دليل المدارس العربية في المانيا
تعد ألمانيا الدولة الأوروبية الأكثر جذبًا للعرب، حيث يلجأ بعضهم إليها كمكان للجوء من الحروب التي تجتاح بلدانهم، في حين يسعى البعض الآخر لتحسين حياتهم، ولهذا السبب تعتبر المدارس العربية في ألمانيا نقطة التقاء لجميع هؤلاء .
الدراسة في المانيا
يقدم هذا البلد أفضل نظام تعليمي في أوروبا ، حيث يتميز بجودة الأنظمة و السبل المستعملة في البيداغوجيا والتعليم ، و هذا راجع لتنوع المجتمع الألماني بفضل توافد العديد من الجنسيات في السنوات الأخيرة بسبب الحروب كما هو الحال بسوريا و اليمن و أيضا العراق بالإضافة الى بعض الدول الأفريقية والآسيوية .
يعود ذلك إلى النظام الذي تتبعه ألمانيا فيما يتعلق باللجوء، والذي يتميز بسهولته وسرعة تنفيذه. تتوفر في ألمانيا 320 مؤسسة تعليم عالي، تنقسم إلى جامعات تقنية وجامعات العلومات التطبيقية، بالإضافة إلى جامعات الفنون الجميلة والموسيقى .
و تعتمد هذه الجامعات نظام مقسم على مرحلتين كل واحد منها تتوفر على 4 فصول. المرحلة الاولى يدرس خلالها الطالب المواد الأساسية التي تؤهله بعد اجتياز امتحان في نهايتها إلى المرحلة الثانية، وخلال هذه الأخيرة يتعلم الطالب مواد التخصص ليحصل في نهايتها على شهادة تخول له ولوج سوق العمل .
لم تعد اللغة الألمانية عائقا في الدراسات العليا في ألمانيا، على الرغم من أهميتها للتواجد في هذا البلد، فبعض برامج الماجستير والبكالوريوس تعتمد على اللغة الإنجليزية .
تكاليف الدراسة في المانيا
تواجه الطالب الذي يتجه للدراسة خارج وطنه بعض العقبات حول تكاليف العيش و أيضا تكاليف ورسوم الدراسة هناك. لكن ألمانيا تبقى في مقدمة الدول التي توفر للطالب بيئة سلسة و امتيازات لا تتواجد في دول أخرى متقدمة ، و تِضمن له الحصول على شهادة معتمدة دوليا حيث تفتح له باب المستقبل الزاهر على مصراعيه .
من الممكن دراسة الجامعات الألمانية مجانا، وبالمقابل يتطلب الدراسة في الولايات المتحدة وبريطانيا دفع مبالغ كبيرة للحصول على التعليم الجامعي، ويتم دفع مبلغ يتراوح بين 100 و200 يورو سنويا في الجامعات الألمانية لتغطية تكاليف النقل والوجبات وغيرها من الاحتياجات .
: “على الرغم من عدم وجود رسوم دراسية في الكثير من المقاطعات الألمانية، إلا أن هناك بعض المقاطعات مثل بافاريا وهامبورغ التي تفرض رسومًا إضافية على الطلاب الذين يرغبون في الالتحاق بالجامعات الخاصة، وتصل تكلفة الدراسة في تلك الجامعات إلى أكثر من عشرين ألف يورو .
وفي كلا الحالتين، يتوجب على الطلاب الالتزام بالانضمام إلى التأمين الصحي وامتلاك البطاقة الأوروبية للتأمين الصحي (CEAM)، وينطبق هذا على المسجلين في الفصول الدراسية بغض النظر عما إذا كانت الفصول خاصة أو عامة .
فيما يتعلق بتكاليف المعيشة في هذا البلد، تتراوح التكاليف السنوية بين 7000 و 9000 يورو في السنة. تكلفة السكن تتراوح بين 200 و 400 يورو شهريا، وبالتالي يمكن للطالب تأمين هذه المبالغ إذا استفاد من نظام المنح الدراسية. هناك العديد من المؤسسات الدولية والأوروبية التي تدعم تعليم الطلاب، وتتوفر في ألمانيا العديد من الوظائف المخصصة للطلاب والتي تتناسب مع جدولهم الزمني .
دليل المدارس العربية في المانيا
تأسست عدة مدارس عربية في عدة مقاطعات في ألمانيا نظرًا للطلب المتزايد عليها، خاصةً بعد تجاوز عدد أفراد الجالية العربية في هذا البلد المليون شخص، وتوجد هذه المدارس في مقاطعة برلين .
دليل المدارس العربية في برلين
- مدرسة ابن خلدون لتعليم اللغة العربية في برلين : تأسست هذه المدرسة في برلين عام 1975، وتختص بتدريس اللغة الألمانية والعربية للطلاب المتحدثين بكلا اللغتين. توظف المدرسة معلمين من طبقة اللاجئين الذين يحملون شهادات جامعية، وذلك لتمكينهم من الوصول إلى سوق العمل في ألمانيا. تمتلك المدرسة عدة فروع في مقاطعات ألمانية أخرى .
- أكاديمية الملك فهد بألمانيا : هي مؤسسة سعودية تأسست بألمانيا سنة 2000 في برلين، وتوفر التعليم الابتدائي والثانوي للجالية العربية والإسلامية، واللغة الأساسية للمؤسسة هي العربية، وأنشئت بهدف الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية لأبناء الجالية العربية .
- مدرسة قرطبة للبنين والبنات ببرلين : تعد هذه المدرسة من المدارس المعروفة بنجاعة تعليمها، حيث تقوم بتدريس الطلاب على عدة مستويات، وتقوم بإقامة فعاليات ونشاطات بالتعاون مع بعض المدارس الأخرى، مثل مدرسة ابن خلدون، ويكون الهدف هو تحقيق التعاون الإيجابي في مجال التعليم .
- مدرسة فلسطين : تخصص هذه المدرسة في تعليم اللغة العربية
- مدرسة الرابطة اللبنانية في برلين : كما يوحي اسمها، فإنها مدرسة تأسست من قبل الجالية اللبنانية للحفاظ على الهوية اللبنانية في ألمانيا
- مدرسة النور في برلين : هدف مدرسة النور الأساسي هو الحفاظ على التعاليم الدينية الإسلامية لأبناء الجالية العربية المهاجرة .
- مدرسة الأندلس في برلين : تلقت هذه المدرسة دعما مباشرا من المعهد العربي الثقافي بسبب دورها الفعال والنموذجي في نشر الثقافة العربية وفقا لمعايير معتدلة.
- المعهد الثقافي العربي ببرلين : أسس هذه المؤسسة في عام 1998 من قبل عرب ألمان يهتمون بشؤون العرب واحتياجاتهم، وذلك لتحقيق هذا الهدف النبيل .
المعهد الثقافي العربي ببرلين
اعتمد المعهد شعار “الاندماج المحافظ على الهوية، والهوية القابلة للاندماج”، وذلك لتحقيق أهداف سامية حددها النظام الداخلي وتتمثل في ما يلي:
- المساهمة في دعم التعاون العلمي والثقافي بين ألمانيا والعالم العربي.
- يجب المشاركة الفعالة والواعية في نشاطات وفعاليات الحفاظ على الهوية في إطارها الإنساني وخصوصيتها الثقافية والحضارية.
- المساهمة في إثراء الحياة الثقافية والحضارية للمجتمع الألماني من خلال الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية .
- يتضمن الاندماج الإيجابي المحافظة على الهوية للمواطنين ذوي الأصل العربي في كافة مجالات الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، يعمل المعهد على تنظيم عدة نشاطات وفعاليات بالإضافة إلى تأسيس عدة مشاريع تجاوزت المئة في مجالات مختلفة، كالثقافة والتعليم والتأهيل الوظيفي، وقد عمل المئات من العاملين والعاملات في نجاح هذه المشاريع .
غالبية هؤلاء الأشخاص من أصل عربي، ومن بين هذه الأنشطة تنظيم ورش ومعارض خلال أسابيع مخصصة للثقافة العربية، وتشجيع اللغة العربية كرعاية من بعض المدارس العربية مثل مدرسة الأندلس، وإصدار مجلات متخصصة مثل “كبابل” وأوراق عربية وألمانية، والهدف من ذلك هو تشجيع التنوع الثقافي وقبول الآخر .
المدارس الألمانية للاجئين
وصل عدد اللاجئين في ألمانيا إلى 1.8 مليون لاجئ، وتتمثل جنسياتهم في العرب، بما في ذلك السوريين والعراقيين. نظرا لهذا العدد الكبير، قدمت ألمانيا عددا من الخدمات الاجتماعية مثل الرعاية الصحية وحق العمل والتعليم. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد .
تأسست عدة مؤسسات من ضمنها المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لمساعدة اللاجئين، وتشمل هذه المؤسسات مؤسسات الرعاية النهارية للأطفال “كيتا”، حيث يمكن للأطفال اللعب والتفاعل مع بقية الأطفال والاندماج في المجتمع الألماني وتعلم اللغة الألمانية .
بعد مرور ست سنوات من اللاجئين الأطفال، يمكنهم الوصول إلى المدارس الحكومية، وفي حالة عدم قدرتهم على تعلم اللغة الألمانية، يتم قبولهم أولاً في فصول الاستقبال (Welcome Class)، وخلال هذه المرحلة يتم تأهيل الأطفال في اللغة الألمانية، ومن ثم يمكنهم الالتحاق بالمدارس ليصبحوا جزءًا مفيدًا من المجتمع الألماني.