الخليج العربي

خميس بن رمثان الأعجوبة في معرفة الأماكن والمسالك

في الصحراء، لا يضيع خميس أبدا، وذلك بفضل حاسته السادسة التي تشبه البوصلة الخفية التي لا تخطئ، بالإضافة إلى ذاكرته الرائعة التي تمكنه من تذكر المناطق التي تجول فيها عندما كان شابا، أو موقع الآبار التي سمع عنها قبل عشر سنوات، وهو بطل قصتنا اليوم، وفقا للجيولوجي توم بارغر، الذي وصف ذلك في كتابه (Out in the Blue).

من هو خميس؟
في تاريخنا الحديث، كان خميس أشهر دليل في الجزيرة العربية، وهو خبير في الجغرافيا يقوم بشرح الطرق والمسالك للمسافرين وتحديد مواقع المياه إذا كانت غير واضحة. اشتهر خاصة في المنطقة الشرقية وعموم الجزيرة العربية. كان أبرز إسهام له هو في مجال التنقيب عن النفط، حيث شارك في اكتشاف أول بئر نفط في المملكة العربية السعودية بالتعاون مع الجيولوجي الأمريكي ماكس ستاينكي، وتم تسميتها بئر الدمام رقم 7.

الحكاية تقول أنه وبعد خمس سنوات متتالية، وبعد حفر 9أبار، وبحث مكثف، عن النفط في السعودية عن طريق الشركات الغربية وقتها، وفي آخر اللحظات التي أُبلغ فيها  فريق البحث بالتوقف أكتشف ابن رمثان ذلك البئر هو والجيولوجي الأمريكي ماكس في 4مارس مِن عام 1938م، بعد أن تم الحفر لعمق يصل إلى 1441متراً في طبقة أطلق عليها (الطبقة الجيولوجية العربية)، وتدفق الزيت مِنه بمعدل 1585ثم زاد معدلها حتى وصلت للكمية التجارية. ذلك الاكتشاف ساعد باقي الفريق في وصولهم إلى النفط في أماكن عديدة في المملكة التي دخلت بذلك عصر صناعة النفط، وانتقلت المملكة نقلة نوعية في إقتصادها مروراً بالحياة الإجتماعية، والحياة السياسية، وفي كثير مِن المجالات، وبدأت المملكة تدخل حقبة جديدة مِن الزمن. البئر سماه الملك عبدالله لاحقاً بئر الخير.

تكريمه و وفاته:
في عام 1974م، قامت شركة أرامكو باختيار اسم (رمثان) لأحد حقول النفط تكريمًا لمساهماته، ولقد توفي في مستشفى الشركة (أرامكو) بالظهران عام 1959م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى