دراسة حول لقاح جديد للفيروس المخلوي التنفسي
حاول الباحثون الطبيون تطوير لقاح لفيروس المخلوي التنفسي (RSV) لأكثر من 50 عامًا دون نجاح، ومع ذلك، تشير نتائج دراسة جديدة في جامعة كاليفورنيا سانتا كروز إلى وجود طريقة واعدة لتصميم لقاح فعال لهذاالمرض .
دراسة حول لقاح جديد لفيروس المخلوي التنفسي
بالنسبة لمعظم الناس فإن عدوى RSV ليست سوى نزلة برد سيئة، ولكن بالنسبة للرضع وكبار السن يمكن أن يسبب هذا الفيروس التهاب رئوي خطير أو التهاب في الشعب الهوائية، وفي الستينيات تم العثور على لقاح تقليدي يعتمد على الفيروس المعطل يجعل هذا المرض أسوأ، وفي الآونة الأخيرة فشلت أيضا التجارب السريرية في لقاحين مختلفين على أساس واحد من البروتينات السطحية الفيروسية ” RSV F glycoprotein ” .
حول الدراسة
أجريت دراسة جديدة نشرت في التاسع من مارس في مجلة علم المناعة، وركزت على بروتين سطح الفيروس الرئيسي الآخر، وهو بروتين سكري يسمى بروتين RSV G. استفاد الباحثون في جامعة كاليفورنيا سانتا كروز (UCSC) بالتعاون مع مركز “Trellis Bioscience” من عزل الأجسام المضادة البشرية المستهدفة للبروتين السكري G، وحددوا التركيب الذري لـ RSV G وتحديد مواقع مستهدفة للأجسام المضادة الواقية الفعالة ضد مجموعة واسعة من سلالات فيروس RS .
تعتمد التصريحات على دراسة `ريبيكا دوبوا`
قالت ريبيكا دوبوا وهي أستاذة مساعدة في قسم الهندسة الجزيئية الحيوية في جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز، أن الباحثين في مجال اللقاحات قد غفلوا عن بروتين RSV G، وذلك لأن الدراسات الأولية وجدت أن حذف هذا الجين لم يمنع الفيروس من التكاثر في مزارع الخلايا، ومع ذلك أظهرت الدراسات في النماذج الحيوانية أن الفيروس الذي يفتقر إلى بروتين سكرين G يضعف بشكل كبير .
تشير دوبوا إلى أن البروتينات السكرية ضرورية للفيروسات، حيث يسمح البروتين التعلق للفيروس بالالتصاق بخلايا الرئة، ويشجع البروتين السكري F دخول الفيروس إلى الخلية. بمجرد أن يصيب الفيروس الخلية ويبدأ في التكاثر، ينتج بروتين G glycoprotein الذي يخرج من الخلية ويتحول إلى الخلايا المناعية، مما يشوه الردود المناعية لدى الإنسان .
وأضافت : قد يفسر هذا الاضطراب في الاستجابة المناعية من قبل RSV G سبب فشل اللقاحات المبنية على RSV F، وبالتالي فإن هناك حاجة إلى استجابة مضادة للجسم المضاد تحجب نشاط RSV G، ولكن لم نعرفي كيفية استهداف الأجسام المضادة RSV G على المستوى الجزيئي .
ما أظهرته الدراسة الجديدة
في الدراسة الجديدة أظهرت دوبوا أن هذه الأجسام المضادة الواقية تستهدف جزءا من البروتين يسمى المجال المحمي المركزي، وهو نفسه في جميع سلالات الفيروس، وحدد الباحثون البنى الذرية ثلاثية الأبعاد لمواقع الارتباط الدقيقة لاثنين من الأجسام المضادة لعنصر Trellis – وهي معلومات مهمة لتصميم اللقاح، والذي يمكن أن يحفز الجهاز المناعي على إنتاج مثل هذه الأجسام المضادة الواقية .
أعربت دوبوا عن حماسهم الكبير لإمكانية التغلب أخيرًا على هذا الفيروس، الذي يُعد واحدًا من أهم فيروسات الأطفال التي لا يوجد لها لقاح حتى الآن .
تلميح
جدير بالذكر أنه عند تطوير لقاح يعتمد على RSV G على الباحثين التأكد من أن اللقاح يفتقر إلى قدرة البروتين الفيروسي على تعطيل جهاز المناعة، وتقول دوبوا : ” كان هناك الكثير من القلق بشأن صنع لقاح مع بروتين سكرين G ونحتاج إلى هندسة ذلك حتى لا يتم تخريب الجهاز المناعي، والحفاظ على قدرته على الحصول على استجابة فعالة من الأجسام المضادة ” .
يقوم مركز Trellis Bioscience حاليًا بالتحقيق في استخدام الأجسام المضادة للعلاج من عدوى RSV واحتقان الرئة الحاد في الرضع، ويتوقع بدء التجارب السريرية في وقت مبكر من عام 2019 .
المصدر : ساينس ديلي