دومة الجندل …تاريخ واثار
دومة الجندل التاريخية , هي احدى مدن المملكة العربية السعودية , وهي محافظة تتبع منطقة الجوف , تقع على بعد52 كيلو متر جنوب غرب مدينة سكاكا عاصمة منطقة الجوف , عرفت دومة الجوف عبر التاريخ بها العديد من المواقع الاثرية والتاريخية الشهيرة كمسجد عمر بن الخطاب , وقلعة مارد , تميزت مدينة دومة الجوف بمياه العذبة الوفيرة .
التسمية :
تسمية دومة الجندل مشتقة من اسم حصن بناه دوماء بن اسماعيل، واسم دومة يشير إلى الحجارة، وتمت التسمية بناء على ذلك، حيث يعني اسم الحصن الذي بناه دوماء في منطقة مليئة بالحجارة، ويذكر أنه كان يشبه حصن دومة بالقوة والمناعة .
الموقع :
محافظة دومة الجوف تبعد عن الرياض اعامة السعودية ما ييقرب 900 كيلومترو كما تبعد عن مكة المكرمة 1220 كيلومتر , وتقع دومة الجندل في الجنوب الغربي لمدينة سكاكا عاصمة المنطقة , وتنتمي طبيعة دومة الجوف الى ما يعرف بالدرع العربي والتي تعتبر من اهم المناطق الجيولوجية بالسعودية .
التاريخ :
تعتبر دومة الجندل منطقة تاريخية مهمة للغاية، حيث تمتاز بتاريخ طويل وحضارات عظيمة. ظهرت في العصور الأشورية القديمة، وتشير النصوص الأشورية المكتوبة عن دومة الجندل إلى أنها تعود إلى القرنين السابع والثامن قبل الميلاد. يشار إلى دومة الجندل أو دومة الجوف في هذه النصوص باسم أدوماتو أو ادمو، وذكر أنها كانت تابعة لقبيلة قيدار العربية .
واشارت الوثائق التاريخية ان دومة الجندل كانت في القرن الثالث الميلادي تعرضت للغزو من قبلة مملكة زنوبيا (حكمت تدمر 267-272م) ولكن بفضل قوة وشدة تحصنها وقلعتها الشهيرة لم تستطع الملكة زنوبيا من اقتحامها فعادت خائبة ,حيث انها لها مقولة شهيرة بهذه المناسبة وهي (تمرد مارد وعز الأبلق) .
في القرن الخامس الميلادي، سيطر أمرؤ القيس الحاكم العربي على مدينة محددة، وكان يحكم عراقه من قبيلته في الحيرة، وامتد نفوذه شمالًا حتى الأردن .
في العام التاسع الهجري بعث الرسول صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد الى دومة الجندل وتم بالفعل فتحها واسر انذاك حاكمها (كيدار بن عبدالملك السكوني )وارسل الى المدينة واسلم هناك واعاده الرسول محمد صلى الله عليه وسلم , وبعد ان توفى الرسول الكريم ارتد اكيدر عن الاسلام وهجر دومة الجندل .
الاثار :
تعد دومة الجندل أو دومة الجوف من أقدم المدن التي شهدت حضارات وعصور مختلفة، وتحتوي على آثار تاريخية قديمة وشهيرة تُسلط الضوء على تاريخها العريق والقديم .
قلعة مارد :
قلعة مارد في مدينة دومة الجندل هي واحدة من أقدم وأهم القلاع التاريخية والثارية في المملكة العربية السعودية. تعرف أيضا باسم حصن مارد. تم بناء قلعة مارد على تلة مرتفعة تطل على المدينة القديمة لدومة الجندل، وتبلغ ارتفاعها حوالي 200 قدم. تم بناء القلعة من الحجارة. تختلف المعلومات حول تاريخ بناء القلعة بين القرنين الثاني والثالث قبل الميلاد. تعرضت أجزاء من القلعة للتهديم مع مرور الزمن، ولكن الجزء الأكبر منها لا يزال على حالته القديمة .
تتكون قلعة المارد من مجموعة من الغرف، بالإضافة إلى أربعة أبراج موزعة على أربع جهات مختلفة في القلعة. تم بناء هذه الأبراج لأغراض التأمين والمراقبة. وداخل القلعة، يوجد بئر مائي في حالة جيدة، ويعتبر هذا البئر ذو أهمية كبيرة أثناء الغزوات والحصار. ويحيط القلعة بسور يحتوي على العديد من الفتحات التي كانت تستخدم لأغراض المراقبة. كما يوجد برجان بارتفاع 12 مترا، وتم بناء القلعة بطبقات مختلفة، إحداها للحراس وأخرى للرماة، والثالثة للمراقبة والتأمين .
مسجد عمر بن الخطاب :
يقع مسجد عمبر بن الخطاب في وسط مدينة دومة الجندل القديمة، ويتصاحب مع حي الدرعة في الجنوب. يعتبر هذا المسجد واحدا من أقدم وأهم المساجد التاريخية في المملكة العربية السعودية، حيث يمثل بناؤه تاريخ استمرارية بناء المساجد في الإسلام. تم بناء المسجد من الحجر القديم وتم ترميمه عدة مرات. يتميز بوجود منارة حجرية بارتفاع 7.12 متر، ويعتقد تاريخيا أنها أول منارة في الإسلام .
تنسب بناء المسجد إلى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، حيث تم إنشاؤه في العام 17 هجري أثناء توجهه إلى بيت المقدس .
سوق دومة الجندل :
ذكر في كتب التاريخ والتراث أن العرب قديما وقبل الإسلام اشتهروا بأسواقهم الكبيرة والتي كانت محطة التجارة والبيع في مواسم معينة، ومما يذكر أن دومة الجندل وبحكم موقعها الجغرافي تعد من أقدم الأسواق في التاريخ العربي، إذ كانت من عادة القبائل وتحديدا في القرن الخامس الميلادي أن يتجمعوا في دومة الجندل من أول يوم شهر بيع الأول وحتى آخره للقيام بالتجارة من بيع وشراء، وكان البيع في هذه السوق بنظام الحصاة، وهو ما يشبه المقامرة وعندما دخل الإسلام دومة الجندل أبطل هذا النظام في البيع .
يمكنك الاطلاع على مقالات اخرى :
بحيرة دومة الجندل
متاحف الجوف
مهرجان السدو بالجوف تقرير بالصور