دراسة : فهم بيولوجيا الطفيليات قد يساعد في وقف انتقال الملاريا
أحرز باحثون من المعهد السويسري للأمراض الاستوائية والصحة العامة تقدمًا هامًا في فهم كيفية تحول طفيليات الدم في مرض الملاريا إلى التحول والانتقال إلى البشر الآخرين، وهذه المعرفة أساسية للبحث المستقبلي الذي يهدف إلى وقف انتقال الملاريا .
يمكن أن يساعد الفهم الجديد لبيولوجيا الطفيليات في وقف انتقال الملاريا
تتكاثر طفيليات الملاريا لا جنسيا في مجرى الدم البشري، مما يسبب العدوى المزمنة وجميع المضاعفات المرتبطة بهذا المرض المدمر، وخلال كل جولة من جولات عملية التكاثر، تتطور نسبة صغيرة من الطفيليات إلى خلايا غير مقسمة بدلا من ذلك، وتعد الخلايا العضلية ( Gametocytes ) مسببة للعدوى بالنسبة للبعوض، ولذلك فهي حافز لنقل الملاريا إلى البشر الآخرين، لذا فإن فهم كيف يمكن لطفيليات الملاريا أن تتحكم في التحول إلى إنتاج الخلايا العرسية أمر أساسي لدعم تطوير التدخلات العلاجية التي يمكن أن تمنع انتقال الملاريا .
كيفية تغيير وتحويل طفيليات الملاريا بهذه الطريقة
يتم التحكم في ما إذا كان الطفيل يستمر في التكاثر أو يتطور إلى مجموعة من الخلايا عن طريق مفتاح جزيئي، وقد أظهر منشور حديث في الخلايا أن هذا المفتاح يستجيب لجزيء دهني موجود في دم الإنسان يطلق عليه ” lysophosphatidylcholine “، والذي يعرف اختصارا بـ ” LPC “، وتحت التركيزات العالية للـ LPC، تتكاثر الطفيليات ، وتستهلك LPC لبناء أغشية جديدة، وعندما تنخفض تركيزات LPC كما يحدث أثناء العدوى الحادة، تتحول الطفيليات إلى خلايا عرسية لتأمين انتقالها إلى المضيف البشري التالي .
حول الدراسة
اكتشف الباحثون في المعهد السويسري للأمراض الاستوائية والصحة العامة (Swiss TPH) بروتينا طفيليا يدعى (GDV1)، والذي يلعب دورا هاما في تنشيط مفتاح التحويل للخلايا العاقلة. وقال تيل فوس، مؤلف الدراسة ورئيس وحدة تنظيم الجينات المتعلقة بالملاريا في معهد TPH السويسري: “يعمل GDV1 بشكل أساسي على إعادة برمجة التعبير الجيني في الطفيليات، مما يساهم في تطور الخلايا العاقلة .
اكتشافات الدراسة
أظهرت الدراسة الجديدة أن GDV1 ينتج فقط في الطفيليات الموجهة للتطور إلى الخلايا العرسية في مضاعفة الطفيليات، ويمنع الجزيء المثبط التعبير عن GDV1. وقال مايكل فيلارسكي، المشارك الرئيسي في هذه الدراسة والذي يعمل كعالم في معهد TPH السويسري: “لقد دهشنا عندما لاحظنا أن جميع الطفيليات أصبحت تعبر عن بروتين GDV1 بعد تعطيل الجزيء المثبط باستخدام تقنية CRISPR-Cas9.” ومن بين النتائج الأخرى الهامة لهذه الدراسة هو إنتاج LPC الذي يثبط GDV1 بشكل مماثل، وفوس يختتم حديثه قائلا: “نحن ندخل المسار الجزيئي الذي ينقل محفزا بيئيا إلى الطفيل لتنشيط تطور الخلايا العرسية .
المعرفة الأساسية هي أداة جديدة للتحقيق في المستقبل
يوجد حاجة عاجلة للأدوية واللقاحات التي تستهدف الخلايا الوراثية للوصول إلى الهدف المعلن وهو القضاء على الملاريا تماما. وقد صرح تيل فوس: “على الرغم من أن دراسة فريقنا لم تقدم حلولا فورية للعلاجات الجديدة، إلا أنها أضاءت على الآليات المسؤولة عن إنتاج الخلايا الجنسية، وإذا تمكنا من منع هذه الآلية أو القضاء على الخلايا الجنسية تماما، فقد نقترب خطوة مهمة من وقف انتقال الملاريا .
بفضل المعرفة الجديدة التي حصل عليها علماء معهد TPH السويسري، يمكنهم الآن إنتاج كميات كبيرة من الخلايا العرسية في المختبر. قال مايكل فيلارسكي: `إن البحث عن الخلايا العرسية يؤكد حقيقة أنها عادة ما تنشأ في أعداد صغيرة جدا، والآن نحن قادرون على تهنيج الطفيليات وتعديلها وراثيا لإنتاج كميات هائلة من هذه الخلايا. ونأمل أن تكون هذه الطفيليات مفيدة ليس فقط في الأبحاث الأساسية المستقبلية، ولكن أيضا في الأبحاث التطبيقية في هذا المجال .
المصدر : ساينس ديلي