دراسة حديثة : الأسبرين يقلل خطر الوفاة بسرطان البروستاتا
بعدما أجريت دراسة طبية حديثة، تبين فعالية تناول الأسبرين بشكل منتظم في الحد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 40% وتجنب الوفاة، إلا أن الباحثين الذين أجروا الدراسة يشددون على أنه لا يمكن تحديد ضرورة تناول الأسبرين في الوقت الحالي لتجنب الإصابة بسرطان البروستاتا أو الموت، على الرغم من استفادة مرضى سرطان البروستاتا من تناوله .
تهدف هذه الدراسة إلى المراقبة، حيث لا يمكن استنتاج تأثير الأسبرين بشكل مباشر على مرض السرطان. وستكون هذه الدراسة مرجعا مفيدا في الدراسات العلمية والبحوث المستقبلية لمقارنتها مع الأدوية الأخرى. أوضح أحد الأطباء المشاركين في الدراسة قدرة الأسبرين على تثبيط صفائح الدم، وهذا يفسر الوقاية من تطور إصابة سرطان البروستاتا التي تؤدي إلى الوفاة .
أضاف الطبيب أيضا أنه من المتوقع أن تقوم الصفائح الدموية بوظيفة الدرع الحامي للخلايا السرطانية لمنع الجهاز المناعي من التعرف عليها، وبالتالي تقليل هذه الصفائح وكبحها ليسمح للجهاز المناعي بعدم التعرف على الخلايا السرطانية، وأظهرت نتائج هذه الدراسة أن مجموعة المرضى المصابين بسرطان البروستاتا الذين تناولوا أكثر من ثلاثة أقراص من الأسبرين أسبوعيا انخفض خطر تطور المرض بنسبة 24%، وانخفض خطر وفاتهم نتيجة لتطور المرض بنسبة 39% .
بالرغم من أن تناول الأسبرين بانتظام قبل الإصابة بسرطان البروستاتا لا يقلل خطر الإصابة بالمرض إلى الأبد، إلا أن الباحثين أكدوا على ضرورة استشارة الطبيب قبل تناول الأسبرين بانتظام لتقييم المخاطر والفوائد الفردية ،
من المعروف أن سرطان البروستاتا يتكون ويتطور في غدة البروستاتا المسؤولة عن انتاج السائل المنوي الذي يغذي وينقل الحيوانات المنوية ، ويعد سرطان البروستاتا من أكثر السرطانات انتشارا في الذكور ، والذي يؤدي للعديد من المضاعفات مثل عدم قدرة المريض التحكم في المثانة ، الضعف الجنسي ، بالإضافة لتدهور المرض والتهديد بالوفاة ، هذا بالرغم من أن اكتشاف المرض في مراحله المبكرة عندما يكون محصورا في غدة البروستاتا تزيد فرص العلاج والتغلب على المرض .
تتمثل أعراض سرطان البروستاتا في وجود ورم في غدة البروستاتا، مما يؤدي إلى صعوبة التبول بسبب ضغط الورم على المثانة. قد يحدث تقطع في البول ووجود دم فيه وفي السائل المنوي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتطور أعراض أخرى نتيجة انتشار الورم في الغدد الليمفاوية، مثل تورم الساقين وشعور غير مريح في منطقة الحوض. وعندما ينتشر الورم في العظام، يبدأ الشخص في الشعور بآلام العظام وحدوث كسور، ويمكن أن يؤدي الضغط على العمود الفقري .
حتى الآن، لم يتمكن الطب الحديث من تحديد السبب الحقيقي لسرطان البروستاتا، ومع ذلك هناك عوامل مختلفة تلعب دورا في الإصابة به مثل الوراثة، العرق، الهرمونات، التغذية، والعوامل البيئية. ينصح الأطباء باتباع نمط حياة صحي قدر الإمكان، بما في ذلك التغذية، حيث يعرض تناول الطعام الغني بالدهون بشكل مفرط والإصابة بالسمنة للمزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. فقد أظهرت النظريات أن الدهون تزيد من إفراز هرمون التستوستيرون، مما يشجع على نمو الخلايا السرطانية .
بالإضافة إلى ذلك، يحفز ارتفاع مستوى هرمون التستوستيرون نمو غدة البروستاتا، ولذلك يكون الرجال الذين يتناولون هذا الهرمون أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا مقارنة بالرجال الذين يتمتعون بمستويات هرمونية منخفضة. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الاستخدام الطويل للهرمون إلى تضخم البروستاتا وتفشي السرطان .
لا يوجد طريقة للوقاية من الإصابة بسرطان البروستاتا أو السيطرة على تطور المرض، ولكن يمكن النصح باتباع نظام غذائي صحي يحتوي على نسبة قليلة من الدهون، وتناول الخضروات والفواكه الطازجة، وممارسة الرياضة بانتظام، والامتناع عن تناول الأدوية الغنية بالهرمون التستوستيرون .