دراسات حديثةصحة

دراسة طبية سعودية علاقة زواج الأقارب بالأمراض الوراثية

في اسم الله الرحمن الرحيم (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) يقول الله العظيم صدقه أنه دعانا بمختلف الطرق لحفظ أنفسنا من كل ما يضر صحتنا، وعلى الرغم من ذلك، يمكن للإنسان أن يضر نفسه باتباعه لما ليس مستحبا ويؤدي إلى تداعيات خطيرة في المستقبل. ومن بين العادات المشهورة والمعروفة منذ القدم هو زواج الأقارب، وهو سمة مميزة تميزت بها العائلات، خاصة في المجتمعات الشرقية وبعض المجتمعات العربية. وعلى الرغم من أن الدلائل الطبية تشير إلى خطورة زواج الأقارب، إلا أن الإنسان لا يزال عالقا في اعتقاده أنه يتنافى مع عاداته وتقاليده وتقاليد الأسرة التي نشأ وتربى فيها. وقد قدم هذا المقال أحدث الدراسات الطبية التي أجريت في المملكة العربية السعودية، حيث بذل أبناؤها وأطباؤها قصارى جهدهم لتقديم نتائج ودراسات تعود بالفائدة على الجميع. تتناول هذه الدراسة الطبية المميزة خطورة زواج الأقارب كعامل رئيسي بنسبة تصل إلى 80% وأكثر في الأمراض الوراثية.

الأمراض الوراثية: المرض الوراثي هو المرض الذي يصاب به الإنسان نتيجة لوجود خلل أو عدم توازن في جيناته أو ارتفاع عدد الكروموسومات. ينتقل المرض الوراثي من جيل إلى آخر، وهي الأمراض التي يورثها الأطفال من الآباء. إذا كان الأب مصابا بمرض ما، فمن المحتمل أن يولد الطفل مصابا بنفس المرض.

وقائع الدراسة الطبية السعودية حول العلاقة بين زواج الأقارب والأمراض الوراثية:
أجرت الدراسة الطبية السعودية تقريبا 1000 حالة لمتابعتها في مستشفى جامعة الملك بن عبد العزيز بجدة. وأشارت الدكتورة جمانة يوسف، مديرة مركز الأميرة الجوهرة البراهيم، الذي يعد أحد أبرز المراكز الطبية في البحث عن الأمراض الوراثية في المملكة العربية السعودية، إلى أنها تعمل على الحد من انتشار الأمراض الوراثية من خلال التشخيص المبكر وتقديم الرعاية الشاملة للسيدات الحوامل بهدف إنجاب أطفال أصحاء بمشيئة الله تعالى. وأوضحت المديرة أن نسبة كبيرة من العينة متشابهة في مناطق المملكة العربية السعودية ودول الخليج والعديد من الدول العربية، وتشترك جميعها في أن سبب الأمراض التي يشتكون منها يعود في الغالب إلى زواج الأقارب، حيث ينتقل إليهم مجموعة من العوامل الوراثية. ووصلت نسبة الإصابة بالأمراض الوراثية إلى 80% من إجمالي عدد العينة السابقة. وأشارت الدراسة إلى أهم الأمراض الوراثية التي يتم نقلها إلى الأطفال، وهي مرض يعرف باسم الفعة السائدة ومرض آخر يعرف باسم اختلاف الكروموسومات. وكانت نسبة 15% من العينة السابقة مصابة بمرض اختلاف الكروموسومات، ونسبة 7.5% مصابة بمرض الفعة السائدة. وأوضحت هذه الدراسة المفصلة أيضا أهم أنواع التشوه الخلقي التي يعاني منها الأطفال نتيجة العوامل الوراثية

أنواع التشوهات التي يصاب بها الطفل والسن المناسب للحمل :
يؤدي تشوه القلب إلى حدوث تغيرات في التشكيل وأيضا اضطرابات وخلل في الجهاز العصبي. وأشارت الدراسة والباحثون إلى أن العمر المناسب للحمل للنساء يتراوح بين 12 و 35 سنة، أما بالنسبة للرجال فإن العمر المناسب للحمل يتراوح بين 25 و 45 سنة. في هذه الفترات يكون خطر تعرض الجنين لهذه الأمراض أقل، لذلك من غير الصحيح الحمل عندما يكون عمر الأم أو الأب أكبر من الأعمار المذكورة في نتائج الدراسة. وأوضحت الدراسة التي أجريت بقيادة الطبيبة جمانة بعض الخصائص المشتركة التي تتواجد في الأطفال المصابين بهذه الأمراض.

مجموعة السمات المرضية لهؤلاء الأطفال
يعانوا من تأخر في نمو طولهم وتأخر في قدرتهم على الاستيعاب والفهم، وهم أكثر عرضة للسمنة بعد أن يبلغوا عامين، وهذا يؤثر على مستقبلهم، لأنه يسبب صعوبات في الحركة والتعلم، ويعيشون محرومين من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي مثل الأطفال الأصحاء. وأشارت الدراسة إلى ضرورة الانتباه للأطفال ومتابعة الأم في مرحلة الحمل للكشف عن أي خلل أو حالة مستقرة، لكي يتمكن الآباء والأطباء من فحص الحالة في مرحلة مبكرة حتى لا تزيد احتمالية الإصابة والتعرض لمثل هذه الأمراض الخطيرة. ومن بين الأمراض التي يتعرض لها الأطفال أيضا مرض خطير جدا يعرف باسم متلازمة داون. واتفق الأطباء على أن السبب في إصابة الأشخاص بمتلازمة داون يكون نتيجة زيادة غير طبيعية في عدد الكروموسومات. وأوضحوا أن مخاطر هذه المتلازمة تتجلى في تأثيرها الضار على صحة المصابين، مثل ضعف القدرة على السمع وضعف أداء الجهاز المناعي في مقاومة الأمراض، بالإضافة إلى تخمر الغدة الدرقية. وكل هذا، بالإضافة إلى مشاكل أخرى، يسبب معاناة شديدة للطفل وأسرته، وقد يستمر هذا المعاناة طوال الحياة، حيث لا يستطيع الطفل القيام بحياته بشكل طبيعي مثل غيره من الأطفال.

خلاصة الدراسة: لكل مرض دواء، ولكن يجب أن يتم التعامل مع هذا النوع من التجربة المريرة بحذر شديد، وتجنب تعريض أطفالك لها. يمكن أيضا تقليل خطورتها إلى الحد الأدنى من خلال المتابعة والفحص الدوري والعناية الطبية

ماذا يجب علينا : يجب علينا التثقيف والتوعية، والتخلي عن هذه العادات الموروثة، وأخذ النصائح، والاستفادة من تجارب السابقين، وإجراء الكشوفات الطبية قبل الزواج وإجراء جميع الفحوصات الطبية، فقد تكون سببا في إنقاذنا من تعذيب أرواح بريئة لا ذنب لها.

تمثل هذا النوع من الأبحاث يمثل محطات للعلم، وقد جاءت واحدة من أحدث الدراسات الطبية من المملكة العربية السعودية، التي تتميز دائمًا وأبدًا بأنها غنية بعلمائها وأطبائها، وتسهم في توفير كل ما هو جديد ومفيد لنا. حفظنا الله وعافانا من جميع الأمراض بإذنه تعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى