دعاء قيام الليل مكتوب
دعاء قيام الليل للرزق
تضمنت صلاة قيام الليل العديد من الأدعية، منها ما رواه البخاري عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو: “من قام من الليل فقال: لاإله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: رب اغفر لي، أو قال: دعا، فأجيب له. فإن استقبل الصلاة، فليتوضأ، ثم ليصل ركعتين.
فضل قيام الليل
صلاة الليل لها شأن عظيم في تثبيت الإيمان، والإعانة على جليل الأعمال، وما فيه صلاح الأحوال، والمآل قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ” إلى قوله: ” إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ” [المزمل، الآيات: 1-6]
وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: `أفضل الصلوات بعد المكتوبات – أي الفرائض – صلاة الليل`
وفي حديث عمرو بن عبسة قال صلى الله عليه وسلم: يقول: `أقرب ما يكون الله من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تذكر الله في تلك الساعة فافعل ذلك`
ولأبي داود عنه -رضي الله عنه- قال : في الليل، أسمع -أي يعني أحرى بإجابة الدعاء- قال صلى الله عليه وسلم: `في جوف الليل الآخر، فصل ما شئت، فإن الصلاة فيه مشهودة مكتوبة`
وفي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- قال: `ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة، حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له؟`
فتلخص مما سبق أنّ قيام الليل:
- من أسباب ولاية الله ومحبته.
- تتمثل أسباب ذهاب الخوف والحزن في توالي البشارات بألوان التكريم والأجر العظيم.
- من سمات الصالحين في كل زمان ومكان.
- من بين أهم العوامل التي تساعد في تحقيق مصالح الدنيا والآخرة، وتحقيق أهداف الإنسان الأعلى.
- صلاة الليل هي أفضل صلاة بعد الفريضة، وهي قربة إلى الله ومكفرة للسيئات.
- من بين أسباب إجابة الدعاء وتحقيق ما يرغب به المرء والحصول على الأمان من المكروهات والمحافظة على مغفرة جميع الذنوب.
- نجاة من الفتن وعصمة من الهلاك وتحريم الأمور السيئة.
- من أهم الأسباب للنجاة من النار والفوز بالجنة العالية.
دعاء قيام الليل لقضاء الحاجة
الدعاء طاعة لله، وامتثال لأوامره، والبعد عن غضبه وسخطه، ويقول الله تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”.
ومن روائع دعاء في جوف الليل : اللهم، أرجوك أن تصلح أموري وتقضي ديني وتلبي حوائجي، إنك أنت من شهد لسان كل متكلم بقوتك وقدرتك وبعظمتك وسلطانك، لا إله إلا أنت، أنت السامع المجيب.
الفرق بين الدعاء والسؤال والاستغفار
عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأغْفِرَ لَهُ رواه البخاري، ومسلم.
يشمل لفظ الدعاء كلًا من السؤال والاستغفار، فالسؤال هو طلب النفع سواء كان ذلك نفعًا دينيًا أو دنيويًا، والاستغفار هو طلب اللجوء من شر الذنب وآثاره السيئة. ومع ذلك، تم ذكر الاستغفار بشكل خاص لتوضيح الجانب الخاص في الدعاء مقارنة بالجانب العام.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
يجب أن يتم ذكر لفظ الدعاء أولاً، ثم السؤال والاستغفار، والمستغفر هو المبتاعد، وكذلك السائل هو المدعو، ولكن ذكر السائل يأتي بعد ذكر السائل الطالب للخير، ويتم ذكرهما معًا بعد ذكر الداعي الذي يتحدث عنهما وغيرهما، وذلك للتعبير عن الرحمة والتعاطف.
وقال البدر العيني رحمه الله :
” الْمَذْكُور هَهُنَا : الدُّعَاء وَالسُّؤَال وَالِاسْتِغْفَار .
وَالْفرق بَين هَذِه الثَّلَاثَة :
أَن الْمَطْلُوب: الدافع الأول: إما لتجنب الأذى، والدافع الثاني: إما ديني أو دنيوي، وذلك لجلب الخير .
فَفِي لفظ الاسْتِغْفَار : إِشَارَة إِلَى الأول .
وَفِي السُّؤَال : إِشَارَة إِلَى الثَّانِي .
وَفِي الدُّعَاء : إِشَارَة إِلَى الثَّالِث “.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: إذا قلت: ما هو الفرق بين الدعاء والسؤال؟
قلت: الْمَطْلُوب إِمَّا لدفع غير الملائم، وَإِمَّا لجلب الملائم، وَذَلِكَ إِمَّا دُنْيَوِيّ وَإِمَّا ديني .
فالاستغفار ، وَهُوَ طلب ستر الذّنب : إِشَارَة إِلَى الأول .
وَالسُّؤَال : إِلَى الثَّانِي .
وَالدُّعَاء : إِلَى الثَّالِث .
أو الدُّعَاء : مَا لَا طلب فِيهِ ، نَحْو قَوْلنَا: يَا الله يَا رَحْمَن .
وَالسُّؤَال : هُوَ للطّلب .
هل المقصود واحد، وأن تختلف العبارات لتحقيق وتأكيد القضية؟
وقد وردت زيادات أخرى:
فعند الإمام أحمد في “المسند” : هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ؟ .
وعنده أيضا في “المسند” : من هو الذي يطلب رزقه مني فأرزقه؟ من هو الذي يطلب مني كشف الضرر عنه فأكشفه عنه؟ .
يتم استخدام أسلوب الإطناب هنا بذكر الخاص بعد العام لتأكيد أهمية ما تم ذكره، ولزيادة الحث على الدعاء، وهذا ما يعجب كل مستمع لهذا الحديث؛ حيث يشعر بأهمية الدعاء في هذا الوقت ويدرك فضله بشكل أكبر عند سماعه للحديث بتمامه.
كيفية قيام الليل
هناك العديد من الأدعية التي يمكن قولها في صلاة قيام الليل، ومنها ما قاله النبي “صلى الله عليه وسلم” عندما قال: “عندما ينهض أحدكم في الليل للصلاة فليبدأ بركعتين خفيفتين”، وذلك لأن ركعتين البداية تساعد على التخلص من الكسل بالجسد الذي قد يكون بسبب النوم.
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ صَلاَةِ اللَّيْلِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- “صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خَشِىَ أَحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى”.
قوله: يعني المثنى مثنى أي ركعتان ركعتان، ويسلم بعد كل ركعتين، ويؤدي الوتر بركعة واحدة، ويجوز الوصل بين الركعتين كما ذكرت الأحاديث الصحيحة.
ويكون وقت قيام الليل في آخر الليل، حيث قالت عائشة رضي الله عنها: `كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام في أول الليل، ويقوم في آخره ليصلي`
ومن الممكن أن يؤدي الصلاة في أي وقت من الليل. قال أنس -رضي الله عنه-: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفطر في شهر رمضان حتى يظن الناس أنه لا يصوم، ويصوم حتى يظن الناس أنه لا يفطر شيئا. وكان لا يمكنك أن تراه صائما في الليل إلا إذا رأيته، ولا نائما إلا إذا رأيته.” قال الحافظ: لم يكن له وقت محدد للقيام بالتهجد، بل كان يفعل ذلك حسب ما يسهل عليه.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم له: `أحب الصلاة إلى الله، صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله، صيام داود. وكان داود ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، ويصوم يوما ويفطر يوما
قال المهلب: كان داود عليه السلام ينام في أول الليل، ثم ينهض في الوقت الذي يستجيب الله فيه لمن يسأل، ثم يعود للنوم بعد ذلك ليستريح من التعب الذي يشعر به من القيام في الليل، ومن الاستفادة من هذه العادة هي استيقاظ مبكر لصلاة الفجر والذكر النهاري بنشاط.