دور الشوكولاته في تحسين وظيفة المشيمة
من المعروف أن النساء بشكل عام يحببن تناول الشوكولاتة بشكل زائد، وعندما يكون النساء حواملا ويشتهين تناول الشوكولاتة، فإن تناول قطعة صغيرة من الشوكولاتة يوميا يمكن أن يحسن صحة الدورة الدموية للجنين غير المولود بعد، ويقلل أيضا من مخاطر التسمم الحملي.
ويعزي الباحثون هذا بسبب مكون الفلافانول الموجود في الشوكولاته التي تحتوي على العديد من الفوائد الصحية؛ ففي الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، يمكن أن تؤدي إلى تحسين وظيفة المشيمة وملاحظاتنا هنا تشير إلى أنه يمكنك استهلاك كمية صغيرة منتظمة من الشوكولاتة السوداء إذا كان مستوى الفلافانول لديك مرتفع، وذلك كما قال القائم على الدراسة الدكتور ايمانويل بوجولد وهو أستاذ أمراض النساء والتوليد في جامعة لافال في مدينة كيبيك، كندا.
وكأن هذا الخبر ليس مذهلاً بما فيه الكفاية، فقد أفاد الباحث الدكتور بوجودل الذي قام بالدراسة بأن الفلافانول (الفلافونويد) الموجود في الشوكولاتة له فوائد كبيرة للبشرة. إنه مضاد للأكسدة يساعد المصابين بالسرطان والالتهابات على تحسين بشرتهم.
تحسنت صحة الدورة الدموية لدى النساء الحوامل اللواتي تناولن قطعة صغيرة من الشوكولاتة يوميا، ويمكن أن يحسن هذا أيضا صحة الدورة الدموية للجنين غير المولود بعد. ومع ذلك، يجب أن تحذر الأمهات الحوامل من تناول الشوكولاتة بكميات كبيرة، حيث يمكن أن ترفع ضغط الدم بشكل خطير وتؤدي إلى تسمم الحمل ووفاة الجنين.
أظهرت النتائج أن بعض الخبراء يعتقدون أن المركبات الموجودة في بعض المواد الغذائية ذات الأصل النباتي، والتي تسمى الفلافانول، يمكن أن تمنح فوائد صحية متعددة، بغض النظر عن مستوى تواجدها في الشوكولاتة، سواء كان منخفضًا أو عاليًا.
يتوفر الفلافانول بشكل طبيعي بكميات كبيرة في الكاكاو غير المصنع، ولكن يمكن أن يكون لها طعم مر إلى حد ما، وبعض التقنيات المستخدمة لتحويل الكاكاو الطبيعي إلى مسحوق الكاكاو اللذيذ أو الشوكولاتة (مثل التخمير) يمكن أن تؤدي إلى خسارة كبيرة في الفلافانول، وفقا للخبراء. تعرف على: فوائد وأضرار الكاكاو
وقرر فريق عمل بوجولدعمل دراسة متعمقة من أجل التعرف على تأثير الاختلافات في محتوى الفلافانول في فترة الحمل على عينة قوامها ما يقرب من 130 امرأة. وكانت جميع النساء في الدراسة مابين 11- إلى 14 أسبوعا من الحمل، وتحملن طفلاً واحد.وقامت نصف العينة بتناول جرعات عالية من الفلافانول ، في حين تناول النصف الآخر منها كميات منخفضة منه وتم تتبع النتائج حتى موعد الولادة. وبغض النظر عن كمية الشيكولاته التي تناولتها الأمهات جميعاً خلال فترة الدراسة ، يجدر الإشارة هنا إلى أن جميع النساء من عينة الدراسة قد واجهن نفس الخطر بالنسبة للتسمم الحمل وارتفاع ضغط الدم الروتيني، كما وجد الباحثون أن وزن المشيمة ووزن الطفل عند الولادة أيضا نفس الشيء في كل من المجموعتين. وبالمثل، مستويات التداول للدم بين الجنين والمشيمة، وكذلك سرعة الدم في الرحم، لا يبدو أنها تتأثر بتغير مستويات الفلافانول ، وقال الباحثون أن الشيكولاته ترتبط ارتباطاً إيجابياً مع حدوث تحسن ملحوظ في الدورة الدموية بشكل عام لمن يتناولونها مقارنة بمن لا يتناولن شيئاً منها ، ولكن يجب الحرص على استهلاك الشيكولاته بكميات صغيرة بغض النظر عن محتواها من الفلافانول، وقال بوجولد بأن هذا يوحي بأن هناك شيء عن الشوكولاته، وبصرف النظر عن مستويات الفلافانول، فإن الشيكولاته يمكنها أن تؤثر تأثيرا إيجابيا على مسار الحمل؛ حيث يمكن أن تؤدي إلى تحسين صحة النساء والأطفال، جنبا إلى جنب مع الانخفاض الكبير في تكلفة العلاج، لكنه أضاف أن استهلاك الشوكولاته يجب أن يظل معقولاً خلال فترة الحمل، ولابد من النظر في المعادلة بين المدخلات من السعرات الحرارية.
وفيما يتعلق بهذه النقطة، صرحت لونا ساندون، وهي أستاذة مساعدة في قسم التغذية السريرية في جامعة تكساس جنوب غرب المركز الطبي في دالاس، بأن هذه النتائج لا تسمح للنساء الحوامل بتناول الشوكولاتة بحرية، ويجب أن تأخذ الحوامل في الاعتبار أن تتناول كمية شوكولاتة تصل إلى 30 غراما فقط، أو أونصة واحدة، وأضافت أن هناك العديد من العناصر الغذائية الأخرى التي يمكن للنساء الحوامل تناولها بشكل أفضل مع التركيز على نمو الجنين السليم وتطويره، مثل حمض الفوليك والكالسيوم والبروتين والحديد من مصادر غذائية ذات جودة.