علم النفسعلم وعلماء

دور الصحة النفسية في بناء الشخصية

دور الصحة النفسية في بناء الشخصية

يعتبر الإنسان العامل الرئيسي والأساس لبناء المجتمع، ويتم التقدم والنهوض بالمجتمع من خلال الإنسان السوي. ولكي يؤدي الفرد مهامه الاجتماعية بأفضل أداء، يجب عليه أن يكون لديه صحة نفسية جيدة، وأن لا يعاني من مشاكل واضطرابات، وهذا الأمر يؤثر سلبا على إنجازات الفرد. ويعتبر الصحة النفسية السليمة من العوامل الأساسية لبناء الشخصية، حيث يمكن أن يؤدي وجود اضطراب في الصحة النفسية إلى ظهور سمات شخصية غير مرغوبة. وعادة ما يفشل الأفراد المصابون بالاكتئاب أو القلق الشديد أو الغضب في توضيح صفات شخصيتهم العامة، بالإضافة إلى أن الاضطراب النفسي يجعل الشخص غير قادر على التعامل مع ضغوط الحياة والمجالات التي له دور فيها. ولذلك، يمكن أن يتحكم امتلاك الفرد للصحة النفسية أو عدم امتلاكها في سمات شخصيته.

أهمية الصحة النفسية للمجتمع

يجب الاهتمام بصحة النفس وخاصة في مراحل الطفولة لأنها تعتبر الأساس لبناء الشخصية، وعلى الآباء أن يهتموا بعناصر بناء الشخصية في الإسلام لجعل شخصيات أبنائهم هي الأفضل في المجتمع، كما أن الصحة النفسية الجيدة في سن النضج تؤدي إلى القدرة على تحقيق الإنجازات في العمل والمهام المجتمعية الأخرى، ولا يقتصر دور الصحة النفسية على العمل والإنتاج فحسب، بل يشمل أيضا النشاطات الخيرية والمجتمعية، ويجب على الفرد العودة إلى الاتزان النفسي في حال شعر بالقلق أو الإحباط لتجنب الإصابة بمشكلات نفسية وأمراض عقلية.

أهداف الصحة النفسية

الصحة النفسية من العوامل التي لها أهمية كبيرة للفرد والمجتمع، إذ أنها تؤدي إلى الاستقرار، السعادة، والتكامل بين الأفراد، بالإضافة إلى الدور المهم لها في تحديد الأساليب التي يجب أن يتم اتباعها من أجل حل المشكلات الاجتماعية، وذلك لكي لا تؤثر على النمو النفسي السليم للشخص، لذا يمكن توضيح أهداف الصحة النفسية في النقاط الآتية:

  • إن الصحة النفسية تساعد على تكوين أفراد مستقرين، وكلما كانت الآباء لديهم صحة نفسية جيدة، زادت فرص أبنائهم في الحصول على صحة نفسية مستقرة، لذا ينبغي على الآباء التعرف على أثر العبادات في بناء الشخصية الإسلامية، ويجب عليهم أن يكونوا متمسكين بالقيم الدينية والأخلاقية داخل الأسرة وخارجها لتعزيز قوة المجتمع.
  • الاستقرار الذاتي للشخص يعني أن يكون حياته خالية من المخاوف والتوتر، وأن يشعر دائمًا بالهدوء والأمان الذاتي والسكينة.
  • يتمثل التعامل الإيجابي للفرد مع المشكلات في قدرته على تحقيق توازن في انفعالاته عندما يواجه ضغوطًا في الحياة، كما يمكنه التعامل مع المسؤولية وتحملها دون الانسحاب أو التهرب.
  • يساعد الشخص على فهم ذاته ومن حوله، ويمكنه تنظيم مشاعره وعواطفه ورغباته وانفعالاته، وكذلك التصرف بشكل سليم بدلاً من الاستجابة السريعة والعشوائية.
  • بالإضافة إلى ذلك، فإن الصحة النفسية لها أهداف مفيدة من الناحية الاقتصادية ومجالات الإنتاج، وأيضًا الوصول إلى التنمية الاجتماعية، إذ أن الشخص حينما يمتلك صحة نفسية يكون قادرًا على استخدام طاقته وكفاءته وتحمل المسؤولية، حيث إن شخصية الفرد عندما تكون متكاملة يصبح هو منتجًا وفعالًا.

تعريف الصحة النفسية للطفل

تعرف الصحة النفسية للطفل بأنها قدرته على تحقيق أفضل أداء نفسي والرفاهية والحفاظ على كلاهما، وأنها ترتبط بالمستوى الذي بلغه والكفاءة التي يحققها في الأداء الاجتماعي والنفسي. وتشمل الصحة النفسية للطفل أيضا تقدير الذات والإحساس بالهوية، فضلا عن القدرة على استخدام التحديات التنموية والموارد الثقافية لتحقيق أقصى قدر من التنمية. إن الصحة النفسية للطفل شرط ضروري للنمو الصحيح والتعلم الفعال، ويمكن تحفيزها عن طريق تقليل عوامل الخطر وتعزيز عوامل الحماية، كما يلعب دور القصة دورا هاما في بناء شخصية الطفل، ولا يتحمل الأطفال التعليقات السلبية بنفس الطريقة التي يتحمل بها البالغون، لذلك يجب تقليلها لتجنب تأثيرها على صحتهم النفسية.

بناء الشخصية المتزنة

هناك مجموعة من الصفات التي يمكن بناء شخصية متزنة عليها، ولكن ليس من الضروري أن تتوفر جميع هذه الصفات في الشخصية. يمكن وصف الفرد بأنه متزن عندما يمتلك بعضا منها فقط، ومن أهم هذه الصفات التي تساهم في بناء شخصية متزنة هي

الاحترام

يعد الاحترام من الصفات التي يتم ذكرها عند تعريف الشخصية المتزنة، والتي يحصل عليها الفرد من التربية والبيئة التي يعيش فيها، ويمكن وصف الشخص بأنه متزن عندما يحترم جميع الأشياء في البيئة، بما في ذلك الأشجار التي لا يقوم بحرقها أو قطعها، والحيوانات التي لا يتسبب في إيذائها.

الصدق

يعتبر الصدق أحد مكارم الأخلاق، كما أنه من السمات التي قليلًا ما يمتلكها شخص، وكذلك فهو له مكانة كبيرة في جميع الأديان والمجتمعات المختلفة، إذ أن له نتائج إيجابية تعود بالنفع على الفرد والمحتمع، حيث إن الشخص المتزن حينما يكون صادق تسعى الناس إلى التعامل معه وتثق به، بالإضافة إلى أن المجتمع الذي يتعدد فيه الأشخاص الصادقين يصبح مكان حضاري ومتقدم، ولذلك يصنف الصدق من أهم العوامل في بناء الشخصية المتزنة.

الولاء

من الصفات التي تساعد في بناء شخصية متوازنة هو الولاء، والولاء هو سمة أخلاقية تدل على التفاني والإخلاص، سواء كان الولاء للعائلة أو الأصدقاء أو العمل. الشخص المتوازن يتميز بالولاء في جميع جوانب حياته، ويبذل الكثير من الجهد في العمل، ويقدم المساعدة والمشورة التي يمكن أن تفيد زملائه وتحسن العمل، بالإضافة إلى ولائه لعائلته ومساعدتهم عند الحاجة، ويكون مخلصا لشريك حياته وأصدقائه.

تحمل المسؤولية

من سمات الشخص المتزن المميزة هي تحمل المسؤولية، حيث تعتبر المسؤولية سمة عامة تشمل المسؤولية الاجتماعية، مثل الحفاظ على الممتلكات العامة وعدم إهمالها، والمسؤولية الوظيفية، مثل أداء العمل بنفس تفان وتفهم المؤسسة كما لو كانت مؤسسته الخاصة. لذا، يتحمل الشخص المتزن المسؤولية في جميع جوانب الحياة المختلفة، ليس فقط من الناحية العملية أو الاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى