دراسة : زيادة خطر الموت 50 % عند التعرض لخسارة مالية
تشير دراسة جديدة إلى أن فقدان المال المفاجئ، خاصة في منتصف العمر أو بعد ذلك، يرتبط بزيادة كبيرة في خطر الوفاة. عندما يفقد الأشخاص جزءا كبيرا من ثروتهم الإجمالية خلال فترة عامين، فإن هناك احتمالية بنسبة 50٪ أن يموتوا خلال العشرين سنة التالية. وتعاني أكثر من 25٪ من الأمريكيين من صدمة مالية خلال العشرين سنة المشمولة في الدراسة. وتعتبر هذه الدراسة أول نظرة على الآثار الطويلة الأجل لتعرض الأشخاص لخسارة مالية كبيرة .
يزيد خطر الوفاة بنسبة 50٪ عند التعرض لخسارة مالية
يرتبط فقدان المال المفاجئ في منتصف العمر أو أكبر، مع زيادة خطر الوفاة بشكل كبير، وفقا لدراسة جديدة تمت في جامعة نورث وسترن و جامعة ميشيغان، حيث وجدت الدراسة أنه عندما يفقد الناس 75 في المائة أو أكثر من ثروتهم الإجمالية خلال فترة عامين، فمن المرجح أن يموتوا بنسبة 50 في المائة خلال العشرين سنة القادمة .
حول الدراسة
قالت لينداي بول وهي أستاذة مساعدة في الطب الوقائي بكلية الطب في جامعة نورث وسترن في فينبيرج: ” وجدنا أن فقدان المدخرات له تأثير عميق على صحة الإنسان على المدى الطويل، إنها قضية شائعة جدا، ولم تكن مقتصرة على مجموعة قليلة من الأفراد، ولكن أكثر من 25 في المائة من الأمريكيين تعرضوا لصدمة ثروة خلال العشرين سنة من الدراسة.“، وعلى الرغم من ارتفاع معدل التوفير خلال فترة الركود الكبيرة، إلا أن الأمريكيين في منتصف العمر وكبار السن فقدوا مدخراتهم على مدى 20 سنة، بغض النظر عن المناخ الاقتصادي العام، يجدر بالذكر أن هذه الدراسة نشرت في الثالث من أبريل الحالي في JAMA، وهي الدراسة الأولى التي تنظر إلى التأثيرات طويلة الأجل للتعرض لخسارة مالية كبيرة .
تصريحات كارلوس مينديز دي ليون، كبير الباحثين
قال كبير الباحثين كارلوس مينديز دي ليون أستاذ علم الأوبئة والصحة العامة في كلية الصحة العامة بجامعة ميشيغان: `نتائجنا تقدم دليلا جديدا على وجود عامل اجتماعي محتمل مهم للصحة، ولم يتم التعرف عليه حتى الآن، وهو: فقدان الثروة المفاجئ في منتصف العمر أو في مرحلة ما بعد النضج الأكبر قليلا.` وقد قامت الدراسة أيضا بتحليل مجموعة من الأشخاص ذوي الدخل المنخفض الذين لا يمتلكون ثروة متراكمة، والذين يعتبرون ضعفاء اجتماعيا من حيث صحتهم، وكان خطر ارتفاع معدل الوفيات على مدى 20 عاما 67 في المائة .
تصريحات الباحثة لينداي بول
قالت بول : ” النتيجة الأكثر إثارة للدهشة هي أن امتلاك الثروة وخسارتها يكاد يكون سيئا للغاية بالنسبة للعمر المتوقع، أكثر من عدم امتلاك ثروة أبدا “، وقد يكون السبب المحتمل لزيادة خطر الموت مضاعفة، وقالت بول : ” هؤلاء الناس يعانون من خسائر في الصحة العقلية بسبب الخسائر المالية، فضلا عن التراجع عن الرعاية الطبية لانهم لا يستطيعون تحمل تكاليفها ” .
ما استندت إليه الدراسة
تستند الدراسة الجديدة إلى الأبحاث السابقة في أعقاب الركود العظيم من عام 2007 إلى أوائل عام 2010، ودرست هذه الدراسات الآثار الصحية على المدى القصير، مثل الاكتئاب وضغط الدم وغيره من علامات الإجهاد التي تغيرت مع تباطؤ الظروف المالية للناس، واستندت الدراسة على بيانات من دراسة الصحة والتقاعد من المعهد الوطني للشيخوخة (NIA)، وبدأت الدراسة الطولية في عام 1992 وهي تتبع مجموعة تمثيلية من البالغين في الولايات المتحدة الامريكية تبلغ من العمر 50 عاما وأكثر كل عامين، وتم تضمين أكثر من 8000 مشارك في دراسة نورث وسترن .
وتقول بول : ” هذا يدل على الأطباء بحاجة إلى الوعي بالظروف المالية لمرضاهم، إنه شيء يحتاجوا أن يسألوا عنه ، لفهم ما إذا كان مرضاهم عرضة لخطر صحي متزايد “، وبعد ذلك ستقوم بول وزملاؤها بالتحقيق في الآليات التي تؤدي إلى ارتفاع معدل الوفيات بعد خسارة مالية كبيرة، لماذا يموت الناس، وهل يمكننا أن نتدخل في مرحلة ما بطريقة يمكن أن تعكس مسار هذا الخطر المتزايد .
تم تمويل هذا العمل من خلال منحة NIA T32AG027708 التي تدعمها وزارة الصحة والتقاعد برعاية NIA ومنحة U01AG009740، والتي تجري من قبل جامعة ميشيغان، وNIA هي جزء من المعاهد الوطنية للصحة .