دراسة تؤكد احتواء العسل الاسترالي على سموم طبيعية
أوضحت دراسة حديثة أنَّ العسل الأسترالي يحتوي على مستويات من السموم الطبيعية تفوق تلك المسموح بها عالميًا، ونظرًا لتناول المواطنين لكميات كبيرة من العسل، فقد أصدرت الهيئات الرسمية تحذيرًا من تناول هذا العسل.
العسل الاسترالي:
كشفت الأبحاث عن وجود أكثر من 600 نوع سام من نباتات المراعي في أستراليا ، يعتمد عليها النحل في الحصول على الرحيق ، و من ضمنها زهرة تُسمى Paterson’s curse ، حيث تقوم تلك النباتات بإنتاج بعض المواد السامة لتحمي نفسها من هجوم الحشرات الضارة عليها ، و لكن عندما يتناول النحل رحيق تلك الأزهار تنتقل إليه المواد السامة و بالتالي فإنها تتواجد في العسل الذي يُنتجه.
دراسات حول العسل الاسترالي:
أجرت هيئة المعايير الغذائية في استراليا ونيوزيلندا العديد من الدراسات حول العسل الأسترالي، وكشفت عن وجود سموم في هذا العسل تسمى بقلويدات البيروليزيدين (Pyrrolizidine Alkaloids) وتعرف هذه السموم بأضرارها على الكبد وقدرتها على أن تسبب السرطان عند تناولها بجرعات عالية. تم العثور على هذه القلويدات في 41 نوعا من إجمالي 59 نوعا من العسل الأسترالي المختبر، وتكاد تكون هذه القلويدات أربع مرات أكثر تواجدا في أنواع العسل الأوروبي. ومن بين القلويدات البارزة الموجودة في هذا العسل هي الإيكيميدين واللايكوبسامين، حيث تم العثور عليهما في 76% و 88% من العينات التي أظهرت نتائج إيجابية، وفقا للترتيب.
وفي رد على هذه الدراسة، أكد مزارعو العسل أن تلك التقارير قديمة وغير صحيحة، لكن الهيئة ما زالت تؤكد على عدم تناول الحوامل والمرضعات للعسل الأسترالي. بالإضافة إلى ذلك، أوضح الباحثون أن الجرعات العالية من مركبات البيروليزيدين PAs قد تتسبب في ضرر كبير للكبد عند الإنسان، مما يمكن أن يؤدي إلى الوفاة. تم إجراء العديد من التجارب على القوارض، حيث تم إعطاؤها مجموعة من المركبات، وأظهرت النتائج أن تلك المواد تسبب السرطان. أكد الباحث جون إدغار على أنه من الضروري الابتعاد عن تناول هذه المركبات قدر المستطاع. كما أشار الباحث إلى أن تقليل تلوث الأطعمة مثل العسل والشاي والسلطات والطحين والألبان والمنتجات العشبية بهذه المركبات، سيؤدي إلى تراجع واضح في حالات السرطان حول العالم.
حلول للحد من تسمم العسل الاسترالي:
سمحت هيئة المعايير الغذائية في أستراليا و نيوزيلندا بأن تكون هذه النباتات المذكرة أعلاه مصدراً للعسل ، و لكن بشرط أن يتم مزجه مع أنواع أخرى من العسل بغرض تمديده ، و نظرًا إلى أنه من غير الممكن منع استخدام هذه النباتات كمصدر للعسل ، فإن الهئية حاولت السيطرة على تلك السموم و الحد منها ، و لذلك فإن الحل الأمثل هو المزج بين أنواع العسل المختلفة ، فهذه طريقة عملية للتقليل من مستويات قلويدات البيروليزيدين ، كما كشفت دراسة من معهد كورك للتكنولوجيا في إيرلندا أن معدل التعرض اليومي للعسل الأسترالي عند مستهلكيه يبلغ حوالي 0.051 ميكرو غرام لكل كيلو غرام من وزن الجسم ، و تلك النسبة تتخطى الحد الأقصى للتعرض اليومي المسموح به من قبل الهيئة الأوروبية لسلامة الاغذية ، و في النهاية أشار الباحثون إلى أنه من الأفضل تجنب استهلاك العسل الذي تنتجه بعض النباتات مثل Paterson’s curse في استراليا.