دورة ال٣٣ عام
يوجد اهتمام كبير بالأنظمة الفلكية المختلفة التي يستخدمها الإنسان منذ القدم. نجد التقويم القمري الهجري المعتمد على دوران القمر حول الأرض، وكذلك التقويم الشمسي الميلادي المعتمد على دوران الأرض حول الشمس. أشار علماء الفلك إلى أن الدورة الفلكية للشمس تبلغ تقريبا 33 عاما، وهذا ما يعرف بدورة الثلاثة والثلاثين عاما .
دورة 33 عام
السنة الشمسية، والمعروفة أيضا بالسنة الإنقلابية في علم الفلك، تمثل الفترة الزمنية بين مرور الشمس في نقطة الاعتدال مرتين متتاليتين. تبلغ مدة هذه الفترة حوالي 365 يوما تقريبا. أما السنة القمرية، فتمثل الفترة الزمنية بين حدوث اثنين من الكسوفات المتتالية وتقسم على عدد دورات القمر. تبلغ مدة السنة القمرية 354 يوما. وبالتالي، يكون الفرق بين السنة القمرية والسنة الشمسية حوالي 10.87 يوما، أي ما يقرب من 11 يوما .
مما يُعني أنه كل (33) سنة يكون هناك فرق بين السنة الشمسية والقمرية يُعادل 358 يومًا (سنة واحدة تقريبًا) ، وهذا يُعني أن كل مائة سنة شمسية تزيد بمقدار ثلاثة سنوات عن السنة القمرية ؛ مما يعني أن مرور 300 سنة يعني حدوث فرق مقداره تسع سنوات ؛ أي أن 300 سنة شمسية تُعادل 309 سنة قمرية ؛ وهذا ما توصل إليه علماء الفلك وتم التأكيد عليها من خلال الاعتماد على الوسائل العلمية الحديثة .
وعند قراءة القران الكريم بتدبر ؛ فإننا سوف نجد أن الله تبارك وتعالى قد أكد على هذه الحقيقة الكونية الثابتة منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا ، حينما كان تبارك وتعالى يسرد سورة أصحاب الكهف في القران الكريم بقوله تعالى : { ولبثوا في كهفهم ثلاثَ مائة سنين وازدادوا تسعا } سورة الكهف [ اية : 25 ] ، والمقصود بـ (ثلاث مائة سنين) في الاية الكريمة هي السنوات الشمسية ، بينما (ازدادوا تسعا) المقصود بها السنوات القمرية ، وبذلك فإن عظمة القران الكريم وقدرة الخالق عز وجل تتجلى في توضيح حقيقة كونية ثابتة لم يتمكن العقل البشري من استيعابها إلا في العصر الحديث بعدما تم اكتشاف المراصد الفلكية الكبيرة والعملاقة .
من بين أوجه الإعجاز العلمي في القرآن الكريم أيضًا، تكرر كلمة (الشمس) 33 مرة في القرآن، وهو نفس عدد سنوات الدورة الفلكية للشمس .
دورة رمضان كل 33 عام
أشار بعض الباحثين والعلماء الفلكيين أيضًا إلى أن دورة رمضان تحدث كل (33) عام أي ما يُعادل (4.8) شهر هجري ، ويرجع ذلك إلى أن عدد أيام السنة القمرية أقل من عدد أيام السنة الشمسية بحوالي 11 يوم ، وهذا يؤدي إلى أن يأتي رمضان كل عام بفرق 11 يوم مبكرًا عن تاريخ قدومه في العام الذي يسبقه ، وبذلك فإنه بعد مرور ما يقرب من 33 عام وتحديدًا 32 سنة و 360 يوم ؛ سوف يأتي رمضان في نفس اليوم الميلادي الذي جاء به قبل مرور هذه الفترة الزمنية الطويلة .
وعلى سبيل المثال : إذا كان تاريخ بداية شهر رمضان في عام 2002 يوافق يوم 10 يناير، فإن هذا يعني أن شهر رمضان في عام 2035 سوف يأتي أيضًا في نفس هذا اليوم ويتوافق مع نفس التاريخ الميلادي الشمسي مرة أخرى .
قد يختلط الأمر عند بعض الأشخاص بين دورة الشمس الفلكية التي تعادل 33 عامًا وبين الدورة الميتونية، حيث تشكل الدورة الميتونية دورة زمنية مدتها 19 عامًا لتنسيق الدورة القمرية والدورة الشمسية، وتعتمد الدورة الميتونية في التقويم العبري اليهودي .