دراسات جديدة للحصول على أحلام صافية
من لا يتمنى أن يتحكم في أحلامه؟ غالبا ما تأتينا أحلام لا نرغب فيها، فعالم الأحلام واسع وصعب التحكم فيه، وربما يختلط الأمر لدى البعض بين الحقيقة والأحلام، فيعتقدون أنهم قاموا بأمور حقيقية، بينما هي مجرد أحلام. لذلك، سعى العلماء والباحثون لاكتشاف كل ما يتعلق بعالم الأحلام وتم تطوير العديد من التقنيات للسيطرة والتحكم في الأحلام.
التمييز بين الحلم و الحقيقة:
حتى وقت قصير كان يتم استخدام الطوطم “totem” و يُطلق عليه اسم البلبل للتمييز بين الاحلام و الواقع ، و الطوطم عبارة عن قطعة دوارة مدببة القمة يستمر البلبل بالدوران أثناء الحلم ، أما في الواقع فيتوقف بعد فترة قصيرة ، و تمت الإشارة لتلك الطريقة في فيلم “Inception” الذي تم إنتاجه عام 2010م ، و هو من بطولة الممثل ليوناردو دي كابريو ، حيث كان يدور الفيلم حول العديد من الأحداث التي يحتار أبطال الفيلم هل هي حقيقة أم حلم ، و يكون السبيل الوحيد لمعرفتهم الفرق بين الواقع و الأحلام هو الطوطم ، و لكن كشفت دراسات أسترالية جديدة أن الطوطم هو أقل الطرق فعالية ليتأكد الشخص فيما إذا كان نائماً أم لا.
الأحلام الصافية:
الأحلام الصافية لها تأثير كبير على نفسية الإنسان و سلوكياته ، أشار العديد من العلماء أن الأحلام الصافية تحدث عندما يدرك الإنسان أنه بالفعل يحلم ، و من هنا شرع العديد من الناس في استخدام بعض التقنيات الجديد للحصول على أحلام سعيدة و صافية ، و كان الباحث “Denholm Aspy” – المختص بعلم النفس – من أوائل الذين توجهوا لهذا الأمر و لم يتوقف عند حد البحث و الاستكشاف بل أخذ يطور بعض التقنيات الفعالة من أجل إتاحة الفرصة لاستكشاف الفوائد الكثيرة المحتملة للأحلام الصافية و تطبيقاتها.
دراسة للتحكم في الأحلام:
تم نشر دراسة تهدف إلى التحكم في الأحلام والحصول على أحلام واضحة في مجلة Dreaming. شارك في هذه الدراسة حوالي 170 شخصا، وطلب من المشاركين تجربة ثلاث تقنيات حديثة يعتقد أنها تزيد من احتمالية الحصول على أحلام واضحة. طلب الباحثون من المشاركين تسجيل توقيت حدوث هذه الأحلام بدقة قبل وأثناء التجربة. وجاءت الأساليب الثلاث كما يلي
التقنية الأولى هي إحدى طرق التحقق من الواقع، مثل قراءة نص مطبوع الذي يتغير في الأحلام من قراءة لأخرى. أو محاولة الشخص التنفس من الفم وهو مغلق، وهذا على عكس الواقع. فإذا نجحت عملية التنفس، يكون الشخص قد حل.
التقنية الثانية والثالثة تتشابهان إلى حد كبير وتؤديان إلى نتيجة واحدة، فالتقنية الثانية تقول “استيقظ، ثم عد إلى السرير”، أما التقنية الثالثة فتقول “تحريض الأحلام الصافية بمساعدة الذاكرة” أو “MILD”، وكلاهما يشير إلى أنه بعد النوم المتواصل لمدة خمس ساعات، يجب على الشخص الاستيقاظ لبضع دقائق وتردد عبارة “في المرة القادمة التي أحلم فيها، سأتذكر أنني أحلم.
نتائج التجربة:
بعد مرور أسبوعين على تجربة استخدام التقنيات الثلاث، أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين استخدموا هذه التقنيات كانوا أكثر قدرة على الحصول على أحلام صافية بالمقارنة بالأشخاص الذين استخدموا تقنية واحدة أو تقنيتين فقط من هذه التقنيات الثلاث. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الذهاب مباشرة للنوم بعد 5 دقائق من ممارسة تقنية “MILD” يزيد من احتمالية النجاح في الحصول على أحلام صافية بمقدار 46% أكثر ممن استخدموا هذه التقنية ولكن احتاجوا وقتا أطول للخلود إلى النوم.