دور العلماء المسلمين في تطور علم الكيمياء
الكيمياء هي إحدى العلوم الهامة التي تدرس تركيب المواد وخواصها والتغيرات التي يمكن أن تحدث فيها نتيجة لتفاعلات أخرى. وبالتالي، يتم دراسة كل ما يوجد في الكون من قبل علماء الكيمياء. فالأجسام البشرية عبارة عن مصانع كيميائية تخضع للعديد من التفاعلات الكيميائية، وتشمل هذه التفاعلات جميع جوانب الحياة مثل المواد الكيميائية والغذاء وغيرها من العناصر المختلفة.
المسلمين وتطور الكيمياء
لا شك أن علم الكيمياء تطور بفضل العلماء العرب والمسلمين بشكل خاص، حيث بدأ هذا العلم التطور في القرون الثامن إلى الثالث عشر، وشهدت تلك الفترة تفوقا علميا واقتصاديا كبيرا للعرب، ومن المعروف أنه في عام 1085 م تأسس معهد لترجمة المصادر العربية وأنشئت جامعة نابولي بهدف ترجمة العلوم العربية وكل ما توصلوا إليه.
انتشرت تلك العلوم في أنحاء أوروبا، حيث كانت المؤلفات المصير مرجعا هاما للغرب حتى حدوث النهضة الكبيرة داخل أوروبا. وخلال تلك الفترة، ظهر العديد من علماء العرب المسلمين في مجالات علمية متعددة، بما في ذلك الكيمياء.
انجازات جابر بن حيان في الكيمياء
وهو واحد من أشهر العلماء العرب المسلمين وله العديد من الإنجازات الهامة، ومن بين أشهر أعماله التي تعتبر نادرة هو السعي للتخلص من السموم وتجنب آثارها الضارة. قام هذا المؤلف باتباع المنهج العلمي التجريبي في أعماله، وبفضل هذه الأعمال، يستحق بن حيان أن يلقب بالمؤلف الحقيقي لعلم الكيمياء. كان معروفا سابقا باسم علم الصناعة، وفي هذه الدراسات، تطرق أيضا إلى التجربة، حيث كان لديه مختبر في العراق في منطقة الكوفة.
يُعد جابر بن حيان الشخص الأول الذي وضع القوانين الخاصة بالاتحاد الكيميائي والقوانين الخاصة بالنسبة الثابتة، والتي تم النسبة لها بشكل خاطئ إلى دالتون الذي جاء بعد جابر بن حيان بعشرات القرون، ومن بين أهم الإنجازات التي حققها جابر بن حيان في علم الكيمياء ما يلي.
هو من اكتشف الصودا الكاوية.
يعتبر أول من قام بتحضير ماء الذهب السؤال الثاني.
تعد الطريقة التي يتم من خلالها فصل الذهب عن الفضة باستخدام الأحماض، أول طريقة تم ابتكارها لهذا الغرض، وتظل هذه الطريقة الأساسية حتى الآن.
يُعتبر بن حيان أول من اكتشف حمض النتريك.
يطلق على حمض الكبريتيك أيضًا اسم زيت الزجاج.
تمكن من إعداد العديد من التركيبات الكيميائية المعروفة حتى يومنا هذا.
العالم المسلم محمد بن زكريا الرازي
هو واحد من تلاميذ جابر بن حيان، ويعد المؤسس الرئيسي لعلم الكيمياء الحديثة. وقد بلغت مؤلفاته 220 مؤلفا، وترددت الكثير من الأقاويل حوله، من بينها فقدانه للبصر بسبب الكثرة من المؤلفات التي قام بها. كانت كتاباته متميزة بالمنهج التجريبي، وكان دقيقا في الاقتباسات وذكر المصطلحات الخاصة بعلم الكيمياء. ونجح في استخدام الزئبق في تحضير المراهم، وفي إزالة الألوان والروائح من المواد باستخدام الفحم.
تمكن العلماء من تقسيم المعادن إلى فصائل مختلفة، بما في ذلك الأحجار والفلزات والزجاج والبلورات والمركبات الكيميائية ورماد النبات وغيرها من الأقسام المختلفة.
العالم المسلم ابن سيناء
ابن سيناء كان من بين العلماء العرب والمسلمين الأكثر تأثيرا في زمانه، وكان يقوم بتحضير كافة الأدوية بنفسه، وكان له تأثير واضح في ذلك المجال كغيره من العلماء العرب، وعمل على تقسيم المعادن إلى أحجار ومواد قابلة للانصهار، ورفض الفكرة الخاصة بمعالجة الفلز من خلال الاكسير لتحويله إلى ذهب، ومن المدحورين له في الصيدلة مجمع الصيادلة في إنجلترا.
من بين أهم مؤلفات ابن سينا هو القانون في الطب، ويُعد هذا الكتاب هو المرجع الذي اعتمد عليه الأوروبيون لمدة 500 عام بعد تأليفه.
عز الدين الجلدكي
هو أول من وضع قانون النسب الثابت، وتم بعدها نسبه إلى الغرب، كما هو أيضا أول من استخدم الكمامات أثناء تواجده في مختبرات الكيمياء.