الخليج العربيعمان

دور جامعة السلطان قابوس في اكتشاف موقع دهوى الأثري

واصلت السلطنة مؤخرًا الإعلان عن النجاح في التوصل إلى مجموعة من الاكتشافات العلمية والتاريخية الهامة من الناحية الأثرية، وذلك نتيجة لمجموعة من الجهود الحثيثة من جامعة السلطان قابوس .

دور جامعة السلطان قابوس في اكتشاف موقع دهوى الأثري :- – مؤخرا، أعلنت جامعة السلطان قابوس، من خلال قسم الآثار التابع لكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، عن اكتشاف موقع أثري جديد في منطقة دهوى، والتي تقع تحديدا على بعد حوالي “24” كيلومترا غرب ولاية صحم العمانية .

ويرجى الانتباه إلى أن هذا الاكتشاف الأثري الجديد هو نتيجة لمجهودات مجموعة متخصصة من قسم الآثار التابع لكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس. وتم العمل على هذا الاكتشاف خلال فترة طويلة تمتد من عام 2000 حتى يومنا هذا. ولا يزال العمل مستمرا في الموقع الأثري الجديد، حيث شارك أعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا في عمليات الحفر والاستكشاف والمسح الأثري. ولقد لعبت هذه الجهود دورا كبيرا في اكتشاف هذا الموقع الأثري المهم الذي يعكس تفاصيل الحياة في الماضي والعلاقة بين بلاد السند والسلطنة .

أهمية موقع دهوى الأثري :تعود أهمية موقع دهوى الأثري، الذي تم اكتشافه مؤخرا في السلطنة، إلى كون تاريخ هذا الموقع يعود في الأصل إلى حضارة أم النار التي استمرت لمدة حوالي ألفين وخمسمائة عام تقريبا قبل الميلاد. يعتبر الموقع من بين أقدم المواقع الأثرية المكتشفة حتى الآن في شمال سهل الباطنة، ومن أبرز ما يميزه مجموعة من العناصر الأولية التي توضح علاقاته الخارجية مع بلاد السند. وقد تم اكتشاف أواني الفخار الخزفية، المعروفة بجرارات التخزين، والتي تم صنعها أيضا في حضارة هارابا الشهيرة في بلاد السند .

يعتقد بأن مكان تصنيع الأواني الفخارية التي تم اكتشافها في هذا الموقع يقع في المنطقة الوسطى لوادي السند في باكستان، وتحديدا في منطقة موهنجو دارو. حيث عثر على أكبر مدينة في العالم يرجع تاريخها إلى العصر البرونزي المبكر ويمتد تاريخها من ألفي عام إلى ألفين وخمسمئة عام قبل الميلاد .

يعتقد مجموعة كبيرة من علماء الأثار والباحثين الأثريين أنه تم استخدام تلك الأواني الفخارية المكتشفة في موقع دهوى الأثري لعملية نقل بعض المنتجات، والتي كانت تستورد من وادي السند بواسطة عدد من القوارب الصغيرة، وعبر نهر السند إلى شواطئ بحر العرب، في حين كان يتم نقلها عبر قوارب أكبر حجما إلى إحدى الموانئ العمانية القديمة القريبة إلى حد كبير من ولاية صحم العمانية الآن، ثم يتم حملها على مسافة تبلغ حوالي “أربعة وأربعون” كيلومترا في اتجاه الداخل، وتحديدا على حواف جبال الحجر. ويعتقد هؤلاء العلماء أن هذه الأواني استخدمت لنقل بعض المنتجات في تلك الفترة الزمنية .

وعندما يشير التواجد الكثيف لفخار بلاد السند في الموقع المكتشف في دهوى الأثري، يدل ذلك على قوة النشاط التجاري الذي ساد خلال العصر البرونزي المبكر بين بلاد السند والعمانيين القدماء. ومن الجدير بالذكر أنه حتى الآن لم يتم التعرف بدقة على المواد التي تم استيرادها، والتي كانت تنتقل في هذه المجموعة من الجدار المكتشف. ومن المعروف أن السلطنة كانت تشتهر بتصدير النحاس إلى بلاد السند وبلاد الرافدين وإيران في هذه الحقبة الزمنية القديمة .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى