خصائص شعر البحتري
من هو البحتري
الشاعر الذي يعد شاعرا لسلاسل الذهب هو البحتري، ويعتبر من بين أكثر الشعراء العباسيين تأثيرا في عصرهم وفي الشعر العربي عبر التاريخ، ويعتبرون منارات للشعراء بسبب معرفتهم وقدرتهم الشعرية .
كان اسمه الكامل الوليد عين الله بن يحيى، ولكن أخذ كنية أبو عبادة بعد ذلك، وأصبح الناس ينادونه بهذا الاسم. وبالتالي، فإن اسمه الأدبي المعروف باسم `أبو عبادة البحتري` جاء من كنيته المكتسبة، والتي هي أبو عبادة، وكان واحدًا من أجداده السابقين وكان ينتمي إلى قحطان وكان يسمى البحتري.
كانت أمه عربية من قبيلة بني نهيان، وكان الشاعر البحتري فخورًا بنسبه العربي ويتباهى به في شعره، حيث قال في ذلك:
قومي هم قوم الشرف قديما وحديثا، أبوة وجدودا.
طيء انتهت بسابق عهدها في العالمين باسا وجودا.
عاش البحتري في فترة حكم أربعة خلفاء عباسيين مختلفين خلال حياته، وكان لديه رحلتان خارج العراق، إذ سافر إلى الشام مرة وعاد إلى العراق مرة أخرى قبل وفاته .
ثم غادر العراق وسافر إلى بلدة تُدعى منبج، وجلس هناك حتى وافته المنية في عام 284 هجرية / 897 ميلادية.
اهم خصائص شعر البحتري
كانت خصائص شعر البحتري مشابهة لخصائص الشعر العباسي، ومن بينها
- وضوح شعره وعدم التعقيد والإبتذال به .
- تتميز لغة شعره بالصوفية والخلوة من الفلسفة والمنطق .
- قوة الألفاظ بشعره ومتانتها .
- رقة الجرس الموسيقي وجودة أسلوبه وحسن عرضه، ومثال علي ذلك :_
إذا أخذت في مديح سيد ذي إياد ……. ڤاشهر مناقبه وأظهر مناسب
- شعر الغزل لدى هذا الشاعر يتميز برقة الطيف وعذوبته، وكان يستخدم برثة طيفه المثال في الأدب العربي في عصره، ويعد مثالاً في شعر المديح
في الحلم يأتيني خيال لحظة فتنة الجمال… ربما تكون آلام نفسية لي واضطراب في راحتي.
- يتميز وصفه لمظاهر الحياة، سواء كانت حضارية عمرانية أو طبيعية خلابة، بالدقة والتفصيل
ذات اهتزاز مثل البرق الذي … مجرورة بتلك الذكرى
- يتميز شعر هذا الشاعر بأنه هادئ ومريح عند سماعه، ويستخدم المحسنات البديعية بتوازن سواء كانت لفظية أو معنوية، مما يجعل شعره مذهبًا وبليغًا، وتُستخدم قصائده كمثال للشعراء بعده، ومن أمثلة أقواله هذه
كلفتمونا حدود منطقتكم في الشعر يلغي عن صدقة كذبه …… والشعر لمح تكفي إشاراته وليس بالهذر طولت خطب.
- استخدم الشاعر الألفاظ المصوَّرة للتعبير عن الحكمة والرثاء في شعره، وذلك في قوله: _
صنت نفسي عما يدنس نفسي ,,,,,,,, وترفعت عن جدا كل جبس
- لا يعتقد أن إختصاصات شعره لم يتم صنعها عند كتابته للشعر.
أسلوب البيان في شعر البحتري
كانت قصائد البحتري مصدر رزقه الذي يتوسطه لاستقاء رواتبه من السلاطين والخلفاء العباسيين بتمجيدهم
ومن أسلوب البيان عند البحتري الآتي :_
- يتميز شعره بكثرة التشبيهات البليغة، حيث كتب أكثر من 700 بيت وجميعها تحتوي على تشبيهات بليغة.
- يتميز بكثرة استخدامه للمجاز والكناية في أشعاره، حيث بلغ عدد الأبيات التي تحتوي على 100 بيت لكل منها.
- كان البحتري يهاجئ كثيرا في شعره لأنه كان يمتلك الكثير من الأعداء.
- حافظ البحتري على روح البدو في كتابة شعره ولم يتصنع في البيان، على عكس العديد من شعراء عصره، بما في ذلك الشاعر أبو تمام.
- استخدم البحتري المجاز العقلي والاستعارة المكنية بكثرة، وهذا يتماشى مع نماذج المجاز والاستعارة الأخرى.
- استخدم الشاعر أنواعاً عديدة من التشبيهات، وخصوصًا التشبيه التمثيلي، في العديد من قصائده، ويتضح ذلك جلياً في ديوانه، الذي لا يحتوي على مقارنات أو تشبيهات.
أفضل قصائد البحتري
ما للكبير في الغواني من أرب
مات الهوي فلا جوى ولا طرب
يا ربة الغدر قري راضية
فإن أبيت فأتلفي من الغضب
هيهات فلا آسى فقد الصبا
ولا يري دمعي للشوق ينسكب
كان الهوي خدني فقد ودعته
وقلما يعود شيئاً قد ذهب
ورُب يوم قصرته خلوتي
بفاتر الطرف خلوب مختلب
يسلبني عقلي بحسن وجهه
وهو من الإعجاب بي كالمستلب
كأنما هاروت في أجفانه
يُنصف إن شاء وإن شاء غصب
مهفهف يرتج في أقطاره
كما زفت ريح بآجام قصب
لم أدر ما أسكرني أطرفه
أم التي يدعونها بنت العنب
كأنما الدرة ماء وجهه
وجسمه أحسن من ماء الذهب
تحسبها في كأسها ياقوتة
أو قبساً ألهب عمداً فألتهب
هذا لذا والفتح مفتاح الندي
وزهرة الدنيا وينبوع الأدب
يرضي فيرمي باللهي سماحة
ويغضب الموت إذا الفتح غضب
أنظر إلي آثاره عند اللهي
تنظر إلي آثاره غيث في عشب
لو قيل للمجد انتسب الي إمريء
لم تلقه إلي إليه ينتسب
ليث وغيز وجواد ماجد
كفاه بالأموال تحبو وتهب
طوبي لمن وإلي أبي محمد
وقل لمن عادا تأهب للعطب
طاعاته فرض فإن عصيته
كنت بعصيانك للنار حطب
يا مادح الفتح و يا آمله
لست إمرأ خاب ولا مثنٍ كذب
إن كساني الفتح أثواب الغني
فكسوته إياه مدح منتخب
قصائد يطرب من تهدي له
ولذة النفس من العيش الطرب
لم أستعر حليتها يوما ولا
أغرت حين قلتها علي الكتب
جاءت كدر في سماط لؤلؤ
في جيد خود أو كعقيان الذهب
سحر حلال لم أؤلف عقده
إلا لتعلو رتبتي علي الرتب
وأنت رأس المجد والناس ذنب
_____________
قصيدة تتعلق بالحب الذي لا يتجاوزه الحب
يجانبنا للحب من لا نجانبه
ويبعد عنا في الهوي ما نقاربه
ولابد من واشيٍ يتاح علي النوي
وقد تجلب الشيء البعيد جوالبه
أفي كل يوم كاشح متكلف
يصب علينا أو رقيب نراقبه
عنا المستهام شجوه و تطاربه
و غالبه من حب علوة غالبه
وأصبح لا وصل الحبيب ميسر
لديه ولا دار الحبيب تصاقبه
مقيم بأرض قد أبن معرجا
علبها وفي أرض ساها مآربه
سقي السفح من بطياس فالجيرة التي
تلي السفح وسمي دراك سحائبه
فكم ليلة قد بتها ثم ناعماً
بعيني عليل الطرف بيض ترائبه
متي يبد يرجع للمفيق خباله
ويرتجع الوجد المبرح واهبه
ولم أنسه إذ قام ثاني جيده
إليّ وإذ مالت عليّ ذوائبه
عناق يهد الصبر وشك إنقضائه
ويذكي الجوي أو يسكب الدمع ساكبه
ألا هل أتهاها أن مظلمة الدجي
تجلت وأن العيش سهل جانبه
عجبت لهذا الدهر أعيت صروفه
وما الدهر إلا صرفه وعجائبه
متي أمل الدياك أن تصطفي له
عري التاح أو تثني عليه عصائبه
فكيف إدعي حق الخلافة غاصب
حوي دونه إرث النبي أقارب
بكي المنبر الشرقي إذ خار فوقه
هلي الناس ثور قد تدلت غباغبه
ثقيل علي جنب الثريد مراقب
لشخص الخوان يبتدي فيواثبه
إِذا ما اِحتَشى مِن حاضِرِ الزادِ لَم يُبَل
أضاء شهاب الملك أم كل ثاقبه
إذا بكر الفراش ينثو حديثه
تضاءل مطريه وأطنب عائبه
تخكي إلي الأمر الذي ليس أهله
فطورا ينازيه وطورا يشاغبه
ولم يكن المغتر بالله إذ سري
ليعجز والمعتز بالله طالبه