اسلاميات

خطبة عن رمضان مكتوبة

يهل علينا شهر رمضان الكريم، فليعدنا الله به بالخير واليمن والبركات، ويقدم هذا المقال خطبة عن فضائل هذا الشهر الكريم.

جدول المحتويات

خطبة مكتوبة عن شهر رمضان

بِسمِ اللهِ الرَّحمـنِ الرَّحِيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدي الله فلا يضل ومن يضلل فلا يهدي، وأشهد أن الله وحده لا شريك له ولا شبيه ولا مثيل ولا ند له، ولا حدود ولا جسم ولا أعضاء له، الواحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرة أعيننا محمدا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه، الذي بعثه الله رحمة للعالمين هاديا ومبشرا ونذيرا. اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الأخيار.

بعدما أخذت بالتحذير، أيها العباد، فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم، وأبدأ بالدعاء بما هو خير، وإن أفضل الكلام هو كلام الله، الذي يقول فيه ربنا تبارك وتعالى: “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان”، فمن شاهده فليصمه، ومن كان مريضا أو على سفر فليقض ما فاته من الأيام، لأن الله يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، ولتتم عدة الصيام، ولتكبروا الله على هدايته لكم، ولتشكروه على نعمه

ورد عن سلمان الفارسي أنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال يا أيها الناس، قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر. هو شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا، وهو شهر الصبر، وثواب الصبر هو الجنة. شهر المواساة، فمن فطر فيه صائما كان ذلك مغفرة لذنوبه وعتقا لرقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء. قالوا: يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم. فقال عليه الصلاة والسلام: يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن، ومن سقى صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة. وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، أي أجر يشبه أجر الصائم، وعلموا أن أجر صيام الفرض أعلى من أجر النافلة كالإطعام.

وقد ذكر في كتاب الإيمان للبيهقي أن الله تعالى يعتق ألف ألف مسلم من النار في كل يوم عند الإفطار في رمضان، وفي آخر يوم من شهر رمضان يعتق مثل عدد المعتقين من أول الشهر حتى آخره. نسأل الله أن يجعلنا من المعتقين في هذا الشهر المبارك.

أيها الإخوة في الإيمان، لقد أكرمنا رب العزة بأن جعل لنا بين سائر الشهور شهرا نقضي بياض نهاره في عبادة عظيمة ذات حكم سامية وثواب جزيل، فلا بد لنا أن نثبت على الصيام في هذه الأيام الحارة الطويلة، مقبلين على هذه الطاعة العظيمة بكل همة وعزم وحماس، ولا بد لنا أن نشمر عن سواعد الجد لنيل الحسنات والخيرات.

حقا إن رمضان شهر الخيرات، شهر العطف، شهر الانتصار على النفس، شهر الانتصار على نوازع الشيطان، وحق لنا في هذا الشهر الفضيل المبارك الذي أنزل فيه القرآن أن نسلك آثار النبي الأعظم محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام الذي صبر واجتاز المشقات في سبيل الله، في سبيل إعلاء كلمة لا إله إلا الله، في سبيل نشر الحق والخير بين الناس.

حقيقة أن شهر رمضان هو شهر يستخلص منه العبر، إن رمضان هو شهر بدر وفتح مكة، شهر الإيمان الذي توازنت به الموازين حيث علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الكرامة عند الله في الآخرة لا تنالها إلا أهل الإيمان، وبفضل ذلك اطمأنت كثير من القلوب، واستقرت في هذه العقيدة النفوس، العقيدة الإسلامية التي جمعت بين أبي بكر القرشي وبلال الحبشي وصهيب الرومي.

لقد جعلت عقيدة الإسلام صحابة رجالا آمنوا بالله ورسوله، فلم تكن الدنيا همهم الأكبر ولا مبلغ علمهم، وقادوا المسيرة بحق القيادة، حتى وصل الإسلام إلى ما وصل إليه في أرجاء الدنيا. إنهم رجال يحملون نفوسا راضية وعزائما قوية لا تلين. فهم إخوة الإيمان في هذا الشهر العظيم المبارك، فليتطلع كل واحد منا إلى هؤلاء الرجال الأبطال.

أيها الأحبة المؤمنون، اعتنقوا فضائل هذا الشهر، وابتغوا السلامة من الله تعالى حتى ينتهي شهر رمضان، حيث أن النبي عليه الصلاة والسلام أخبرنا بأنه عندما يبدأ شهر رمضان، تفتح أبواب الرحمة وأبواب الجنان وتغلق أبواب النار ويعلق الشياطين ويتم عتق عدد من الناس من النار كل ليلة. فلنتمسك بالله تعالى ونسعى جاهدين خلال هذا الشهر الكريم بقيام الصيام والقيام، وصلة الأرحام، وأسأل الله تعالى أن يجعلنا من عتقائه في هذا الشهر الكريم، وأن يمن علينا بالتوفيق والثبات، وأن يحفظنا من الخطايا والذنوب. وأستغفر الله.

الخطبة الثانية لشهر رمضان

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهديه الله فلا يضل، ومن يضلل فلا يهدي له. وصلاة الله وسلامه على سيدنا محمد، الصادق الوعد الأمين، وعلى إخوانه النبيين والمرسلين. ورضا الله عن أمهات المؤمنين وعن آل البيت الطاهرين، وعن الخلفاء الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الأئمة المهتدين، أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، وعن الأولياء والصالحين. أما بعد، فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم.

وَٱعْلَمُوا أَنَّ اللهَ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ عَظيمٍ، أَمَرَكُمْ بِالصَّلاةِ وَالسَّلامِ عَلى نِبِيِّهِ الكريمِ فَقالَ ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٥٦)﴾سورةُ الأَحْزَاب، فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ وَهُوَ أَمَرَكُمْ بِأَدَاءِ الصَّلَاةِ وَإِرْسَالِ السَّلَامِ عَلَى نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (سورة الأحزاب، الآية 56). فَاللهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، ويَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ٱتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاستَحْسَبُهُمْ صُرَعًا وَهُمْ لَيْسَ بِصُرَعٍ وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ (٢)﴾ (سورة الحجر، الآيات 1-2)، هذه الآيات الكريمة تذكرنا بأن اللهَ أمرنا بأمرٍ عظيمٍ وهو الاتقاء والتقرُّب إليه، ومن أهم أسباب التقرُّب إليه هو الصلاة وإرسال السلام على نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم. ونحن كمسلمين ملتزمون بأداء الصلاة وإرسال السلام على النبي صلى الله عليه وسلم بأفضل الأداب والأساليب، وفي الآية التالية يذكر الله تعالى لنا أن يوم القيامة سيكون يومًا عظيمًا وشديد الهول، وهو يوم تزعزع فيه الأرض وتهتز الجبال وتتفتت السماء، ويقوم الناس للحساب والمحاسبة، وفي هذا اليوم سيكون العذاب شديدًا على الأشرار والمجرمين، فلنتقيد بأوامر الله تعالى ونعمل بما يرضيه، ونسأله تعالى أن يجعلنا من الذين يعملون بأوامره ويتجنبون نواهيه، وأن يحفظنا جميعًا من عذابه يوم القيامة. والله المستعان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى