دبي عاصمة الإقتصاد الإسلامي في المستقبل
تتمتع دبي بمقومات اقتصادية وتجارية ودبلوماسية متميزة مما يجعلها تتفوق على منافسيها للفوز بالعاصمة العالمية للإقتصاد الإسلامي من خلال عشر مؤشرات تتعلق بالبنية الإقتصادية لمدن العالم ، وذلك ما أكده خبراء الإقتصاد حول أهمية البنية التحتية والموقع الجغرافي ، وسياسة الإقتصاد المفتوح التي تسير على نهجها دبي ، والتي تدعمها لتحتل مكانة خاصة في الخارطة العالمية لقطاعات التجارة والسياحة والقطاع المالي ، مما يعزز الفرص لإمارة دبي لقيادة الإقتصاد الإسلامي العالمي ، حيث أن الإستثمارات الكبرى التي تنفذها دبي في قطاع الحكومة الذكية والتكنولوجية الحديثة لتسهيل الإعمال يساهم بدرجة ملموسة في تفوق الإمارة على باقي الدول المنافسة مثل ماليزيا وتركيا .
مقومات دبي الإقتصادية :
– البنية التحتية : تعد دبي محظوظة بفضل بنيتها التحتية الرائعة، التي تعتبر الأفضل في العالم، وهي السبب الرئيسي وراء تصدرها لمؤشر جودة الطرق عالميا، وحصولها على المركز الثالث في مؤشر جودة البنية التحتية، والمركز الأول في العديد من مؤشرات جودة البنية التحتية، وفقا لتقارير التنافس الدولي الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2014-2015، كما تستمر دبي في الاستثمار لتحسين بنيتها التحتية القوية، وتتميز بخطوط مواصلات ونقل عام حديثة ورائدة في العالم .
– محطة تجارية : تلعب دبي دورا بارزا ومحوريا ضمن خارطة التجارة العالمية، حيث تمر معظم السفن التجارية عبرها، كما أنها تحتل المركز الثالث في مؤشر إعادة التصدير، مما يؤكد مكانتها الهامة في التجارة الدولية ويعزز مكانتها كعاصمة للاقتصاد الإسلامي .
كما أن هذا العالم يساعد على قيادة العالم الإسلامي إقتصاديا في المستقبل ، إذ أن علاقات دولة الإمارات التجارية بشكل عام ودبي بشكل خاص يبرز ما تمتلكه من علاقات سياسية ودبلوماسية قوية مع معظم دول العالم ، بالإضافة لعدم اعتماد دبي على سوق بعينه ، بل تتبنى فكرة تعدد الشركاء التجاريين والذي يحميها من أي تقلبات اقتصادة مستقبلية ، على عكس ما تنتجه كثير من دول العالم مثل كوالالمبور التي تعتمد بشكل كلي على دول شرق آسيا ، وكذلك استحواذ البلدان الأوروبية على أسواق اسطنبول بنسبة تزيد عن 75% من تجارتها .
– الإقتصاد المفتوح : تعتمد دبي والإمارات على سياسة الاقتصاد المفتوح كدليل على جدية الإمارة في الانتقال من المستوى المحلي والإقليمي إلى المستوى العالمي، وهذا يؤكد خطتها لتصبح العاصمة العالمية للاقتصاد الإسلامي. وتساهم سياسة الاقتصاد المفتوح بشكل كبير في جعل دبي جاذبة للاستثمارات الأجنبية، إذ تعد جاذبية دبي الاستثمارية أهم من قوتها الاقتصادية، وقد ثبت ذلك خلال الأزمات الاقتصادية العالمية، بما في ذلك أزمة اليورو. وقد حافظت دبي على مكانتها الآمنة للاستثمارات ورؤوس الأموال بفضل تنوع جنسيات المستثمرين في قطاع العقارات، حيث يصل عددهم إلى مائة جنسية، وهذا الأمر نادر جدا في العالم، حيث يتوفر هذا التنوع في عدد قليل من الدول مثل هونغ كونغ وسنغافورة ونيويورك ولندن وباريس .
– الموقع الجغرافي : تتميز دبي بقربها من الاقتصادات الإسلامية في العالم، حيث تقع في قلب العالم العربي وتعمل كحلقة وصل بين ثلاث قارات: أوروبا وآسيا وأفريقيا، كما أنها قريبة من مراكز الثقل الاقتصادي الإسلامي مثل السعودية وتركيا ومصر وباكستان وإيران وماليزيا .
– المكانة السياحية : تحتل دبي المركز الخامس عالميا وفقا لبيانات مجلس السياحة والسفر العالمي، وتحتل أيضا المرتبة الأولى في قائمة مستر كارد لأكبر 20 وجهة سياحية في العالم، وتليها اسطنبول في المركز السابع، وكوالالمبور في المركز الثامن. وتشهد دبي طفرة سياحية في السنوات العشر الأخيرة، وتمكنت من الحصول على المرتبة الأولى عالميا، مما يدل على قدراتها التسويقية القوية .
– المركز المالي : نظرا لإدراك دبي لأهمية التمويل الإسلامي، وهو قطاع أساسي في الاقتصاد الإسلامي، وجهود دبي لتحقيق أهدافها بتصدرها مؤشر الصكوك المصدرة، حيث بلغ حجم الصكوك الإسلامية التي جذبتها دبي 24 مليار دولار، وتمثل سوق دبي المالي وناسداك دبي 15 مليار دولار، وذلك بتوجيهات سمو الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي لجعل الإمارة عاصمة مالية للاقتصاد الإسلامي .
– بيئة أعمال تنافسية : تحاول دبي بجهودها لتسهيل إنشاء الأعمال الجديدة وتحفيز النمو الاقتصادي فيها، الفوز بلقب عاصمة العالم للاقتصاد الإسلامي، وذلك وفقا للبيانات العالمية، حيث حلت في المرتبة 22 عالميا في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال. تسعى دبي أيضا لدعم النمو الاقتصادي وتوفير الدعم والتسهيلات لقطاع الأعمال، وإطلاق المبادرات لترسيخ مكانتها وتعزيز تنافسيتها، وتتطلع إلى التوسع في الأسواق الأفريقية ورابطة الدول المستقلة وأمريكا اللاتينية في المستقبل .
– الإبتكار : يتجلى دور دبي في تبني هذا العامل بوضوح من خلال عدة مساهمات مثل التجارة الإلكترونية الإسلامية والفن الإسلامي، وتأسيس مركز عالمي موحد لاعتماد الشهادات الحلال، إلى جانب قطاعات أخرى مثل الأدوية الحلال ومستحضرات التجميل الحلال، مع تنافس دبي في مجال الصيرفة الإسلامية والأغذية الحلال .
– القدرات اللوجستية العالمية : تمتلك دبي العديد من المميزات في مشاهد مختلفة، بما في ذلك مطار دبي الأكثر ازدحاما في العالم، وشركات الطيران الأسرع في العالم والأهم في قطاع الطيران العالمي، وتاسع أكبر ميناء بحري في العالم وهو ميناء جبل علي، ومنافسي دبي لا يملكون هذه القدرات اللوجستية العملاقة .