دور الاقتصاد الأخضر في التنمية المستدامة
تظهر العديد من الاهتمامات الدولية بقطاعات الاقتصاد بشكل ملحوظ في جميع دول العالم، حيث أصبحت قضايا التنمية المستدامة موضوعا مهما على أجندة العديد من الدول والمنظمات الدولية المستقبلية 2030، وخاصة فيما يتعلق بالبيئة وتأثير القضايا الأخرى على التنمية المستدامة، ومن بين هذه القضايا التي تولي الحكومات والمنظمات اهتماما كبيرا هو تحقيق التمكين الاقتصادي الأخضر لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يعتمد مفهوم التنمية المستدامة على تحقيق أهداف طويلة الأجل.
مشكلات ومعوقات تطبيق الاقتصاد الأخضر
فرضت القيود البيئية ، والتحديات التي ارتبطت بمشكلات قدرة الأرض المحدودة ، والتغير المناخي ، و التلوث البيئي ، العديد من التحديات على تمكين الاقتصاد الأخضر ، كقطاع اقتصادي هام ، يحقق العديد من الفوائد على مستوى التنمية المستدامة ، التي يتحقق منها الاهتمام بثلاث أنواع من الموارد ، التي تتمثل في الموارد البيئية ، والمواد الاجتماعية ، و الموارد الاقتصادية.
الهدف من التنمية المستدامة هو تحقيق أمن الأجيال المستقبلية وحماية الموارد لتحقيق فائدتها في المستقبل. وعلى الرغم من التحديات والصعوبات، فإن الاقتصاد الأخضر قادر على تحقيق نتائج ملموسة في جميع جوانب التنمية المستدامة، بما في ذلك الجوانب البيئية والبشرية والاقتصادية والتكنولوجية على مختلف المستويات.
الاقتصاد الاخضر والتنمية المستدامة
حماية البيئة
وتجدر الإشارة هنا إلى وجود العديد من التحديات ، والمعرقلات التي تحول دون التحقيق التنمية المستدامة ، من خلال تحقيق حماية البيئة في المقام الأول ، هذا المعرقل مرتبط اشد الارتباط بتحقيق الاقتصاد الأخضر ، الذي اكتسب كاتجاه جديد بعد الازمة العالمية الأخيرة ، حيث أكد الباحثون والخبراء ، على أن هذا المفهوم ، يحل محل مفهوم ” حماية البيئة ” على المستويين العلمي ، والتطبيقي ، فتحقيق الاقتصاد الأخضر ، يسهم في تحقيق التنمية المستدامة من خلال عدد من الأدوار ، التي تدور جميعها ول استغلال ” البيئة ” كفرصة ، وعامل مساعد ، بدول من اعتبار أن البيئة هي ” معرقل ” أو ” مقيد ” لتحقيق تطبيق الاقتصاد الأخضر .
الحفاظ على الموارد الطبيعية
يعد الاقتصاد الأخضر قوة دافعة تساهم في حماية الموارد الطبيعية. يعتمد الاقتصاد الأخضر الشامل على استغلال القطاعات الخضراء والمساحات البيئية الخضراء لاستعادة الموارد الطبيعية وزيادة كفاءة استخدام المواد الطبيعية. يساهم ذلك في حماية البيئة واستغلالها بشكل كامل.
الأمر الذي يتحقق منه على المدى البعيد ، حماية الموارد الطبيعية ، والحفاظ عليها للأجيال القادمة ، وهو ما يحقق بدروه التنمية المستدامة ، كما يحقق الاقتصاد الأخضر زيادة مساحات الاستثمار في القطاعات الخضراء ، وبالتالي تعمل عمليات الاستثمار على تحقيق ازدهار في المنتجات ، والخدمات التي تعتبر خدمات صديقة للبيئة.
توسيع قطاعات الاستثمارات
من شأن مشروعات الاقتصاد الأخضر أن تعمل على تنويع مجالات الاستثمارات المختلفة ، حيث تسهم زيادة مجالات الاستثمارات ، والمشروعات في تغسل القوى العاملة ، وخاصة في مشروعات التنمية المستدامة ، مثل الطاقة مثلاً ، فهي تحقق بعدين هامين من أبعادة التنمية المستدامة على المستوى البشري.
يمكن لمشاريع الاقتصاد الأخضر أن تحقق العدالة الاجتماعية والمساواة على المستوى البيئي، وتقديم الخدمات للأفراد ذوي الدخل المحدود، بالإضافة إلى توفير العديد من الوظائفللطبقات المحدودة الدخل في قطاعات مثل الزراعة وغيرها.
ترشيد وحماية المورد المائي
من أحد أدوار الاقتصاد الأخضر هو تحقيق حماية للمورد المائي ، و الماء مورد هام للأجيال القادمة الذي يحتم الحفاظ عليه ، حيث يسهم في ترشيد و إدارة المياه ، كما سيغني الاقتصاد الأخضر عن الأساليب التقليدية في استخدام المياه ، من خلال الهيئات المعينة بذلك ، حتى وان استطاعت أن تحقق إدارة سليمة ، فإنها استهلاك المياه سيكون في حالة ازدياد ، وبالتالي يهدف الاقتصاد الأخضر إلى ايجاب بدائل مائية أخرى مثل استخدام مياه الأمطار ، وتجميعها ، وتخزينها ، بدلاً الاعتماد على المخزون المائي.
وبالتالي، يضمن الاقتصاد الأخضر الحفاظ على مورد المياه للأجيال القادمة، خاصة في ظل تصاعد الصراعات بين الدول واحتمالية دخولنا في حروب المياه. ويكون الجيل القادم الأكثر تأثرا بهذا، لذا يبذل الاقتصاد الأخضر العديد من الجهود البديلة للحفاظ على هذا المورد الهام. يعد تحلية مياه البحار أحد هذه الوسائل البديلة، والتي ستسهم أيضا في تحقيق التنمية المستدامة من خلال الحفاظ على المورد المائي. يوفر الاقتصاد الأخضر أيضا للحكومات توفير رأس المال الضخم الذي ينفق عادة على إنشاء مصادر المياه، وبالتالي يساهم في توفير الأموال وتوجيهها إلى أغراض أخرى بدلا من إنفاقها على المياه.
مواجهة التغير المناخي
من أكثر التحديات التي تواجه العالم حاليا هي التغير المناخي، وسيساهم الاقتصاد الأخضر في تقليل الاحتباس الحراري وإدارة النفايات واعتماد وسائل النقل الجماعي ذات الطاقة النظيفة. وبالتالي، فإن ذلك سيساهم في تحقيق طاقة نظيفة ومتجددة وصديقة للبيئة، ومنع التلوث، ومكافحة ظاهرة التغير المناخي التي تسببت فيها النفايات وتلوث البيئة. ومن هنا، سيتحقق التنمية المستدامة بيئيا من خلال مكافحة التغير المناخي على المدى البعيد.
الاستدامة في وسائل النقل
يعتمد الاقتصاد الأخضر على تغيير مصادر الطاقة المستخدمة في وسائل النقل التقليدية، التي تكلف الكثير وتكون نفاذة مثل النفط. يمكن للدول النفطية أن تجد نفادا لثروتها النفطية في أي وقت، وبالتالي تسعى لاستبدال تلك الطاقة التي يعتمد عليها الأفراد في وسائل النقل. ومن هنا يأتي توجه الاقتصاد الأخضر في الاعتماد على مصادر طاقة نظيفة، كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة في جميع المجالات.
من الناحية الأخرى، ستتم توفير تكاليف الطاقة التقليدية، وسيؤدي ذلك إلى زيادة الناتج القومي، بالإضافة إلى منع تلوث البيئة. وبالتالي، يتحقق أيضا حماية البيئة من التلوث، حيث يرون الخبراء أهمية تحويل السيارات إلى نظام السيارات الهجينة التي تساعد في الاستغناء عن استخدام البنزين في السيارات، والذي كان سببا رئيسيا للتلوث البيئي الهائل بسبب عوادم السيارات.