دعاء القنوت في صلاة الفجر
ما هي صيغة دعاء القنوت وفي أي الصلوات يقال
صيغة دعاء القنوت عند الشافعي رحمه الله: اللهم، اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت”. وروى الشافعي هذا الدعاء عن الخلفاء الأربعة بالإجماع، رضي الله عنهم.
الصلوات التي يقال فيها القنوت :
- في صلاة الصبح، روى الحاكم في المستدرك بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الثانية من صلاة الصبح، كان يرفع يديه ويدعو بهذا الدعاء: `اللهم اهدني…` والإمام يدعو به بصيغة الجمع كما رواه البيهقي بصيغة الجمع.
- يجوز الصلاة بصلاة الوتر والنوافل في جميع الصلوات عندما يكون المسلم مصابًا ببلاء، ويقنت في الصلوات الخمس كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قتل القراء في حادثة بئر معونة، وقنت شهرًا بعد ذلك.
- في صلاة الوتر فقط يتم قراءة قنوت الوتر، أما في حالات الكوارث والمصائب، فيتم قراءة قنوت الصلوات الخمس. ويتم قراءة قنوت الصلاة قبل ركوع الركعة الأخيرة. والإمام مالك أبو حنيفة يتفقان في موضع الدعاء قبل الركوع، ولكنهما يختلفان في قولهما بأن قنوت الصبح يتم قراءتها سرا. وصيغة الدعاء عند أبي حنيفة هي: “اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونثني عليك بكل خير، نشكرك ولا نكفرك، ونترك من يعمل بما يغضبك. اللهم إياك نعبد، وإليك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك للكفار محق.
- وفقًا للحنابلة، لا يوجد قنوت إلا في صلاة الوتر بعد الركوع وفي صلاة النوازل .
ما حكم القنوت في صلاة الفجر
القنوت في صلاة الفجر بإستمرار من غير داعي أو سبب شرعي لذلك فهو مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يقنت في صلاة الفجر بشكل مستمر بدون سبب شرعي، وثبوت القنوت في الفرائض في السنة كان عند توافر السبب للقنوت، وقد ذكر العلماء أنه صلى الله عليه وسلم كان يقنت في الفرائض فقط في حالة نزول نازلة بالمسلمين تستدعي ذلك، ولم يكن يختص صلاة الفجر فقط لهذا بل كان يقنت في جميع الصلوات.
يختلف أهل العلم في تحديد من هو الشخص الذي يجوز وصفه بالقانت، هل هو ولي الأمر، أم أنه ينبغي أن يكون بصحبة مجموعة من الناس في المسجد، أم يمكن أن يكون بمفرده
- يوجد من يعتقد أن القنوت في الصلوات الإضافية للمصائب والنوازل مقصور على ولي الأمر فقط، ويستدلون بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي كان يقنت، ولم يكونوا يعرفون أن غيره كان يقنت في نفس الوقت.
- يعتقد بعض الناس أن كل إمام مسجد ينبغي له أن يقنت، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في صفته كإمام المسجد، وقد قال صلى الله عليه وسلم: `صلوا كما رأيتموني أصلي`.
- يقول البعض `إذا قنط كل منا منفردًا، فإن البلاء يصيب المسلمين جميعًا، والمسلمون مثل جسد واحد، إذا اشتكى عضوٌ منه تداعى له سائر الجسد`.
الرأي المسود بشأن القنوت هو أنه يجوز لولي الأمر وأئمة المساجد ولكل مصلٍ على حدة القنوت، ولكن القنوت المستمر في صلاة الفجر بدون سبب شرعي هو مخالف لسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.
ما رأي المذاهب الأربعة في القنوت
رأي المذاهب الأربعة في القنوت كما يلي:
- المالكية : يتم قراءة القنوت فقط في صلاة الفجر ولا يتم قراءته في صلاة الوتر أو أي صلاة أخرى.
- الشافعي : يتم قراءة القنوت في صلاة الوتر فقط، ولا يتم القنوت في صلوات أخرى غير صلاة الوتر، باستثناء صلاة الفجر وغيرها من الفروض في حالة وقوع نازلة على المسلمين، ويتم القنوت في نصف الشهر الأخير من رمضان فقط.
- الأحناف : يتم قراءة القنوت في الصلوات الوترية فقط وليس في غيرها، باستثناء حالات الكوارث والمحن التي يتم قراءة القنوت في صلاة الفجر خاصةً، حيث يقرأ الإمام القنوت ويؤمن المأمومون خلفه دون أن يقرأ الفرد القنوت.
- الحنابلة : يتم قراءة القنوت في الصلاة الوتر فقط، ولكن في حالة حدوث النوازل والمصائب يتم قراءته في الصلوات الفريضة باستثناء صلاة الجمعة، وقد قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: “لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في قنوت الوتر قبل الركوع أو بعده شيء
والرأي الراجح أنه لا قنوت في الفرائض إلا في حالة حدوث مصيبة أو نزول النوازل بالمسلمين، ولم يرد في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قنت في الوتر، لكن ورد أنه علم الحسن بن علي رضي الله عنهما كلمات يقولها في قنوت الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت إلى آخر الدعاء ، وقد صحح هذا بعض أهل العلم فإن قنت فحسن وإن ترك فحسن.
ما هو حكم القنوت في الفرائض
لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أداء القنوت في الفرائض إلا في ظروف محددة. قام صلى الله عليه وسلم بأداء القنوت لمدة شهر يدعو فيه على قتلة السبعين قارئا الذين أرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قام بأداء القنوت لنصرة المستضعفين من المسلمين في مكة حتى وصلوا إلى المدينة. كان صلى الله عليه وسلم يؤدي القنوت في هذه الأحوال فقط وذكر في السنة أنه كان يؤدي القنوت في صلاة الفجر والمغرب.
فيما يتعلق بالحنابلة، قالوا إنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي قنوتا عندما يحدث الأمور العاجلة للمسلمين في جميع الفرائض، باستثناء صلاة الجمعة، واعتبروا ترك قنوت صلاة الجمعة بالاكتفاء بدعاء الخطبة، وأن القنوت يكون مخصصا للإمام فقط وليس لغيره إلا إذا وكله الإمام، وقد استدلوا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قنوتا ولم يأمر أمته بالقنوت، ولم يرد في السنة أن المساجد في المدينة كانت تصلي قنوتا في نفس الوقت الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فيه.
والقول الراجح : يقنت ولي الأمر، ويجوز قنوت غيره من أئمة المساجد، ويجوز قنوت كل مسلم على حدة.
بالنسبة لعدم أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بالقنوت، فقد قام النبي صلى الله عليه وسلم بفعله في السابق، وبما أنه أصبح سنة يجب الاقتداء بها، فنحن مأمورون بالاقتداء به. قال الله تعالى: `لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا` (الأحزاب: 21).
ما يفعله الإنسان من العبادة هو أمر يعود إليه ويعتمد على اجتهاده. عندما يرون وجود حادثة تستحق القنوت في صلاة المسلمين، يقومون بالقنوت لها دون أي مشكلة. قال الرسول عليه الصلاة والسلام: `المؤمنون مثل جسد واحد، إذا أصابه عضو بالألم، تداعى له بقية الجسد بالحمى والسهر`. بشكل عام، القنوت في الفرائض غير مشروع ما لم يكن هناك سبب يستدعي ذلك، سواء كان في صلاة الفجر أو غيرها من الصلوات الفرضية. إذا حدثت حادثة تنزل على المسلمين، يجوز لهم أن يقوموا بالقنوت في صلاتي الفجر والمغرب. إذا قاموا بالقنوت في جميع الفرائض، فلا مانع في ذلك وفقا لبعض أهل العلم. إذا انتهت هذه الحادثة، يتوقفون عن القنوت.