خصائص شخصية الرسول صل الله عليه وسلم
هذه مجموعة من الخصائص والمميزات التي منحها الله له وكان لها أكبر تأثير على دعوته بين أهله وعشيرته. من بينها نسبه الشريفة وصدقه وأمانته، وتجنبه لارتكاب الخطايا، وكونه يتيما وحبه للانعزال وغيرها من الصفات الإنسانية والبشرية التي تدل على حسن تربيته والرعاية التي وفرها الله له لتكون أساسا لما يقدمه في دعوته الإسلامية للناس. وهذه الخصائص هي
أولاً: ولادته في أشرف بيوت العرب نسبًا:
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت شريف من بيوت العرب النبيلة، وقال صلى الله عليه وسلم: `إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واختار قريشًا من كنانة، واصطفى بني هاشم من قريش، وأختارني من بني هاشم`.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمتع بمكانة اجتماعية مرموقة في مكة قبل ظهور الإسلام، حيث كان بنو هاشم يتميزون بالشرف والكرامة وحماية الكعبة، كما كانوا يتفوقون على قريش، وأشهر أفراد بني هاشم كان عبد المطلب جد رسول الله.
ثانيًا: ولادته يتيمًا:
مات عنه أبوه وهو ما زال في رحم أمه، وما لبث إلا سنوات قليلة حتى توفت عنه أمه وهو في عمر ست سنوات، قضى أغلبها بعيدًا عنها مع مرضعته من بني سعد، حليمة السعدية.
ثالثًا: نشأة البادية والصحراء:
قضى الشخص الذي يتحدث أول أربع سنوات من حياته بين يدي مربيته ومرضعته حليمة السعدية، وكانت هذه العادة شائعة بين العرب، حيث يتم إرسال الأطفال إلى البادية للرضاعة لتعويدهم على الحياة القاسية في البادية والتي تجعلهم أكثر قوة وصلابة وخشونة.
رابعًا: رعايته للغنم:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ أغنام الناس في مكة ويذهب بها للبحث عن المراعي والأشجار في السهول والجبال المحيطة بمكة، وقال صلى الله عليه وسلم في ذلك: “لم يكن نبي إلا وقد رعى الغنم، وقد رعيت الغنم على قراريط لأهل مكة.
خامسًا: رجاحة عقله:
هذا ما جعله يستحق أن يكون قائدا وداعية، والأمر الذي يتطلب مؤهلات وقدرات عقلية عالية. وقد تجلى ذلك في سن مبكرة عندما حدثت خلافات كبيرة بين زعماء قريش حول إعادة بناء الكعبة. وصلت هذه الخلافات إلى حد تحديد من سيحمل الحجر الأسود ووضعه في مكانه. وبعد الاتفاق على أن يحكم بينهم أول شخص يدخل من باب بني شيبة، دخل محمد بن عبدالمطلب وقالوا: `إنه الأمين قد أتى إليكم`. ثم أمر محمد بوضع الحجر داخل ثوب ووضعه في وسطه، وأمر الأربع قبائل برفعه معا إلى مكانه في البناء. ثم أخذه رسول الله ووضعه في مكانه النهائي، ووافق الجميع على حكمه بعد أن عرفوا قوة عقله وقدرته.
سادسًا: تنزيهه عن ارتكاب الإثم:
وهو انتهائه عن مشاركة عشيرته في عبادة الأصنام أو شرب الخمر أو ممارسة التعري، ولم يروى عنه أبدًا أنه والعياذ بالله مارس الزنا أو الفاحشة أو كذب أو سرق بل على العكس اتصف بالصدق والأمانة وحسن الخلق.
سابعًا: الصادق الأمين:
رغم شدة عداوة أعدائه، إلا أنهم لم يستطيعوا إلا أن يطلقوا عليه اسم الصادق الأمين، حيث كان يحتفظ بالودائع ولا يمسها بسوء، ولقد قام برد الودائع لأهلها عندما أراد الهجرة، وكان على علي رضي الله عنه أن يقوم بتسليمها لأصحابها.
ثامنًا: السفر إلى خارج الحجاز:
وهو ما قام به مرتان في حياته، الأولى: مع عمه أبو طالب إلى الشام، وكان عمره حينها اثنتا عشر عامًا، والثانية: في تجارة السيدة خديجة وكان ذلك قبل زواجه منها وقبل البعثة النبوية.
تاسعًا: حبه للخلوة:
وهي العبادة في عزلة من الناس وهي عادة من عادات أبينا إبراهيم عليه السلام اتبعها من بعده سنة عند الرغبة في التعبد، وكان يذهب إلى غار حراء للعبادة وهو غار داخل جبل حراء ويطل على الكعبة، وكان يمكث هناك ليالي وأيام حتى ينفذ طعامه وشرابه فيعود إلى أهله للتزود، ثم يعود لخلوته مرة أخرى.