اسلاميات

خطبة عن الهمز واللمز

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ومن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

جدول المحتويات

صفات المسلم الحق

الإسلام الحقيقي يتمتع بصفات يجب أن يتحلى بها المؤمن الحق، وهي أن يحرص المؤمن على أمرين مهمين، وهما أن يتحلى بالسلامة من لسانه ويده، وقد صرح النبي – صلى الله عليه وسلم – بأن المسلم هو الشخص الذي يحرص على سلامة المسلمين من لسانه ويده. والطريقة التي يحقق بها المؤمن هذه السلامة هي أن يحرص على حفظ لسانه من الهمز واللمز.

معنى الهمز واللمز والفرق بينهما

الفرق بين الهمز واللمز

: الهمز واللمز هما مرضان عظيمان من أمراض اللسان، يشتركان في أنهما من عيوب الخلق، ولكنهما يتغيران في وسيلة التعبير عن العيب، فالهمز يعيب الآخرين بلسانه، وصاحب اللمز يعيبهم بأفعاله، وجعلهما الله من كبائر الذنوب لأنهما يطلقان اللسان في الخوض في أعراض المسلمين، ولهذا سميت سورة الهمزة في القرآن الكريم لتوضيح خطرهما على قائلهما وعلى المجتمع الإسلامي.

سورة الهمزة تعد من سور القرآن الكريم التي يتم تكرارها دائما في القراءة أو الاستماع، ويجب علينا أن نقف ونتأمل في معانيها. فقد قال تعالى: “ويل لكل همزة لمزة، الذي جمع مالا وعدده، يحسب أن ماله أخلده، كلا لينبذن في الحطمة، وما أدراك ما الحطمة، نار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة، إنها عليهم مؤصدة، في عمد ممددة” [الهمزة: 1-9]

معنى الهمز

الهمز هو الشخص الذي ينتقد الآخرين بالإشارة أو الكلام بطريقة قاسية وعدوانية. وهذه العادة القبيحة كانت موجودة في الجاهلية الأولى، ولكن الإسلام جاء بالقرآن الكريم لينبذها ويحث المسلمين على الترفع عنها والتخلي عنها، وذلك كما ذكر الله سبحانه وتعالى في قوله: {يا أيها الذين آمنوا، لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن، ولا تلمزوا أنفسكم، ولا تنابزوا بالألقاب، بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان، ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون}، سورة الحجرات.

معنى اللمز

– واللمز هو أن يذكر الإنسان أخاه الإنسان  أمام عينه و في وجهه بكلام يعيبه  ولو مخفي وغير صريح ، وسبحان الله ممكن يكون كلام في الخفاء ولكنه يكون أشد قساوة من  الكلام الصريح المعلن  ، وأشد جرحًا في داخل النفس ، لأن فيه مع التجريح  بالعيب إستغبائه واستغفاله للشخص الذي يلمزه ، أو يوجه إليه الكلام.

واللمز عادة اجتماعية قبيحة كانت مألوفة في الجاهلية الأولى، تورث الحقد والكراهية والبغضاء، وتعمل على قطع روابط الأرحام وتفسح في قطع الروابط الإيمانية بين الإخوة. وهو انتهاك لحقوق الإنسان وعدوان على حقوقه

عقاب الذين يقومون بالهمز واللمز

 سيعاقب الذين يستهزئون يوم القيامة على سخرياتهم، وسيعرف الذين يفعلون الهمز واللمز ويكشفون عيوب الآخرين سواء بالأقوال أو الأفعال عندما يتعرضون للعذاب من ربهم. وحين يحصلون على العذاب، سيعرفون حينها أن الذين كانوا يستهزئون بهم ويتحدثون عنهم في غيابهم وأمامهم كانوا هم أولئك الذين يتبعون الهدى والحق، وأنهم هم أولئك الذين يخطئون ويضلون، كما ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة المؤمنون

 إذا كانت السخرية والاستهزاء والتحقير من أخلاق الناس في الجاهلية الأولى، أي أهل الكفر والشرك، والنفاق، فإنه لا يجب أن يكونوا من أخلاق المسلمين الذين يتبعون مبادئ القرآن الكريم ويسلكون سنة رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم. فلا يحق لهم السخرية أو الاستهزاء أو تحقير الآخرين بأي كلمات أو لقب يمكن أن يشوه شأنهم، وهذا ما نهى الله تعالى عنه. وقد قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هنا) ويشير إلى صدره ثلاث مرات، فإن الإحقار والتحقير من السلوكيات المذمومة التي لا ينبغي لأي مسلم أن يمارسها تجاه أخيه المسلم.

عاقبة(.5

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى