دعاء المضطر
في العديد من الأوقات والظروف في الحياة الدنيا، يتوجه العبد إلى ربه بالدعاء ليحسن أموره ويصلحها، مثلما يقول الإنسان عندما يحتاج إلى رزقه. ويعتبر دعاء الرزق هو الدعاء الذي يطلب فيه الإنسان الرزق من الله. وعندما يكون الإنسان في حالة اضطرار وحاجة، فإن ذلك يجلب صدق نيته وإخلاصه في معظم الأحيان. ولذلك، عندما يتوجه العبد إلى الله بالدعاء وهو في هذه الحالة الصادقة والمؤمن بها والمحتاج إلى رحمته، فإن الله يستجيب لهذا الدعاء بإذنه تعالى، تماما كما حدث في قصة أصحاب الغار الذين دعوا الله، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: `أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض، أإله مع الله، قليلا ما تذكرون`.
ادعية المضطر
يوجد العديد من الحالات التي يحتاج فيها الإنسان إلى الدعاء، وفي هذه الحالات يلجأ إلى أدعية المضطر المخصصة لحالته، وتشمل هذه الحالات:
دعاء المضطر لسداد الدين
عندما تصبح الديون ثقيلة على الإنسان ولا يملك قوة أو قدرة، يلجأ إلى الله تعالى ليعينه على سداد ديونه. وقد قالت عائشة رضي الله عنها: أخبرها والدها سيدنا أبو بكر الصديق – رضي الله عنه: هل أعلمك دعاء علمنيه النبي صلى الله عليه وسلم؟ ولو كانت عليك دينا مثل جبل أحد، لقضاه الله عنك. فقالت الدعاء وهو: `اللهم فارج الهم وكاشف الغم، مجيب دعوة المضطرين، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، أنت ترحمني فارحمني برحمة تغنيني بها عن سواك.
وقد ورد أن الرسول صلّ الله عليه وسلم قد قال لأبي أمامة “أفلا أعلمك كلامًا إذا قلته أذهب الله عنك همّك وقضى دينك ، قل إذا أصبحت وأمسيت : اللهم إني أعوذ بك من الهمّ والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال” ، قال أبو أمامة : “فقلت ذلك فأذهب الله همّي وقضى ديني”.
دعاء المضطر لتفريج الهم
قد يشعر الإنسان بالضيق أو الحزن أو الهم الذي يؤلمه كثيرًا ؛ فيتضرع إلى الله تعالى بالدعاء ليفرج همه ويزيل كربه ، وقد ورد عن الرسول صلّ الله عليه وسلم أنه ذكر دعاء لتفريج الهم في قوله ” يا الله، إنني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ممشى في حكمك، عادل في قضاؤك، أسألك باسم كل اسم يكون لك، اسميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أخفيته في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وتصفية حزني، وازواج همومي” ، كما ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : علّمني رسول الله عليه الصلاة والسلام : أنه إذا نزل بي كرب أن أقول “لا إله إلاّ الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، تبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين”.
دعاء المضطر للشفاء من الأمراض
عندما يصاب الإنسان بالمرض والضعف، يلجأ دائما إلى الله تعالى ويحتاج بشدة إلى رحمته. ومن الأدعية المأثورة للشفاء أن يضع الإنسان يده اليمنى على موضع الألم ويدعو قائلا: `بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم اذهب البأس رب الناس واشف، فإنك الشافي لا يوجد شفاء إلا بشفائك، شفاء لا يترك سقما.
دعاء المضطر لقضاء الحاجة
الإنسان دائما وأبدا بحاجة إلى الله تعالى في جميع جوانب حياته. يحتاج أحيانا للدعاء لتحقيق احتياجاته. وقد روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لرجل أعمى يشكو فقدان بصره: `اذهب وتوضأ وصل ركعتين، ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أستشفع بك لدى ربي في بصري`. ذكر عثمان بن حنيف أن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال: `بمجرد أن قام الرجل بذلك، عاد وكأنه لم يكن بصره يعاني من أي ضرر على الإطلاق`. ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم: `إن كان لديك حاجة، فافعل مثل ذلك`.