الام والطفلتربية الابناء

خطوات تجعل ابنك معاق ( الحذر منها )

بالتأكيد، هذا العنوان أثار دهشتك يا عزيزي القارئ، فلا يوجد والدين في هذا العالم يسعيان إلى تحويل ابنهما إلى ابن معاق. فالجميع يسعى إلى تربيتهم بشكل جيد وأن يصبحوا في أفضل حال، ولكن طريقة التربية والتعامل تختلف تماما. قد تعتقد الآن أنك تقدم لابنك كل ما يحتاجه لتسعاده وتربيته بشكل سليم، ولكن قد يحدث الأمر بالعكس تماما، حيث يتحول الابن إلى شخص غير قادر على الاعتماد على نفسه ويعتمد عليك بشكل كامل. فهل هذا ليس عاقة؟ وأليس منك من جعل ابنك معاقا؟! هذا هو هدف المقال، تابع معنا لتتعرف على الأخطاء التي يرتكبها العديد من الآباء والأمهات والتي تؤدي إلى تحويل ابنهم إلى ابن معاق ..

تحذير من الخطوات المتبعة في صناعة ابن معاق

أولُ خطوة في صُنْع الإعاقة لابنِكَ، هي تقديم كافة المساعدات له

من الطبيعي أن يتقدم الآباء والأمهات بالمساعدة لأبنائهم، ولكن بالنسبة للأشخاص الذين غير قادرين على ذلك بسبب صغر أعمارهم أو لأنها المرة الأولى لهم، فإنه ليس من الطبيعي على الإطلاق أن تقدمي المساعدة لطفلك في أمور يمكنه القيام بها بسهولة، مثلا حمله بشكل مستمر على الرغم من أن الطفل قادر على المشي، وكذلك إطعامه في فمه على الرغم من أنه طفل بالغ قادر على تناول الطعام. إن كان ابنك شابا قادرا على العمل وجلب المال، فأنت من تقومين بإعطائه المال، فسيصبح عاطلا بجوارك. عندما يواجه مشكلة، لا تنتظري أن يحاول حلها بنفسه والتفكير فيها، بل قدمي له الحلول على الفور، فبذلك ستجعلينه غير قادر على التفكير ولا يشعر بالمسئولية. عندما يواجه موقفا، يكون الشخص المعاق ينتظرك أنت أو والده لحل المشكلة. هذه الأمور شائعة جدا، وستجدين العديد من الأسر التي تفتقد الوعي الكافي لفهم هذه النقطة وتعتقد أنه من الطبيعي أن يقدموا لأبنائهم ما يحتاجونه، ومن هنا يتحملون المسئولية الكاملة عنهم، ومن هنا تنتج شخص معاق غير ناضج ولا يملك القدرة على تحمل مسئوليته  .

الخطوة الثانية في خلق إعاقة لطفلك هي الخوف الزائد والحماية الزائدة
هناك آباء وأمهات يعانون من مشكلة حقيقية، حيث يتحول أبناؤهم إلى أشخاص عديمي الشخصية، فهم غير قادرين على التواصل مع الآخرين أو التفكير في حل أي مشكلة. يحدث ذلك بسبب التدليل المفرط والحماية الزائدة والخوف الذي يفوق الحدود الطبيعية. من الطبيعي أن يكون لدى الأم والأب خوف على أبنائهم، ولكنه ليس من الطبيعي أبدا أن يتحول هذا الخوف إلى رباط يقيد الطفل في طفولته وحتى شبابه. يرفضون خوض أي تجربة، ويخافون من أن يخرج باب المنزل بدونهم، سواء للعب مع الأطفال أو للتواصل مع الشباب على الرغم من قدرته على الذهاب إلى المدرسة وبلوغه سن الستة عشر عاما. ومع ذلك، يستمرون في مرافقته في الطريق إلى المدرسة وحتى الجامعة. وليس هذا فحسب، بل يأتي مرحلة الشباب، حيث يتخرج الشاب أو الفتاة من الجامعة. إذا كانت الفتاة، فسيتم إغلاق الأبواب أمامها ولا يتيح لها فرصة العمل. أما إذا كان شابا، فيضطرون للعمل، لكن الأم تضبط ساعة ابنها، حتى إذا تأخر عشر دقائق، على سبيل المثال. وإذا شعر الأب أن ابنه يشعر بالاضطراب بأي شيء، يذهب إلى مديره في العمل وأصدقاءه لمعرفة سبب انزعاجه. هل يمكنك تخيل، عزيزي القارئ، أن تكون في الخامسة والعشرين من عمرك وتعمل في شركة كبيرة وتجد والدك يذهب إلى أصدقائك ومديرك في العمل لمعرفة أسباب ضيقتك؟ لا تستغرب، لأن هناك آباء يفعلون ذلك فعلا. وهنا يتحول الابن إلى شاب معاق ينفر منه الجميع، غير قادر على خوض أي تجربة بمفرده، حتى أنه غير قادر على اتخاذ قرار بتحديد موعد العشاء مع زملائه. عزيزي الأب والأم، لم تحموا ابنكم، بل سببتم له أضرارا جسيمة. لقد صنعتم منه شخصا معاقا جسديا وعقليا ونفسيا، حيث أصبح غيرمتوازن ويعيش بمفرده بدون وجود أصدقاء من حوله .

تتمثل الخطوة الثالثة في إنتاج الإعاقة لابنك في تنفيذ جميع مطالبه بغض النظر عن صعوبتها أو إمكانية تحقيقها
يوجد نوع آخر من الأسباب التي تجعلك تحولين ابنك إلى شخص معاق، وهي إعطاء ابنك كل ما يحتاجه دون أن يسعى لتحقيق أي شيء، حتى تتحقق جميع أحلامه ويصبح شخصا مدللا. غالبا ما يكون هناك نوع معين من الأمهات والآباء الذين يفعلون ذلك. إنهم الذين عانوا من حرمان في طفولتهم ويرغبون في تعويض هذا الحرمان في أبنائهم، وبالتالي فإن مطالبهم تلبى وأوامرهم تطاع دون نقاش. ومن هنا يتحول الابن إلى ابن اعتمادي، أي شخص غير قادر على الاعتماد على نفسه ويصبح معاقا وعاجزا، لأن والده لم يعلمه كيفية تحقيق أحلامه بنفسه. أمام أول تحدي يواجهه، ينهار ويشعر بإعاقته وضعف شخصيته .

نعلم جميعا أن الأب والأم إذا قاموا بذلك فإنهم يفعلون ذلك بغرض الحب والدفعة الغريزية، ولكن من الحب ما يقتل، لذا لا يجوز تحويل ابنك إلى شخص معاق غير قادر على مواجهة تحديات الحياة بدونك ووالده، وعليكي تمكينه من تجربة الفشل والتعلم منها، وعدم تحويله إلى شخص معاق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى