد بعض الفلل والقصور على استخدام المشربية في التزيين الخارجي والداخلي، ولا تزال البيوت في بلاد المغرب العربي تعتمد في تصميم ديكورها الداخلي على فن الخزف للمشربية .
