التاريخزد معلوماتك

خطوات الفتح الإسلامي لفرنسا

بعد دخول المسلمين الأندلس في عام 92 هجريا وإقامتهم لحضارتهم هناك، كان لديهم هدف رئيسي وهو الوصول إلى بلاد ما وراء الجبال، والتي تعرف الآن بفرنسا، وكان الهدف من ذلك تأمين الأندلس. حاول المسلمون تنفيذ العديد من الغزوات نحو فرنسا، ومن بين أشهر الملوك الذين حاولوا ذلك كان الحر بن عبد الرحمن الثقفي .

فرنسا
– لم تكن فرنسا في ذاك الوقت تتحدث اللغة الفرنسية ، و قد كانت هي تلك الأرض ، التي تمتد خلف جبال البرانس ( البرتات ) ، و كانت هذه الأرض عبارة عن العديد ، من الإمارات المستقلة بعد إنتهاء الحكم الروماني بها .

– في هذا الوقت كانت تملأ الأندلس الفتن ، و المشاكل إلى أن وصل الحكم السمح بن مالك الخولاني ، و الذي تمكن من تهدئتها و إخمادها و قد توجه بقيادة جيش كبير ، إلى فرنسا عام 101 هجريا ، و تمكن فعليا من فتح مدينة سبتمانيا ، و كان أمامه المدن و الحصون و قد أراد أن يجتازها جميعا ، و لكن منعته الظروف من ذلك .

– ثم قاد الدوق هجوماً على الأندلس وحاصرها، وبعد ذلك ترك فرنسا وعاد إلى الأندلس .
– بعد أن تمكن من تهدئة الأمور في الأندلس ، عاد مرة أخرى في اتجاه نهر الرون بقيادة جيش كبير ، و لكن انتهت هذه المعركة باستشهاده ، بعدها قام الفرنسيون بشن بعض الهجمات صوب الأندلس ، و عملوا على إثارة الفتن حتى تولى الحكم عبد الرحمن الغافقي .

عبد الرحمن الغافقي
يتفق المؤرخون على أن القادة الذين حكموا الأندلس كانوا من أكثر القادة قوة وفعالية .
كانت فترة حُكمه مُتسمة بالشدة والاضطراب وكثرة الفتَن، ولكنه نظرًا لقوته كان واحدًا من أبطال المسلمين المعدودين، وتمكَّن من الذهاب إلى فرنسا بقيادة جيش كبير وقام ببعض الهجمات هناك .

تمكن بسرعة من إعادة الأمن والاستقرار إلى الأندلس، وقمع الفتن وردع الدوق وأتباعه في ما فعلوه ضد المسلمين .
– استمر الغافقي في الاتجاه صوب فرنسا ، و ظل يتعاقب على الولايات حتى تمكن من عبور البرانس ، و تمكن من إعادة بعض الدويلات ، التي كانت تحت حكم المسلمين ، و استولى عليها الفرنسيين و كان من أهمها ولاية اكوتين .

معركة الجارون أهم المعارك
بعد دخول الجيش الإسلامي ولاية أكوتين، عملوا على هزيمة جيش أودو وقطعوا استماتتهم حتى وصلوا إلى نهر الدردون. نجحوا في إلحاق الهزيمة بجيش أودو وإسقاط ملكهم، وأصبحت الولاية بعدها إحدى الولايات المسلمة. تاريخ تلك المعركة يذكر بأنها معركة عظيمة وذات أثر هائل، أعادت قوة المسلمين ووحشيتهم في نفوس المحيطين بهم. تم تسجيلها بوصفها معركة مهيبة من قبل العديد من المؤرخين، وتجدر الإشارة إلى أنها أثارت الرعب والهلع في قلوب الفرنسيين وأعادت الثقة إلى قلوب المسلمين .

نتائج معركة الجارون
بعد أن شعر الفرنسيين بقوة المسلمين عملوا على الاحتشاد و التحالف ، من أجل منع جيش المسلمين من الاستمرار و فتح باقي المدن الفرنسية ، و قد قابلوهم عند نهر اللوار و على الرغم من الظروف التي واجهت عبد الرحمن الغافقي ، إلا أنه استطاع توحيد و تقوية الجيش المسلم في مواجهتهم ، و إلحاق الهزيمة بهم و لكن قد حدث خلل بالغ في صفوف المسلمين ، و ظل الغافقي يحاول جمع الصفوف مرة أخرى ، و لكنه قد استشهد و على الرغم من أن موته ، كان له وقع شديد على جيش المسلمين ، إلا أنهم قد قاتلوا بضراوة و تمكنوا فعليا من جمع صفوفهم و الانتصار في المعركة ، و توالت بعدها الأحداث و المعارك حتى تمكن المسلمين من حكم فرنسا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى