دعاء تحصين المريض قبل دخول العملية
معنى الدعاء
في اللغة، الدعاء هو الطلب، وفي الاصطلاح الشرعي، الدعاء هو التوجه إلى الله في الأمور التي يحتاجها الفرد لإصلاح دنياه وآخرته، ولا يستغني بشر عن الاستعانة بالله وطلب العون، في أحدهما أو كلاهما معًا، لذا فإن المرض ابتلاء وكرب يشرع معه الدعاء بل إنه يجب.
دعاء لتحصين المريض قبل دخول العملية
لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أي أدعية قبل الخضوع للعمليات الجراحية، ولم يذكر العلماء شيئا عن العمليات لأنها مسألة جديدة غير موجودة في عهد النبي، ولكنها بالتأكيد تندرج تحت فئة المرض والحاجة إلى الله، لذا أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالاستعانة بالله والدعاء له، وفي هذا السياق يمكن لأقارب المريض أن يدعوا لهم بالدعاء: `اللهم أنزل رحمتك وشفاء من شفائك عليه`، وهذا حديث للنبي يتضمن ذلك
“من اشتكى منكُم شيئًا أو اشتكاهُ أخٌ له فليقلْ ربَّنا اللهُ الذي في السَّماءِ تقدَّس اسمُك أمرُك في السَّماءِ والأرضِ كما رحمتُك في السَّماءِ فاجعلْ رحمتَكَ في الأرضِ اغفرْ لنا حُوبَنا وخطايانا أنت ربُّ الطَّيِّبينَ أنزِلْ رحمةً وشفاءً من شفائِك على هذا الوجعِ فيبرأُ” رواه أبو الدرداء المحدث : ابن حجر العسقلاني والمصدر : تخريج مشكاة المصابيح.
فضل الدعاء
يروون العلماء أن الدعاء هو أفضل أنواع العبادة، وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “الدعاء هو العبادة”، كما ذُكر في القرآن الكريم آيات عن فضل الدعاء
- قال تعالى: وإذا سألك عبادي عني، فإني قريب. أجيب دعوة الداع إذا دعاني، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي، لعلهم يرشدون” [البقرة: 186]. وقال الله تعالى: “أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض. أإله مع الله قليلا ما تذكرون” [النمل: 62]. وقال تعالى: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم. إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين” [غافر: 60]. وقال تعالى: “واسألوا الله من فضله” [النساء: 32].
- وفي أقوال العلماء عن الدعاء قول الخطابي رحمه الله “معنى الدعاء استدعاء العبدِ ربَّه عز وجل العنايةَ، واستمدادُه منه المعونة، وحقيقته إظهار الافتقار إلى الله تعالى، والتبرّؤ من الحول والقوة، وهو سمة العبودية واستشعارُ الذلة البشريَّة، وفيه معنى الثناء على الله عز وجل، وإضافة الجود والكرم إليه.
دعاء المريض لنفسه قبل العملية
مرور المسلم بأي ابتلاء أو كرب مثل مروره بأي شيء آخر في الحياة، ولذلك يحتاج إلى رحمة ومعونة الله تعالى، وإذا كان المسلم يستعد لعملية جراحية فله أن يدعو لنفسه بهذا الدعاء: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرضوَلا في السماء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك
دعاء للمريض
أمر النبي صلى الله عليه وسلم لمن يزور مريضا هو أن يدعو له بالشفاء، ومن هذه الأدعية التي يدعو بها للمريض هي ما جاء في هذا الحديث الشريف
فقد روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: “كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ، يَمْسَحُ بِيَدِهِ اليُمْنَى وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا». وروى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَعُودُ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَيَقُولُ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَسْأَلُ اللَّهَ العَظِيمَ رَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ. إِلاَّ عُوفِيَ»، وروى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنِ ابْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إذَا جَاءَ الرَّجُلُ يَعُودُ مَرِيضًا، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ يَنْكَأُ لَكَ عَدُوًّا، أَوْ يَمْشِي لَكَ إِلَى جَنَازَةٍ”.
ماذا يُقال للمريض قبل العملية
عندما يتم دخول المريض قبل العملية، يفضل أن يتم موجبه بعض الكلمات التي تحمل التفاؤل وتنشر روح الأمل، وأن يدعى له بالخير والشفاء وتخفيف معاناته، ورفع التوتر والقلق اللذين يعاني منهما قبل هذه الخطوة. فحتى في العمليات غير الخطيرة، فإنها تشكل مصدر قلق، ويذكر المريض بقدرة الله سبحانه وتعالى، كما جاء في الآيات، أن الشافي هو الله عز وجل، فقد قال تعالى: `وإذا مرضت فهو يشفين` سورة الشعراء: 80
دعاء الخوف من العمليات
يدخل الخوف من العمليات في باب الخوف والكرب، لذلك يرفع دعاء ذي النون والاستغفار الخوف ويبث الطمأنينة، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم
- في دعاء ذي النون “دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، إِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ بِهَا”. رواه أحمد في المسند, والحاكم في المستدرك وغيرهما, وصححه الألباني.
- أما في الاستغفار فقد قال الله عز وجل في محكم آياته ” فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) ” سورة {نوح}.
رقية المريض
تعتبر رقية المريض شيئاً مستحباً، إذا استخدمت الرقية الشرعية الصحيحة، وذلك لأنها تفيد المريض والمحسود وغيرهم، على شرط أن تكون باللغة العربية، وأن تتضمن صفات الله وأسمائه التي وردت في القرآن أو ذكرها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يؤمن المرء بأنها لا تشفي إلا بإذن الله.
الآيات والأدعية الواردة في رقية المريض
تشرع رقية المريض بآيات وأدعية كما ورد عن النبي فهي تفيد في الأمراض والعين والحسد والسحر وتكون الرقية بسورة الفاتحة لأن هذه السورة تحوي بين آياتها من الثناء على الله والإخلاص لله والاستعانة بالله سبحانه وتعالى فهي أعظم سور القرآن ويستحب هنا عند رقية المريض الاستفتاح بقوله بسم الله لما ورد عن النبي في هذا الحديث:
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ “يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟ فَقَالَ: ((نَعَمْ)) قَالَ: بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللهُ يَشْفِيكَ بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ”. رواه الترمذي ومسلم.
يضع المريض يده على مكان الألم ويقول بسم الله ثلاث مرات، ثم يقول أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبع مرات.
- وعن عثمان بن أبي العاص – رضي الله عنه – : أشتكى إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من وجع يشعر به في جسده، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: `ضع يدك على الموضع المؤلم في جسدك وقل: بسم الله ثلاث مرات، وقل سبع مرات: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر.` قال: ففعلت. فأزال الله ما كان بي. رواه مسلم .
- يصح الرقية بسورة الإخلاص والمعوذتين وآية الكرسي وآخر آيتين من سورة البقرة.