صحة

دور العظام في تنظيم نسبة السكر في الدم

يتمثل الدور الرئيسي للعظام في الحركة وتوفير السلامة الهيكلية للجسم ، هذا ما نعرفه جميعا ولكن أحدث الدراسات الطبية كشفت عن أهمية الهيكل العظمي للجهازين العصبي والمناعي والغدد الصماء في الجسم ، حيث وجد أن العظام مسؤولة عن اطلاق هرمون يعد من أهم العناصر للسيطرة على نسبة السكر في الدم والوقاية من الالتهابات .

علاقة العظام بالصحة العامة :
وجد أن ضعف نسبة السكر في الدم تؤدي لتكون انزيمات سكرية متقدمة ، ويتم انشاؤها خلال التشكيلات الغير انزيمية لجزيئات السكر والأ؛ماض الأمينية ، تنتج هذه الإنزيمات بنسبة كبيرة عند ارتفاع مستوى السكر في الدم بشكل مزمن ، تعمل هذه الإنزيمات على تحفيز ضرر الجذور الحرة التي تتلف كولاجين العظام .

تقوم الخلايا الدهنية بإنتاج هرمونات قليلة للمساعدة في تنظيم عملية التمثيل الغذائي للطاقة ، ويعد هرمون الليبتين هو الهرمون الأشهر الذي يتم افرازه من قبل مستقبلات هرمون الليبتين الموجودة في منطقة ما تحت المهاد والتي تستجيب عند الشعور بالشبع ، إذ تبدأ الخلايا الدهنية في النمو عند تناول الطعام في انتاجه .

الشبع يحدث عندما يتفاعل هرمون اللبتين بكمية كافية مع مستقبلات الطعام، بالإضافة إلى تفاعل اللبتين مع منطقة تحت المهاد لاستخدام الدهون كمصدر للطاقة. يرتبط مستوى حساسية هرمون اللبتين الصحي في منطقة تحت المهاد بطول العمر والصحة وتحسن الوظائف العقلية، وكذلك بالجسم النحيل وكثافة العظام. إشارات اللبتين تكون ضعيفة مع السمنة، وترتبط بمشكلات مثل تدهور الدماغ وهشاشة العظام وتسارع عملية الشيخوخة، بالإضافة إلى زيادة مقاومة الإنسولين وارتفاع مستويات التهابات الجسم .

دور العظام في التمثيل الغذائي للطاقة :
تم تحديد الدور الهام الذي تلعبه العظام في عملية التمثيل الغذائي للطاقة، حيث يتم إنتاج بروتين Osteocalcin المهم من خلايا العظام، ويعمل على زيادة كثافة العظام من خلال المساعدة في امتصاص الكالسيوم والمعادن الأخرى الهامة للعظام، كما يوجه البنكرياس لإنتاج مزيد من الإنسولين ويحفز الخلايا الدهنية على إفراز هرمون الأديبونكتين، الذي يعمل على تحفيز الخلايا لزيادة نشاط مستقبلات الإنسولين وتحسين الحساسية .

وجد أن استقلاب السكر في الدم يتم تنظيمه من خلال بروتين يعمل على إنتاج الأنسجة العظمية، وهو الهرمون الأول الذي يعزز خلايا بيتا البنكرياسية المنتجة للإنسولين ويقلل من تخزين الدهون بشكل عام. يعتمد هرمون الأوستيوكالسين على وجود فيتامين D3 وK2 بمستويات كافية مع ممارسة الرياضة بانتظام، ومع ذلك يعاني نسبة كبيرة من المجتمع من نقص في هذه الفيتامينات، مما يفسر الربط بين نقص فيتامين D3 ومرض السكري ويضعف عمل الهرمون في الجسم .

الطريقة الأمثل لزيادة إنتاج فيتامين د3 هي التعرض لأشعة الشمس بانتظام على منطقة جذع الجسم. ونحن نلاحظ نقص هذا الفيتامين في أجسام سكان الدول الصناعية والمناطق الباردة، ويمكن تعويض النقص بمكملات فيتامين D3 بمستوى 5-10،000 وحدة دولية في شكل مستحلب سائل. يمكن الحصول على فيتامين K2 من المنتجات المخمرة المصنوعة من فول الصويا مثل الميسو والناتو، ويتواجد مع فيتامين D3 في جبن الماعز والبقر. وتشير التقديرات إلى أن الجسم يحتاج إلى ما يقارب 100 ميكروجرام منه يوميا، ما يعادل 4 أوقيات من الجبن الخام .

لذا يعد تكون الخلايا البروتينية المضادة للالتهابات ذات أغراض طبية هامة والتي سوف تساهم في اكتشاف عقار لعلاج مرض السكر ، كما يعتبر اهمال الجهاز المناعي مخاطرة كبيرة حيث أن منع خلايا الجهاز المناعي من الالتهاب خطوة هامة لمقاومة الإنسولين ومرض السكر ، ولكنه لا يعد مفيدا للأشخاص المعرضين للإصابة بمرض السكر ، إذ يعد الهدف الرئيسي هو تطوير علاج يقضي على التهاب الخلايا المناعية الذي يؤدي لمقاومة الجسم للإنسولين دون أن يسبب أي آثار جانبية .

تتوفر بعض الأدوية الحديثة التي تقلل الالتهابات وتحسن حساسية الإنسولين. أحد هذه الأدوية هو دواء يستخدم لعلاج الأزمات القلبية. ومع ذلك، هناك شكوك في سلامة استخدام بعض هذه الأدوية لفترات طويلة، مثل الأدوية التي تحول الجلوكوز في المخ. تشير الأبحاث في جامعة واشنطن إلى أن المخ يلعب دورا واضحا في تنظيم الجلوكوز. عند تلقي المخ إشارة تفيد بوجود كميات مناسبة من هرمونات معينة مع المواد الغذائية، يقلل من إنتاج الجلوكوز في الكبد ويحافظ على نسبته منخفضة في الدم. ومع ذلك، عند شعوره بنقص الهرمونات والغذاء، يعمل المخ على تنشيط الاستجابات لدفع الكبد لإفراز كمية كبيرة من الجلوكوز. بشكل مختصر، يمكننا القول إن المخ دائما في حالة انتظار وتأهب لإشارات الأنسولين واللبتين والأحماض الدهنية الحرة والجلوكوز. عند الاستجابة، يبدأ الكبد في إرسال إشارات إلى الكبد وخلايا العضلات من خلال العديد من الأعصاب، إلى جانب القناة الهضمية التي ترسل إشارات لبدء تنظيم السكر في الدم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى